رئيس مجلس إدارة شركة "إنجي" الفرنسية: قـطـر وجـهــة إستراتيجية لأعمالنا
Al Sharq
أكد جان بيير كلامديو رئيس مجلس إدارة شركة إنجي ENGIE الفرنسية أن قطر لاعب رئيسي في مجال صناعىة الغاز الطبيعي المسال وخاصة بعد الإعلان عن رفع قدرات قطر الإنتاجية
أكد جان بيير كلامديو رئيس مجلس إدارة شركة "إنجي" ENGIE الفرنسية أن قطر لاعب رئيسي في مجال صناعىة الغاز الطبيعي المسال وخاصة بعد الإعلان عن رفع قدرات قطر الإنتاجية في المجال، مشيرا إلى نجاحها في التعامل مع الأزمة الصحية وهو ما يؤهلها لانطلاقة أفضل في الفترة القادمة. وقال كلامديو في حواره مع الشرق إن زيارته لقطر تندرج في إطار الأهمية التي يوليها مجتمع الأعمال في فرنسا لقطر واقتصادها والمساهمة في المسيرة التنموية التي تشهدها الدولة في مختلف المجالات على غرار صناعة الطائرات والصناعات الدفاعية والطاقة وغيرها، مشيرا لوجود فرص حقيقية للتعاون في العديد من القطاعات.. وفي ما يلي نص الحوار:متى بدأت "إنجي" بالعمل في دولة قطر؟ وما هي مشاريعكم الرئيسية؟ تعمل "إنجي" في دولة قطر منذ أكثر من عقدين من الزمن، وكانت قطر ولا تزال وجهة إستراتيجية بالنسبة لنا. لقد نجحت المجموعة على مر السنوات في بناء حضور قوي في دولة قطر في مجال توليد الطاقة، وأصبحت اليوم منتج الطاقة المستقل رقم واحد على مستوى البلاد.
في هذا المجال، نتعاون مع شركائنا الدوليين ومع المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء لتشغيل مشروعين مستقلين للطاقة والمياه في مدينة راس لفان الصناعية: محطة راس لفان الثانية (B) من خلال شركة قطر للطاقة، ومحطة راس لفان الثالثة (C) من خلال شركة راس قرطاس للطاقة. وقامت "إنجي" بتطوير وبناء محطات لتوليد الطاقة بقوة 3.8 جيجاوات ومحطات لتحلية مياه البحر تبلغ طاقتها الاستيعابية 123 مليون غالون يومياً، وتقوم حالياً بتشغيل هذه المحطات. تعمل الشركة أيضاً في مجال خدمات الطاقة من خلال "إنجي كوفلي المناعي" الرائدة في مجال إدارة المنشآت، والتي أسسناها بالتعاون مع شريكنا المحلي شركة المناعي. تقدم الشركة خدمة إدارة المنشآت لعدد من المباني المرموقة، كالبنى التحتية في مؤسسة قطر، وبرج التورنادو، وأبراج الفردان، بالإضافة إلى تشغيل نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء وصيانة حقل دخان للنفط والغاز (قطر للبترول) وغيرها من الخدمات. لماذا قررت "إنجي" الاستثمار في دولة قطر؟ وما هي الإمكانيات التي ترونها في البلاد؟ دولة قطر هي دولة ديناميكية تحقق نمواً متواصلاً وتمتاز ببيئة مواتية للأعمال التجارية ولتطوير مشاريع الطاقة، بالإضافة إلى الرؤية السياسية والاقتصادية بعيدة المدى والطموحات العالية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاقتصاد القطري هو من أكثر الاقتصادات تطوراً في العالم، وذلك بفضل البنى التحتية المتطورة، ونموذج التطوير الناضج لمشاريع الطاقة، إلى جانب المؤسسات المستقرة والموثوقة. دولة قطر هي مثال الدولة التي تشعر فيها الشركات العالمية كـ “إنجي" بالأمان والثقة لممارسة الأعمال التجارية. بالإضافة إلى ذلك، تمتاز الدولة بطموحاتها العالية في مجال الطاقة النظيفة، لا سيما الطاقة الشمسية. وتمتلك قطر إمكانيات هائلة في هذا المجال لم تستغل بالشكل الكافي؛ فتعرض البلاد لأشعة الشمس والأراضي الواسعة المتاحة فيها تسمح بتطوير مشاريع الطاقة الشمسية على نطاق واسع أو أنظمة شمسية موزعة أصغر حجماً، وهما مجالان يدخلان في صلب اختصاصات "إنجي". ونتيجة توافر موارد الطاقة المتجددة، تمتلك دولة قطر إمكانيات هائلة لتطوير الهيدروجين الأخضر الذي تخطط "إنجي" لإنتاجه على نطاق واسع في السنوات المقبلة.