![رمضان في قطر.. نفحات إيمانية وتقاليد موروثة](https://alarab.qa/get/maximage/20220408_1649366281-469.jpg)
رمضان في قطر.. نفحات إيمانية وتقاليد موروثة
Al Arab
يعتبر شهر رمضان الفضيل في دولة قطر عنوانا للترابط والتضامن بين القطريين حيث تسود أجواء المحبة والمودة والتسامح والتقارب بين الجميع.
يعتبر شهر رمضان الفضيل في دولة قطر عنوانا للترابط والتضامن بين القطريين حيث تسود أجواء المحبة والمودة والتسامح والتقارب بين الجميع. ويتعاهد القطريون شهر رمضان كمناسبة دينية واجتماعية لإحياء العادات والتقاليد الشعبية الراسخة والتي تمثل الهوية القطرية. ومن أهم العادات والتقاليد التي يحرص القطريون على إحيائها في هذا الشهر المبارك التقارب الاجتماعي بين الأهل والجيران، حيث تقوم الأسر بتوزيع الطعام، فلا يمكن أن تصنع أسرة طعاما دون أن تعطي جيرانها منه على سبيل التواد والترابط بغض النظر عن مسمى هذه العادة التي انتشرت في أكثر من بلد وبمسميات مختلفة. ولمعرفة أكثر عن هذه العادة الطيبة قالت الباحثة مريم العلي خبير ثقافي بوزارة الثقافة، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا» إن عادة تبادل الطعام من أهم سمات شهر رمضان المبارك في الدولة، وهي عادة خليجية قديمة تعرف بأسماء مختلفة تدور فحواها حول انتقاص جزء من الطعام أو استقطاعه للأهل أو الجيران تعبيرا عن المحبة والمودة، مشيرة إلى أن الناس في الفرجان قديما كانوا يتقاسمون الطعام، وتعطي كل جارة جارتها من طعامها سواء في شهر رمضان أو غيره لكن تزداد هذه الخصلة مع الشهر الفضيل، الذي يتميز بأكلاته الشعبية الخاصة مثل الثريد والهريس وغيرهما. وأضافت العلي أن سفرة «مائدة» الأسرة الواحدة كانت تحتوي على عدد من الأطباق نتيجة التبادل والتهادي، حتى وإن كانت ربة المنزل قامت بطهي نفس الصنف فلا ترفض طبق جارتها، بل ترده في يوم آخر وبه بعض من طعامها وهكذا، موضحة أن هذه العادة لم تكن تختص بالفقراء بل للجميع تعبيرا عن تكافل وتكاتف أهل قطر.
عادات طيبة طالها البذخ وحول وجود هذه الظاهرة حاليا في المجتمع أوضحت الباحثة العلي، أن هذه العادات الطيبة تتواجد اليوم، ولكن أخذت بعدا آخر ربما يكون فيه شيء من الإسراف والبذخ، حتى وصل الأمر لإعداد صناديق هدايا فاخرة خاصة برمضان بدلا عن الطبق ذي الوجبة البسيطة، وهناك من يرسل (صينية) ذات الأطباق المزخرفة والفاخرة متنوعة الأطعمة، لكن هناك أحيانا من المبالغة التي نقلت التهادي وتبادل الطعام إلى الهدايا المختلفة من عطور وبخور وحلويات وقطع ثياب أحيانا وقطع ذهب أحيانا أخرى، مؤكدة أن هذه الظاهرة على الرغم من فقدانها الشكل التقليدي فإن أثرها الاجتماعي ما زال قائما، فهي تشيع المحبة والتراحم بين الأهل وتزيد من الترابط المجتمعي.