![عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: الصدقة من أسباب بركة المال والوقاية من المصائب](https://al-sharq.com/get/maximage/20210101_1609518877-158.jpg)
عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: الصدقة من أسباب بركة المال والوقاية من المصائب
Al Sharq
أكد فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد النعمة أن الإنفاق في سبيل الله سبب لنيل رضا الله وحبه وحب عباده، وأنه سبب عظيم من أسباب بركة المال ونمائه ووقاية الإنسان من الآفات
أكد فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد النعمة أن الإنفاق في سبيل الله سبب لنيل رضا الله وحبه وحب عباده، وأنه سبب عظيم من أسباب بركة المال ونمائه ووقاية الإنسان من الآفات والمصائب والبلايا والمحن، وأن الصدقة والإنفاق من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه ومن أعظم أسباب البركة والخير والحفظ والنماء والوقاية من النار، كما أكد أن من أفضل النفقات والقربات لله هو النفقة على الأقارب والأهل والأولاد ففيها صلة وأجر. وقال الشيخ عبدالله النعمة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ: الإنفاق في سبيل الله وبذل المال في وجوهه المشروعة من أجل الطاعات وأفضل القربات عند الله تعالى، إنه سبب لنيل رضا الله وحبه وحب عباده، إنه تزكية للنفس وتطهير لها من خصال الشح والبخل، وسبب عظيم من أسباب بركة المال ونمائه ووقاية الإنسان من الآفات والمصائب والبلايا والمحن، إنه مواساة للفقراء والمحتاجين، وسد لحاجة الضعفاء والمساكين وفيه إشاعة للتراحم والتعاطف، فهو الصدقة الجارية التي لا ينقطع أجرها إلى يوم القيامة. وأضاف: فحري بالمسلم أن يدخر ماله عند الله تعالى لينال أجره وثوابه في يوم هو أحوج ما يكون فيه إلى مثاقيل الذر من الحسنات، روى الترمذي عن أبي كبشىة الأنماري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ثلاثة أقسم عليهن، وأحدثكم حديثا فاحفظوه: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر أو كلمة نحوها، وأحدثكم حديثا فاحفظوه، فقال: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهو بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء". الإنفاق في سبيل الله وأوضح الخطيب أن الصدقة من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه، ولأجل هذا كثر الحث على الإنفاق في سبيل الله في الكتاب والسنة، وعظم الوعد والثواب للمنفقين حتى غدت خصلة الإنفاق في سبيل الله صفة ملازمة للمؤمنين المتقين، قال تعالى: "الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ"، وجعلها من أبواب نيل البر والإحسان فقال تعالى: "لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيم"، بل من أعظم أثر الصدقة أنها تدخل العبد يوم القيامة في ظل عرش الرحمن، والعبد أحوج ما يكون وهو في عرصات يوم القيامة، جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم عدّ من السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: "رجلا تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"، وقد ثبت عند أحمد وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يفصل بين الناس، أو قال: يُحكم بين الناس". البركة والخير وبين الشيخ عبدالله النعمة أن الصدقة والإنفاق من أعظم أسباب البركة والخير والحفظ والنماء والوقاية من النار، ولو كانت بالقليل اليسير، جاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قالك "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة"، وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: "والصدقة برهان" فهي برهان على صدق إيمان العبد وحسن إسلامه، والرغبة فيما وعد به الرحمن "وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ". ولفت الخطيب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بين في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، أعظم الصدقة أجرا وأفضلها وقتا حين سئل: أيُّ الصدقة أعظم أجرا؟ فقال: "أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان". وكم للصدقة - عباد الله - من فضل ومزية، وكم جلبت من نعمة ودفعت من نقمة، وكم أزالت من عداوة وجلبت من صداقة ومودة، وكم تسببت لدعوة مستجابة من قلوب صادقة، رفع عنها المسلم بصدقته كربة وضيقا كانت تعاني منه الأمرين، وإن ما أنفقه العبد من ماله، يبتغي به وجه الله تعالى ومرضاته سيخلفه الله له، وهو خير الرازقين، وسوف يجد يوم القيامة الأجر العظيم المضاعف أضعافا كثيرة "وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ". وأوضح الخطيب قائلا: ما أجمل شعور المنفق والمتصدق عندما يكون سببا في مسح دموع مكروب أو إدخال السرور على قلب فقير معدوم أو يتيم فقد حنان والديه، وإنها لسعادة عظمى لا توزن بأموال الدنيا كلها يهبها الله تعالى لعباده المحسنين المنفقين، والله يحب المحسنين، واعلموا أن من أفضل النفقات والقربات لله هو النفقة على الأقارب والأهل والأولاد ففيها صلة وأجر، قال سبحانه: "يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ"، وفي الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة"، بل من أعظم الصدقات الإنفاق على الأهل، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا "دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك". فاتقوا الله رحمكم الله، وانتفعوا بأموالكم ما دامت في أيديكم، بالتقرب إلى الله والمسارعة في مرضاته "وما تُقَدِّمُوا لِأنْفُسِكم مِن خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هو خَيْرًا وأعْظَمَ أجْرًا".More Related News