![رافيل شانيسكي لـ الشرق: الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل آخذ في التحول تدريجياً](https://al-sharq.com/get/maximage/20210529_1622236646-864.jpeg)
رافيل شانيسكي لـ الشرق: الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل آخذ في التحول تدريجياً
Al Sharq
أكد البروفيسور رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه، أن أحداث المقاومة في غزة دفعت المعاناة الفلسطينية وقضيتها إلى أجندة دوائر
أكد البروفيسور رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه، أن أحداث المقاومة في غزة دفعت المعاناة الفلسطينية وقضيتها إلى أجندة دوائر صناعة القرار بالعالم، وحركت كثيرا من الرأي العام الأمريكي والعالمي في النظر إلى الاعتداءات الإسرائيلية كنهج لا ينبغي استمراره، وتبلورت القضية الفلسطينية لدى أسماء عديدة ومؤثرة بالحزب الديمقراطي وبالكونغرس كقضية عدالة إنسانية يعيش من خلالها سكان قطاع غزة ظروفا معيشية صعبة ازدادت بؤساً جراء عمليات قصف الاحتلال الإسرائيلي الذي أودى بحياة مئات الفلسطينيين وشرد نحو 7000 مواطن وآلاف من الجرحى فضلاً عن عمليات الخراب والدمار التي أحاقت بالبنية التحتية المهترئة بالفعل في ظل حصار غزة، كما أوضح فشل العدوان في تحقيق أهدافه ومعرفة النوايا الأساسية التي دفعت إسرائيل لمواصلة سياساتها العدوانية تجاه الفلسطينيين.تغير الرأي العام يستهل بروفيسور رافيل شانيسكي حديثه مع الشرق قائلاً: إنه بلا أدنى شك هناك تغير كبير فيما يتعلق بالرأي العام الجمعي للشعب الأمريكي ويتحول بدرجة أكبر إلى التخلي عن السياسات السابقة، كما أن القاعدة الانتخابية التقدمية ورموز التيار التقدمي بالحزب الديمقراطي لديهم نظرة مغايرة تماماً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك بالتركيز على ضرورة تحقيق العدالة والقيم الإنسانية العليا وهو ما جعلهم يؤمنون ويدافعون عن حقوق الفلسطينيين ومشروعية القضية الفلسطينية في المطالبة بحقوق متساوية، كما أنه كان هناك أربعة أعوام انحاز فيها الرئيس السابق دونالد ترامب بصورة كلية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما خلق موقفاً مضاداً لدى الديمقراطيين إزاء الحكومة الإسرائيلية الحالية، والأمر الآن بالنظرة إلى الكونغرس كمقياس لتحديد هذا التغير في الموقف الأمريكي، نجد أن السيناتور الديمقراطي البارز بوب مينيندز، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي لمقاطعة نيوجيرسي، والذي يعد من أبرز النواب المؤيدين والمدافعين بشدة عن إسرائيل، استخدم منصته في الكونغرس وغيرها من المنابر الإعلامية لينتقد علانية الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة، وأيضاً تجد السيناتور شاك شومر زعيم كتلة الأغلبية بمجلس الشيوخ وواحد من أبرز المدافعين التاريخيين عن إسرائيل يصرح علانية بضرورة وقف إطلاق النار من قبل أن يدعو الرئيس جو بايدن لذلك، وكل هذه المؤشرات المهمة يمكن تحليلها سياسياً نحو توجه واحد، أن القضية الفلسطينية باتت مسموعة، وأن الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل يبدأ تدريجياً بالتحول.خيار حل الدولتين وأوضح رافيل شانيسكي أن إدارة الرئيس بايدن عموماً أعلنت موقفها العام إزاء الصراع وهو حل الدولتين بصورة تحقق العدالة والرخاء لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين معاً، ولكن عموماً الأمر يتعلق بالرغبة في الجبهات المباشرة للنزاع، فأمريكا ليس بإمكانها حل الصراع بمفردها، وكانت المحاولات السابقة مبادرات في ملف السياسة الخارجية لم تتمكن من أن تتجاوز التعقيد السياسي ومساحة النفوذ الرئاسية المحدودة زمنياً، بما يعقبها من اعتبارات انتخابية والتي أثرت على عدم وجود خطة حقيقية طويلة المدى، وأيضاً التعامل بمنطق مساومة الفلسطينيين على حقوقهم وأرضهم بمغريات مادية ووعود بإصلاحات وتنمية وهو أمر كان مرفوضاً بكل المقاييس من الشعب والسلطة والمقاومة الفلسطينية على حد سواء، ولكن بالنظر إلى الصورة الأكبر يمكننا أن نرى عموماً ولأسباب مفهومة أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط ليس في أعلى قائمة أولويات إدارة الرئيس جو بايدن فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، وبالطبع هناك اهتمامات أشمل تتعلق بزيادة التنافس مع الصين والكثير من الملفات والتي دفعت أيضاً لاتخاذ بايدن لتلك القرارات والمواقف إزاء أحداث التصعيد بقطاع غزة جاءت لاحتواء الموقف وعدم تفاقمه بصورة تقوض أجندة الإدارة الأمريكية في الأولويات الأخرى المتعلقة بالسياسة الخارجية، وربما يلجأ الرئيس بايدن لملفات عكف عليها رؤساء سابقون وضعوا أجندة تحقيق السلام في الشرق الأوسط على رأس أولويات سياستهم الخارجية، ولكن في الفترة الحالية ولأسباب تتعلق بالوضع العالمي ومخاطر الأمن القومي الأمريكي تصدرت ملفات أكثر إلحاحاً قائمة الأولويات والتحديات العديدة التي تواجها إدارة الرئيس جو بايدن.