عازف العود محمد السليطي لـ الشرق: التلحين أساس طموحي والفن لا يقبل المجاملة
Al Sharq
يواصل العازف والملحن محمد السليطي شغفه بآلة العود، سلطانة الآلات وجالبة المسرات كما وصفها القدامى. وبين حين وآخر يقدم للساحة الفنية أعمالا وطنية تعكس ذوقه وثقافته
يواصل العازف والملحن محمد السليطي شغفه بآلة العود، "سلطانة الآلات وجالبة المسرات" كما وصفها القدامى. وبين حين وآخر يقدم للساحة الفنية أعمالا وطنية تعكس ذوقه وثقافته الموسيقية، وتحمل بصمته الخاصة، كيف لا وهو الذي تأثر في سن مبكرة بالموسيقار فريد الأطرش (ملك العود)، وغنِم من الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر لقاءات أثرت ذائقته الفنية، وغذّت موهبته في العزف. كما استفاد من تجربة الملحن القدير مطر علي الكواري وتشجيعه له لخوض غمار التلحين. حصل محمد السليطي على البكالوريوس في الموسيقى من المعهد العالي للفنون الموسيقية بدولة الكويت الشقيقة. ويعتبر أشهر عازف عود شاب في قطر والخليج خاصة بعد مشاركته في مهرجان كتارا للعود، حيث مثل قطر في دوراته الثلاث خير تمثيل، وأمتع الجمهور بعزفه لأغنية "عيني قطر"، و"الحمد لك يا عظيم الشان"، كما شارك في جلسات صوت الخليج، وفي كل مناسبة يظهر إمكانيات عالية في العزف والارتجال. في لقاء مع (الشرق) تحدث محمد السليطي عن انطلاقته في هذا المجال الفني، وأسلوبه في العزف، وتواصله مع الجمهور في ظل جائحة كورونا. وغيرها من المواضيع في الحوار التالي..*قدمت في السنوات الأخيرة أعمالا وطنية لعدد من الفنانين. متى كانت انطلاقتك في مجال التلحين؟ **انطلاقتي الحقيقية في مجال التلحين كانت في عام 2016، حيث لحنت للفنان عيسى الكبيسي أغنية "أرض السلام"، ثم تتالت الأعمال بعد ذلك، لكن قبل عام 2016 كانت كلها تمارين في العزف والتلحين الذي هو أساس طموحي في هذا المجال. أن أقدم أعمالا تحمل بصمتي، وأكون امتدادا لملحنين سبقوني، وأنا سعيد بهذه التجربة ومستمر فيها. وخلال هذه السنوات لحنت لفنانين مميزين مثل الفنان غانم شاهين، وعيسى أحمد، بالإضافة الى الفنان عيسى الكبيسي، وأطمح للتعامل مع الفنانين الشباب الذي برزوا في الساحة مؤخرا مثل محمد المطوع، ونايف عبدالله وآخرين. وما دامت إمكانية التلحين موجودة فأنا مستمر وليس هناك ما يدعو للتوقف.*هل أنت مشغول بتحقيق اسمك كملحن مشهور؟ **نعم أطمح الى ذلك وأحرص على أن يكون لي خط معين في التلحين.*لو سألتك أيهما تفضل فريد الأطرش أم نصير شمه. ماذا تجيبنا؟ **العود مدارس، ولكل عازف أسلوبه الخاص. أعتقد أن ألحان الفنان الراحل فريد الأطرش أقرب الى قلوبنا لأن فيها نفسا شرقيا طربيا. أما العازف الكبير نصير شمه فهو كذلك أستاذ في العود، ولكني أعتبره عازفا استعراضيا يستطيع أن يستنبط من الآلة كميات عالية جدا لا يكون فيها تطريب بقدر ما فيها من استعراض. في بداياتي كنت متأثرا جدا بالفنان فريد الأطرش، ولكني بعد ذلك رأيت أنه لابد أن يكون لي أسلوبي الخاص في العزف مثل الطالب في الجامعة لا يمكنه أن يدرس ويستقي العلم من كتاب واحد. العازف كذلك لابد أن يطلع على كل المدارس ثم بعد ذلك يختار مساره الخاص.*هل تمنيت لو أنك كنت موجودا في عصر فريد الأطرش والتقيت به؟ **نعم تمنيت ذلك. على الأقل ذلك العصر فيه موسيقى جميلة.*شاركت في مهرجان كتارا لآلة العود في دورتين متتاليتين. كيف تقيم تلك المشاركة؟ **مهرجان كتارا للعود من المهرجانات المهمة في قطر والوطن العربي، ويطمح أغلب عازفي العود للمشاركة فيه، وهو مهرجان لا يقتصر على العزف فحسب، بل يجمع عازفين من ثقافات مختلفة، حيث تجد العازف الإيراني، والتركي، والجزائري، والمصري، والتونسي، الخ.. وهذا يساعدني كعازف قطري كي أتعرف على هذه الثقافات والمدارس في مجال العزف على آلة العود لأن الموسيقى بالنسبة الي هوية. الى جانب ذلك يقدم المهرجان ورشا في صناعة آلة العود، وهذا مفيد جدا.