سفير التشيك لدى الدولة: زيارة سمو الأمير تكتسب أهمية قصوى ولدى البلدين نهج استراتيجي لتحديث الاقتصاد
Al Arab
ثمن سعادة السيد بيتر خالوبيتسكي سفير جمهورية التشيك لدى دولة قطر، العلاقات الوثيقة القائمة بين البلدين، وما تشهده من تطور مستمر لتعزيز الشراكات بينهما في شتى
ثمن سعادة السيد بيتر خالوبيتسكي سفير جمهورية التشيك لدى دولة قطر، العلاقات الوثيقة القائمة بين البلدين، وما تشهده من تطور مستمر لتعزيز الشراكات بينهما في شتى المجالات. وأكد سعادته، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن زيارة الدولة التي سيقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لجمهورية التشيك تكتسب أهمية قصوى من حيث التوقيت والمضمون كونها تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية بين البلدين تطورا مستمرا ومهما، مشيرا في سياق ذي صلة إلى افتتاح بلاده سفارة لها مؤخرا في الدوحة، فيما تنوي قطر افتتاح سفارة مماثلة قريبا في العاصمة التشيكية براغ لأجل تعميق هذه العلاقات وتوثيقها أكثر. ونوه بأنه رغم ما يشهده العالم من اضطرابات اقتصادية، بما في ذلك أزمة الطاقة في أوروبا، فإن هناك العديد من الفرص الجديدة لتعميق الشراكات القطرية التشيكية في مجالات الاستثمار والتجارة والطاقة، بالإضافة إلى تبادل الرؤى والتشاور حول القضايا السياسية الإقليمية والعالمية، لا سيما أن تطور هذه العلاقات قد اكتسب في الأشهر الأخيرة زخما متصاعدا. وقال: "هناك الكثير من القواسم المشتركة بين البلدين فيما يتعلق باتباع نهج استراتيجي حقيقي لتحديث الاقتصاد، من خلال تأسيس البنية التحتية المتطورة والرقمنة والاستثمار في أحدث التقنيات، مع إيمان البلدين بالاستثمارات المجدية وبالتجارة، خاصة أن هناك إمكانات لا تزال غير مستغلة في هذه القطاعات". ونوه بأن من بين الصادرات التشيكية إلى قطر الآلات والمعدات الطبية والأدوية ومعدات البناء، معربا عن أمله في توسع قطاعات الصادرات التشيكية إلى قطر بشكل كبير، ليس فقط في المجالات المذكورة، ولكن أيضا في مجالات الدفاع والأمن والفضاء والطيران. وذكر أن أي تعاون في مجال الطاقة بين التشيك وقطر سيزيد بالضرورة أرقام وإحصاءات التبادل التجاري بينهما إلى مستوى أعلى بكثير، لافتا إلى وجود فرص هائلة لاستكشاف وسائل للتعاون في مجال الغاز، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، وفي سلع الطاقة الأخرى أيضا مثل الهيدروجين. ونبه السفير التشيكي إلى أن أزمة الطاقة الحالية في أوروبا بمثابة جرس إنذار للكثيرين لأنها أظهرت بوضوح الحاجة إلى تنويع الموردين ومصادر الطاقة، وأكد على أن الشراكة القوية مع قطر، بسمعتها الفريدة كمورد ذي رؤية وموثوق به، تبدو خيارا طبيعيا في هذا الصدد. وأوضح سعادة السفير بيتر خالوبيتسكي أنه بالإضافة إلى مجالات وقطاعات التعاون المذكورة بين قطر والتشيك، فإن لدى كل من الدوحة وبراغ الرغبة في تعزيز تعاونهما وشراكاتهما المتعددة في قطاعات الزراعة والتقنيات الحيوية، مع وجود العديد من الشركات الناشئة الديناميكية في التشيك، تقدم حلولا متطورة في عدد من المجالات، وتسعى إلى شراكات أو أسواق جديدة، علاوة على أن العديد من قطاعات الاقتصاد التشيكي تقدم نظرة مستقبلية قوية من حيث الأرباح والتطوير، ويشمل ذلك قطاع الطاقة الذي يمتلك إمكانات ملحوظة لمزيد من التطوير والتوسع، فضلا عن مجال الفنادق والمنتجعات الصحية ذات المرافق المعروفة في جميع أنحاء العالم، وكذا مشاريع البنية التحتية بما فيها شبكات النقل ذات الإمكانات العالية التي تتيح لها المزيد من التوسع والعوائد المثيرة للاهتمام. وأضاف أن لدى بلاده التشريعات المناسبة التي تدعم هذه الاستثمارات، وأن بعضها سيدخل حيز التنفيذ في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن قطر والتشيك وقعتا في يونيو الماضي اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي، واتفقتا على تعزيز وحماية الاستثمارات بينهما في مطلع شهر سبتمبر الماضي، حيث تقوم سلطات الاتحاد الأوروبي حاليا بمراجعة هذه الاتفاقية على النحو المطلوب، موضحا أن الاتفاقية الأخيرة بهذا الخصوص لا تشكل شرطا ضروريا لأي استثمار قطري محتمل في التشيك، بل تعد ميزة إضافية في هذا الإطار. وأشار سفير التشيك لدى الدوحة إلى أن قطاع السياحة يعد واحدا من بين المجالات الرئيسية التي يرغب البلدان تعميق تعاونهما فيه، لا سيما قطاع الفنادق والمنتجعات الصحية، وصولا لبنية تحتية سياحية أوسع. وأكد في هذا السياق أن الخطوط الجوية القطرية قدمت إلى براغ دعما كبيرا للسياحة، وشكلت أيضا رصيدا كبيرا لمجتمعات الأعمال في جمهورية التشيك، التي قال إنها تقدر الجودة الاستثنائية لأفضل شركة طيران في العالم حاليا، وتثني على موثوقيتها حتى في الأوقات الصعبة في ذروة وباء /كوفيد-19/، معربا عن أمله في رؤية بصمة أكبر بكثير للناقل الوطني القطري في قطاع النقل الجوي التشيكي في المستقبل. وأشاد سعادة السفير بيتر خالوبيتسكي بالترتيبات والتجهيزات الاستثنائية التي قامت بها قطر لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وقال: "نحن معجبون بالجهود الجبارة التي بذلتها دولة قطر في التحضير لهذه البطولة، ونثني على الرؤية طويلة المدى لتشغيل البنية التحتية المنشأة حديثا لفترة طويلة بعد هذا الحدث الرياضي العالمي، ليس فقط لصالح الشعب القطري، ولكن أيضا للمنطقة والعالم بأسره". وشدد على أن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 تعد فرصة فريدة لتقديم الثقافة القطرية غير العادية لزوار المونديال، معربا عن تقديره لانفتاح قطر وترحيبها بالحشود المتنوعة والمتوقعة من الجماهير والمشجعين من شتى أنحاء العالم بخلفياتهم الثقافية والاجتماعية. وتابع: "لم يتأهل المنتخب التشيكي لمونديال قطر، لكن المشجعين التشيك سيجدون بالتأكيد فرقهم المفضلة لتشجيعها، وأنا متأكد أن المنتخب القطري سيكون واحدا منها".