المراوغات الإسرائيلية وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة يوتاه أنه وفي ضوء ذلك كان الموقف الأمريكي على لسان أنتوني بلينكن وزير الخارجية أيضاً هو الالتزام بخيار حل الدولتين، ولكن عموماً كان ينبغي ألا تنخرط الإدارات الرئاسية السابقة في استخدام الشرق الأوسط وتعمد افتعال إسرائيل للصدامات التي تبرر بها قصفها العسكري وذلك كوسيلة للإلهاء من قبل نتنياهو واتهامات الفساد والمحاكمات والاتهامات التي تلاحقه والتي يلجأ من خلالها إلى تحقيق مكاسب في السياسة الخارجية بشأن الأوضاع في فلسطين والعلاقات الإسرائيلية العربية من أجل تقويض الاتهامات والإدانات ضده، وحشد القوى السياسية الإسرائيلية من خلال حرب جديدة خلفت خسائر كارثية، فهناك أكثر ما يقارب ثلاثمائة ضحية لقوا مصرعهم من الفلسطينيين وآلاف الإصابات ونحو 7000 قد تم تشريدهم من منازلهم، فضلاً عن الذين دمرت تجارتهم وأعمالهم وبيوتهم وباتوا الآن يعيشون على أطلال الخراب الذي يتعمده الاحتلال الإسرائيلي، كما أن المطلع على الأوضاع داخل إسرائيل يدرك أن نتنياهو يحاول أن يصرف انتباه الرأي العام عن قضايا الفساد الثلاث المتهم بها والتشريعات المتتالية بالكنيست من أجل إدانته وتقويض سلطته الحكومية، وأيضاً التوهم الخاطئ الذي يدفع حكومة نتنياهو للاعتقاد خطأ أن استمالة دول رئيسية بالمنطقة يقطع أكبر دعم للفلسطينيين، وهو التصور القاصر ذاته أنه بمواصلة عمليات القصف والتهجير والاستيطان والاحتلال وفرض حصار مطبق وظروف مأساوية والضغط على السلطة الفلسطينية مقابل الأموال بأنه يمكن استغلال تلك الظروف من أجل تحقيق إسرائيل انتصاراً جديداً على المقاومة يمكنها من مواصلة عمليات التهجير المتعمدة والتوسع في احتلال مناطق القدس الشرقية، وكما شاهدنا في حي الشيخ جراح، وهذا التصور أثبتت المقاومة الفلسطينية مدى كونه يثير السخرية ويتناقض بصورة قاطعة مع تاريخ الصمود الفلسطيني ووقائعه بمرور السنوات، وجاءت عبارة "لن نرحل" الواضحة لتجسد الوعي الفلسطيني الكبير الذي يفشل المخططات الإسرائيلية وتنهي التوهم الخاطئ بأن القصف والحصار سيخضعان إرادة الفلسطينيين ويجعلانهم يتنازلون ويساومون على بيوتهم وأراضيهم.رؤية مغايرة واختتم رافيل شانيسكي تصريحاته موضحاً أن أمريكا لديها بالفعل تحالف تاريخي مع إسرائيل ولكن إدارة بايدن ومن قبل إدارة أوباما كانت لديهما العديد من الاختلافات الضمنية، ومن بينها صيغة التعاطي مع القضية الفلسطينية، وفيما أبرز الرئيس بايدن موقفه من التأييد الأمريكي للأمن الإقليمي وحماية المصالح الأمنية للدول الحلفاء في المنطق،ة ومنها بالتأكيد إسرائيل، ولكن مع مواصلة إسرائيل سياساتها العدوانية جعل هناك خلافاً حول ما ترغب به إسرائيل من تحقيق فوز كامل على الفلسطينيين وحسم القضية لصالحها عبر الأدوات العسكرية مرة واحدة وإلى الأبد، وما وضح خلال الأسابيع الماضية من تجدد الاعتداءات الإسرائيلية، أن كثيرا من أعضاء الحزب الخاص بإدارة بايدن وجبهات سياسية عديدة يرون أن القضية الفلسطينية لا ينبغي تجاهلها مع ضرورة وجود حلول لا عسكرية بل باتفاقات ثنائية وسلمية وتسويات تفاهمية وليس باستقطاع رؤية أحادية كما حاولت إدارة ترامب في الأعوام الأربعة السابق، فحماية أمن إسرائيل المزعوم لا يتحقق سوى بالتعامل الجدي والمنطقي مع القضية الفلسطينية، وهناك حاجة ملحة لبداية الحوار الأمريكي مع الأطراف الفلسطينية واستعادة نشاط المؤسسات الفلسطينية الدبلوماسية في أمريكا والتي تأثرت العلاقات معها كثيراً خلال الإدارة السابقة.. صحيح أن هناك طريقا طويلا للسير فيه للعمل المشترك على حل النزاع، ولكن كان للأحداث الأخيرة أن تثبت أهمية قيام إدارة بايدن بالبدء وعلى الفور بإشراك الفلسطينيين في الحوار والتعبير عن وجهة نظرهم ومعاناتهم وأن يعودوا جزءاً رئيسياً من أي مفاوضات أو اتفاقات سلام، فأي تجاهل للفلسطينيين كما حدث لا يساهم سوى في تعقيد الأوضاع أكثر، وستتضرر إسرائيل على أكثر من مستوى، فرغم ادعاءات النصر المزعومة هم يدركون فشلهم في تحقيق ما كانوا يسعون إليه.More Related News