* وقفت على مسرح كتارا وعزفت أجمل المقطوعات. ماذا أضاف لك المهرجان؟ **أضاف لي الكثير، علما بأني حين أشارك في المهرجانات واللقاءات أشعر بأني لا أستطيع أن أظهر كل إمكاناتي في العزف. لا أدري حقيقة ما السبب، ولكن الحمد لله هناك أصداء طيبة دائما، والمشاركة في هذه المهرجانات تعلمني كيف أتعامل مع الميكروفون، وكيف أواجه الجمهور وغير ذلك.* بعد توقف الفعاليات بسبب القيود التي فرضتها الجائحة، كيف تتواصل مع الجمهور؟ ** أتواصل معه عبر حسابي على الانستجرام، وأحرص على الاستمرارية في التمرين على العزف لأن هذا المجال يحتاج الى ممارسة.*كم معدل ساعات العزف في اليوم؟ **عندما بدأت أتعلم العزف على آلة العود كنت أقضي 10 ساعات في التمرينات، لكن بسبب كثرة المشاغل والمسؤوليات اليوم أصبحت أعزف بمعدل ساعة الى ساعتين في اليوم، لكن الشغف مستمر.*ماذا تعزف عادة؟ **أعزف مقطوعات بعضها من تأليفي والبعض الآخر من تأليف عازفين آخرين. والمقطوعات التي من تأليفي هي تمارين على الآلة.* هل لديك مواصفات معينة لآلة العود؟ **نعم. هناك مواصفات تتعلق بمقاسات العود. في بداياتي كان مقاس الزند 20 سنتيمترا ونصف السنتيمتر. بعد ذلك أصبح 19 سنتيمترا مثل المدرسة العراقية، ثم صار المقاس 19 سنتيمترا ونصف السنتيمتر، أي إنه أصبح بين العربي والعراقي وهو الذي أستخدمه الآن وأراه أنسب مقاس في آلة العود.*هل تستهويك الزخارف والنقوش على الآلة؟ *لا تستهويني كثيرا. علما بأني أحتفظ في بيتي بعدد 23 آلة عود، لا أستخدم منها إلا ثلاثة فقط، والبقية للذكرى.*كيف تستطيع أن تقنع فنانا هو في الأصل عازف وملحن؛ بألحانك؟ **(يضحك)) أسمعه اللحن وأقول له إذا أعجبك خذه، وإذا لم يعجبك لا تأخذه لأن الفن لا يقبل المجاملة.*كيف تصف علاقتك بالموسيقيين في قطر؟ **علاقتي جيدة بالجميع وخاصة الموسيقار مطر علي الذي شجعني كثيرا على العزف والتلحين. وكذلك الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر ـ رحمه الله ـ الذي جمعتني به لقاءات كثيرة.*هل تطمح لمواصلة تعليمك ونيل شهادات عليا في الموسيقى؟ **نعم بالتأكيد أطمح لإكمال مرحلة الماجستير، وأحاول أن أجد طريقة لذلك، لأن الساحة الفنية تحتاج الى موسيقيين أكاديميين.*ما التحديات التي تواجهها كعازف وكملحن؟ **أهم تحد أواجهه هو قلة الفعاليات، والاعتماد على الإنتاج الخاص وهو مكلف جدا ويحتاج الى دعم من المؤسسات والأشخاص أيضا.*كيف ترى تواصل الأجيال من الفنانين والموسيقيين في قطر؟ **نحن امتداد لمن سبقونا والجيل القادم سيكون امتدادا لنا، وهكذا هي سيرورة الحياة. كلنا امتداد لبعضنا البعض.. وكلنا نمثل قطر.*الى ماذا يطمح العازف محمد السليطي؟ **أطمح لتقديم اعمال تليق باسم قطر خاصة الأعمال الوطنية، وهي مسؤولية جسيمة. وأطمح كذلك لتقديم عمل متكامل يحمل بصمتي الخاصة.اختيار صعب *كيف تقدم للقراء أسلوبك في التلحين؟ *أسلوبي يعكس جانبا من شخصيتي، فأنا أميل الى اللحن الذي يحمل نفسا عاطفيا، ولا أحب الأغاني التي فيها إيقاعات، أي أني أركز على الجانب الطربي وإن كان ذلك غير مطلوب بشكل كبير في وقتنا الحالي، أو ربما هذه النوعية من الألحان تستهدف فئة محدودة من الجمهور، ولكني مستمر فيه.*ألا يعتبر ذلك اختيارا صعبا، باعتبار ان الموسيقي عليه أن يجاري الواقع حتى يحافظ على تواجده؟ *ما دمت أنتج على نفقتي الخاصة فلا مانع من المجازفة.*لكن الملحن يحتاج الى جمهور حتى تحقق أعماله النجاح؟ *لا يهمني العدد حتى لو استمع للحني شخصان فقط. هناك فرق بين أن يقول لك شخص عادي هذا العمل جميل، وبين أن يقولها لك فنان كبير. هنا تعرف أنك أنجزت عملا جميلا.More Related News