راتب الإمام يعادل ألف دولار.. الرحالة ابن جبير الأندلسي يروي غرائب الإسكندرية قبل ألف عام
Al Jazeera
ماذا رأى الرحّالة الأندلسي ابن جبير في مصر، لا سيما بالإسكندرية؟ وكيف كان تعبيره عن آثار مصر وعجائبها، لا سيما منارتها الكبرى؟ وكيف استطاع أئمة المساجد الحصول على أكثر من ألف دولار راتبا شهريا آنذاك؟
حين كانت الأمة المسلمة تمتد جغرافيًّا من الصين إلى الأندلس ومن القوقاز وجنوب روسيا إلى أعماق أفريقيا، وكان ولا يزال الحج أحد أركان الإسلام، فقد تحتم على كل مسلم قادر مُستطيع أن يُتم فرض الله تعالى، ولأن ذلك الزمان كان يخلو من تعقيدات الحدود والقيود والتأشيرات؛ فإن رحلات الحج والتجارة وطلب العلم كانت أمرا سهلا على صعوبة الطريق ووعورته، وكان اختلاط المسلمين من مختلف البلدان ببعضهم ربما أكثر كثافة من أيامنا هذه التي للغرابة سهلت فيها المواصلات، وزادت فيها القيود، وصعبت فيها التأشيرات. ولقد رأينا أن هناك لونا من ألوان الكتابة التاريخية الجغرافية اهتمت برصد مشاهد هذه الرحلات بين أرجاء العالم الإسلامي، وغرائب السكك والمسالك والأمصار، وعجائب المخلوقات، وعادات الشعوب والأقوام، منها ما اتخذ أسلوبا موضوعيا، ومنها ما اتخذ أسلوب اليوميات والمذكرات، وتأتي رحلة رجل أندلسي عاش قبل تسعمئة سنة مثالا حيا على هذا اللون الأخير من المذكرات اليومية التي تدخل في إطار "أدب الرحلات". ذاك الرجل هو أبو الحسن محـمد بن أحمد بن جُبير البلنسي الغرناطي الكناني، العربي الأصل (540-614هـ)، وهو شاب ما إن بلغ الثامنة والثلاثين من عُمره إلا وقرر السفر للحج، ولم يكن يدري أنه سيمكث في المشرق ثلاث سنوات كانت من أعظم سنوات المسلمين في ظل حُكم السلطان العادل صلاح الدين الأيوبي الذي كان يكدّ ويجتهد لتحرير مقدسات الأمة، وطرد الصليبيين من القدس والساحل الشامي، ويعمل بلا كلل على رفع الظلم والضرائب عن كاهل رعاياه في مصر والشام والحجاز واليمن.More Related News