ما هي المشاريع المستقبلية لـ "إنجي" في دولة قطر؟ وهل يتم العمل حالياً على أي مشاريع جديدة؟ تشكل "إنجي" جزءاً من أحد الائتلافات المؤهلة لتطوير المحطة الخامسة المستقلة للماء والطاقة، وهي المحطة الأحدث في دولة قطر. من المتوقع أن يلبي هذا المشروع احتياجات الدولة المستقبلية من الطاقة والمياه التي تشهد ازدياداً مستمراً، وستعتمد المحطة على التوربينات الغازية ذات الدورة المركبة (CCGT) لتحقيق درجة أكبر من الفاعلية، وعلى تكنولوجيا التناضح العكسي لتحلية مياه البحر، وهي الطريقة الأكثر استدامة لتحلية المياه. وفي مجال خدمات الطاقة، فإن "إنجي كوفلي المناعي" حريصة أيضاً على مساعدة أكبر عدد ممكن من العملاء على استهلاك كميات أقل من الطاقة، وتوفير الأموال، وتقليص بصمتهم الكربونية. وفي ظل تركيز دولة قطر على تطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص، عبرنا عن اهتمامنا بالمشاركة في هذا النوع من المشاريع مع السلطات المحلية. وما يثير اهتمام "إنجي" على وجه الخصوص هي المشاريع التي تساهم في تحقيق تعادل الأثر الكربوني، لا سيما في مجال التنقل المراعي للبيئة وإدارة الحرم الجامعية وإدارة المستشفيات وحلول المدن الذكية. على سبيل المثال، وقعت "إنجي" عقداً لمدة 50 سنة مع جامعة ولاية أوهايو لتحقيق الاستخدام الأمثل للطاقة في حرم الجامعة وتقليص بصمتها البيئية (485 مبنى و100,000 شخص). يتضمن المشروع تشغيل نظام المنافع لدى الجامعة وتحسينه بغية تعزيز كفاءة الطاقة على مستوى الجامعة بنسبة 25 % في غضون 10 سنوات، وذلك من خلال اعتماد حلول كفاءة الطاقة، وإنتاج الطاقة الموقعي، والنمذجة ثلاثية الأبعاد، والاستشارات في مجال الطاقة، والرقمنة. ونود في السنوات المقبلة أن ندعم انتقال دولة قطر إلى الطاقة النظيفة وجهودها في مجال إزالة الكربون. أعلنت "إنجي" مؤخراً عن إستراتيجية جديدة للشركة.. هل يمكنك أن تطلعنا على المزيد من التفاصيل حول الإستراتيجية والذهنية التي أفضت إلى اعتمادها؟ قامت "إنجي" بتعديل خارطة الطريق العالمية عام 2021 لتعيد التأكيد على مكانتها كشركة رائدة في التحول الموثوق والمستدام ومعقول الكلفة في مجال الطاقة. ويمكن القول بالتالي إن "إنجي" حولت تركيزها إلى أربعة أنشطة رئيسية: الطاقة المتجددة، وحلول الطاقة، والشبكات، بالإضافة إلى الإنتاج الحراري وتوريد الطاقة. ونهدف إلى تسريع النموّ في مجال الطاقة المتجددة (طاقة إضافية سنوية تعادل 3 جيجاوات عام 2021، و4 جيجاوات سنوياً في الفترة الممتدة بين عامي 2022 و2025، و6 جيجاوات ابتداءً من العام 2026)، وفي البنى التحتية الموزعة منخفضة الكربون (طاقة إضافية تعادل 8 جيجاوات بحلول العام 2025)، مع التركيز في الوقت ذاته على تطوير قدرات إنتاج الهيدروجين الأخضر (4 جيجاوات بحلول العام 2030). نركز على 30 دولة بما فيها دولة قطر التي نعتبرها دولة إستراتيجية، مقارنة بـ 70 دولة عام 2018. وقمنا بدمج عدد من أنشطتنا الخدمية عبر إنشاء كيان "إيكوانز"(EQUANS) الذي سيكون رائداً في مجال الخدمات الفنية. ومن شأن التحول الإستراتيجي والهيكل التنظيمي الأكثر بساطة والتركيز على أنشطتنا الأساسية في منطقة جغرافية أكثر تحديداً أن يسمحوا