طفلة أسير فلسطيني بعد تفجير منزله: أبي بطل وسنبني غيره
Al Sharq
فجرت قوات الاحتلال، الاثنين الماضي، منزل الأسير محمود جرادات بعد هدم أجزاء منه بواسطة المعدات اليدوية، وكانت قوة عسكرية صهيونية مدعومة بالجرافات اقتحمت البلدة من
فجرت قوات الاحتلال، الاثنين الماضي، منزل الأسير محمود جرادات بعد هدم أجزاء منه بواسطة المعدات اليدوية، وكانت قوة عسكرية صهيونية مدعومة بالجرافات اقتحمت البلدة من جميع الاتجاهات، وأغلقت كافة الطرق المؤدية إليها والرابطة بينها وبين بلدة اليامون، فيما اعتلى عدد من الجنود أسطح المنازل، واقتحموا منزل الاسير محمود غالب جرادات وشرعوا بهدم جدرانه الداخلية. واندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال بعد اقتحام البلدة، استشهد خلالها الشاب محمد أبو صلاح (17 عامًا) من بلدة اليامون بعد إصابته في الرأس برصاص الاحتلال الحي، وأصيب 20 آخرون برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي الحي، حيث وصفت 3 إصابات بالخطيرة. وتم نقل جثمان الشهيد على أكتاف عشرات المواطنين من مستشفى ابن سينا إلى مستشفى جنين الحكومي. ويتهم جيش الاحتلال الأسير محمود جرادات و3 آخرين من البلدة بتنفيذ عملية مستوطنة "حومش" قرب مدخل قرية برقة شمال غرب مدينة نابلس في 16 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقتل مستوطن إسرائيلي وإصابة اثنين آخرين، وما يزال الاحتلال يخطر بقية منازل المتهمين بالعملية بالهدم. يتيمة وأبي حي الطفلة ميار جرادات -9 سنوات- ابنة الأسير محمود جرادات تتساءل في رسالةٍ ترسلها للعالم:" أما آن للاحتلال أن يزول؟ أما آن للأسرى أن يعيشوا أحرارًا؟ أما آن لنا نحن الأطفال أن نعيش في حضن آبائنا؟". وتقول:" البيت الذي هدمه الاحتلال هو كل حياتي هو ذكرياتي ومكان سعادتي واستقراري، لقد فجروه لأنهم مجرمون محتلون دون أن نفعل أي شيء لهم، لكن الاحتلال سيزول". وتضيف:" كنت أعرف أنهم سيهدمون البيت، لكنني أقول للاحتلال أنا لن أبكي رغم حبي لبيتي، لن أبكي وسنبني بيتًا جديدًا، لن أبكي لأن ما فعله أبي هو الصواب". وتتابع:" أنا فخورة بأبي وبما فعله، وأتمنى من كل فلسطيني أن يفعل ما فعل لأن الاحتلال لن يزول إلا بالمقاومة". وتبين:"لا يمكن لطفلةٍ أن تعيش محرومةً من أبيها، هذا ظلم، وأنا أريد العيش مع أبي حتى ولو في خيمة، لا أريد أن أكون يتيمة وأبي حيّ في سجون الاحتلال". حرب ضد الأسرى وعدّ مركز فلسطين لدراسات الأسرى "هدم منازل عائلات الأسرى جزء من الحرب المعلنة عليهم داخل السجون والتي تصاعدت وتيرتها في الشهور الأخيرة بفرض عقوبات جديدة رفعت حالة التوتر بشكل كبير وهيأت الفرصة لانفجار في السجون". وقال رياض الأشقر مدير المركز لـ "الشرق":" الاحتلال بكل أجهزته يشن حرباً على الأسرى داخل السجون، بمصادرة حقوقهم وإنجازاتهم وإعادة الأوضاع الى الخلف عشرات السنين، بينما تستكمل حلقات تلك الحرب خارج السجون بأخرى نفسية واقتصادية ضد الأسرى وعائلاتهم، بسياسة هدم المنازل وتشريد العشرات من سكانها والتي كان آخرها هدم منزل الأسير محمود جرادات". وأضاف:" الاحتلال نظام استعماري عنصري بغيض يمارس كل إجراءات التنكيل والانتقام و يُشَّرع سياسة العقوبات الجماعية بقرارات من الكنيست والسلطة القضائية لديه، ضد الفلسطينيين بشكل عام وبحق الأسرى بشكل خاص، وأكثرها إجحافا سياسته الممنهجة بهدم منازل عائلاتهم، لفرض مزيد من الخسائر". خرق للقوانين وأتبع:" هدم منازل أهالي الأسرى يمثل انتهاكا خطيرا للأعراف والقوانين الدولية وخرقاً للأحكام الواردة في اتفاقية جنيف الرابعة، لأنها تعتبر عقوبة بحق أشخاص مدنيين لم تتم إدانتهم بالفعل في أي عمل مقاوم، حيث يعاقب الاحتلال الأسير بالاعتقال والأحكام القاسية ويحارب ذويه بتشريدهم وهدم منازلهم". وأكد أن سلطات الاحتلال صعّدت خلال الأعوام الاخيرة من سياسة العقاب الجماعي بحق عائلات الأسرى بهدم منازلهم، بهدف فرض مزيد من الخسائر ورفع فاتورة انتماء الشباب الفلسطيني للمقاومة، وتحقيق سياسة الردع حيث رصد 6 عمليات هدم لمنازل الاسرى خلال العام 2019، و7 عمليات خلال العام 2020، و3 عمليات هدم خلال العام 2021. وطالب الأشقر كافة المؤسسات الدولية الخروج عن صمتها الذي يشجع الاحتلال على ممارسة مزيد من الجرائم، والتدخل العاجل لوقف سياسة العقاب الجماعي ضد أهالي الأسرى، ووقف هدم المنازل الذي يعتبر جريمة حرب ضد مواطنين مدنيين ليس لهم علاقة بالقضية التي يبنى عليها الاحتلال سبب الهدم.