سمو الأمير لمجلة "لو بوان" الفرنسية : "التعليم" هو الحل أغنياء كنا أم فقراء
Al Arab
وصف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، العلاقات القطرية - الفرنسية بالعلاقات الجيدة والقوية والتاريخية والمتينة، منوها بما يجمع
وصف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، العلاقات القطرية - الفرنسية بالعلاقات الجيدة والقوية والتاريخية والمتينة، منوها بما يجمع البلدين من تفاهم مشترك وتعاون وثيق في مجالات مختلفة، سيما التجارة والثقافة والرياضة والأمن والشؤون العسكرية والسياسة الخارجية.
وأكد سموه في حوار صحفي مع مجلة "لو بوان" الفرنسية، نشر اليوم، أن علاقته بفخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائمة على الاحترام المتبادل، والتواصل المستمر، وتبادل الآراء حول السياسة الخارجية، والتعاون من أجل تعزيز السلام، ولعب دور في تحقيق الاستقرار وفي مجال المساعدات الإنسانية. وتطرق سمو الأمير المفدى خلال المقابلة إلى عدة قضايا محورية في الشأن السياسي العالمي والعلاقات الدولية لقطر، وقدم سموه تحليلا لعدة قضايا جوهرية ومتنوعة، بدءا من قضايا المرأة وحرية التعبير، وقطاع الطاقة وسياقاتها الحالية، ومرورا بالشؤون الدولية ومن ضمنها العلاقات الخليجية الإيرانية، والعلاقات بين دول العالم كافة، وصولا إلى الحروب والأزمات الدولية. كما سلط سمو الأمير المفدى خلال المقابلة الضوء على الدور المحوري للسياسة الخارجية القطرية، وسعيها الحثيث إلى تقريب وجهات النظر المتباينة، ولعب دور الوساطة البناءة التي تساعد جميع الأطراف في الحوار والتوصل إلى حلول سلمية لخلافاتهم. وعن أهمية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أعرب سمو الأمير عن تطلعه للمستقبل فيما يخص علاقات دولة قطر وشقيقاتها من دول المجلس، حيث شدد سموه على أهمية الوحدة والتعاون بين دول المجلس، معربا سموه عن ارتياحه لدخول المجلس مرحلة جديدة. وفي معرض الحديث عن أهمية الطاقة لمستقبل العالم، أكد سموه على الدور المهم الذي تلعبه قطر باعتبارها موردا ذا مصداقية ولالتزامها بالاتفاقيات التي توقعها مع شركائها كافة، لافتا سموه إلى أن الغاز سيلعب دورا بالغ الأهمية في الفترة الانتقالية، وفي تنويع مصادر الطاقة على المدى الطويل لكونه مصدرا للطاقة النظيفة، مشيرا سموه إلى أن دولة قطر استثمرت أموالا طائلة في التكنولوجيا التي تسهم في احتجاز الكربون والحد من الاحتراق. أما فيما يتعلق ببطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، فقد عبر سموه عن ترحيبه بجميع المشجعين بغض النظر عن أصولهم أو ثقافاتهم، متطلعا إلى أن يسهم هذا الحدث العالمي في تعزيز معرفتهم بأوجه الاختلاف بين الثقافات، وأن يكتشفوا ثقافة قطر، وزيارتها مجددا في المستقبل. كما أكد سمو الأمير أيضا في المقابلة على أهمية التعليم كركيزة وحل أساسي لبناء المجتمعات والاستثمار في رأس المال البشري، من خلال تطوير المدارس والجامعات، كرافد للتنمية والتنويع الاقتصادي، معربا سموه عن الثقة الكبيرة في اقتصاد قطر القوي، واستعدادها لجميع السيناريوهات في المستقبل. وفي رد على سؤال حول الدين الإسلامي، أوضح سموه أن الإسلام هو دين السلام، وأن المسلمين يتقبلون الاختلاف مع الآخر ويتعايشون معه، كما أعرب سموه عن رفضه للتمييز ضد أية أقلية سواء أكانت تدين بالإسلام أم لم تكن. وفيما يلي نص المقابلة: دولة قطر هي دولة صغيرة تجد نفسها في وسط العديد من القضايا الكبرى، مثل: الطاقة، والدبلوماسية، والاستثمار، وكرة القدم... كيف تقيمون قوة الدولة ودورها العالمي؟ نعد دولة صغيرة جغرافيا، لكن كل دولة، كبيرة كانت أم صغيرة، تضطلع بدور في الأحداث الجارية حول العالم. ونحن نسعى من خلال سياستنا الخارجية في دولة قطر إلى تقريب وجهات النظر المتباينة، لمساعدة جميع الأطراف التي تحتاج إلى المساعدة، ولعب دور الوسيط في المنطقة وخارجها. فالعالم يحتاج إلى الحوار لحل مشاكله، وخير مثال على ذلك ما حققناه مؤخرا في أفغانستان، حينما طلب منا أصدقاؤنا الأمريكيون المساعدة في التواصل مع الأفغان من أجل التوصل إلى حل سلمي للحرب، وهذا ما فعلناه. أضف إلى ذلك الدور المهم الذي تلعبه دولة قطر في مجال الطاقة لكونها موردا ذا مصداقية في هذا المجال، ونفتخر بالتزامنا بالاتفاقيات التي وقعناها خلال العقود الماضية، بما في ذلك الاتفاقيات في قطاع الغاز، حيث إننا نزود عددا كبيرا من الدول بالغاز، من الأرجنتين إلى اليابان.