لنا بتعزيز كفاءة الأداء في كل من الأنشطة الأساسية المرتبطة مباشرة بقطاع الطاقة، حيث نملك خبرة طويلة. ويساهم ذلك في إضفاء المزيد من الوضوح على أنشطة المجموعة، إذ يسمح لـ "إنجي" بالاضطلاع مجدداً بدورها الأصلي كشركة رائدة في مجال الطاقة. ستسمح إستراتيجيتنا أيضاً لـ "إنجي" بالتصرف بمبلغ يتراوح بين 9 و10 مليارات يورو، وبإعادة استثمار 15 إلى 16 مليار يورو في تنمية عدة قطاعات، لا سيما قطاع الطاقة المتجددة الذي نركز على تطويره بشكل كبير.ما هي رؤية "إنجي" لتحول العالم نحو اقتصاد محايد كربونياً؟ الطاقة المتجددة هي من أهم مفاتيح عملية التحول نحو الحياد الكربوني، وقد أصبحت مصدر الطاقة الأقل كلفة في عدة مناطق من العالم، وينطبق ذلك بشكل خاص على الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط. ومن شأن الطاقة المتجددة ذات الكلفة المعقولة أن تحفز الحكومات على إعادة النظر في نماذجها والتفكير في الاعتماد على الطاقة النظيفة لإنجاز عملية التحول نحوالحياد الكربوني. واظبت "إنجي" على تطوير الطاقة النظيفة في الأعوام الماضية، وقامت بتركيب محطات طاقة متجددة تنتج ما مجموعه 31 جيجاوات. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بمعدل 2.6 ضعف ليبلغ 80 جيجاوات بحلول العام 2030. ما هي الجهود التي بذلتها "إنجي" للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من مشاريعها حتى الساعة؟ عملت "إنجي" على مر الأعوام الماضية على تقليص بصمتها الكربونية وتعديل مستوى انبعاثات غازات الدفيئة لديها بحيث يتماشى مع اتفاقية باريس. وقررت "إنجي" عام 2015 التوقف عن تطوير مشاريع الفحم، وبدأت بالتخلص من أصول الفحم التي تملكها من خلال بيع أو إغلاق عدد من المحطات العاملة على الفحم حول العالم. وأعادت مجموعتنا التأكيد عام 2021 على رغبتها في الابتعاد عن الفحم من خلال الإعلان عن خروجها بشكل كامل من قطاع الفحم في القارة الأوروبية بحلول العام 2025 وفي العالم بحلول العام 2027. وسيتم إغلاق أصول الفحم المتبقية أو تحويلها إلى مشاريع متجددة أو محطات عاملة على الغاز.
ونجحنا نتيجةً لذلك في تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدينا بنسبة 56 % بين عامي 2012 و2018؛ وفي العام 2019، كانت 93 % من أنشطتنا منخفضة الكربون. بصفتها شركةً رائدة في أنظمة الطاقة منخفضة الكربون، حددت "إنجي" لنفسها مؤخراً هدفاً طموحاً يتمثل في تخفيض انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول العام 2045، ودعم العملاء لإزالة الكربون من أنشطتهم بمعدل 45 ميغاطن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً. يحصل كل ذلك على ثلاثة مستويات هي الإنتاج والمعالجة والتزويد. في المستقبل، وإلى جانب تطوير الطاقة النظيفة، نخطط لجعل أسطولنا العامل على الغاز أكثر مراعاة للبيئة من خلال تزويده بأعداد متزايدة من المحركات العاملة على الغاز الأخضر (الميثان الحيوي أو الهيدروجين) أو تزويده بأجهزة خاصة لاحتجاز الكربون وتخزينه. ما هو الدور الذي سيلعبه توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية في تلبية احتياجات دولة قطر من الطاقة؟ سيواصل توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية تأدية دور محوري في تلبية احتياجات البلاد من الطاقة في السنوات المقبلة، وذلك نظراً لموارد الغاز الطبيعي الوفيرة في دولة قطر. ويمكن للطاقة الحرارية أن ترافق بروز أنواع أخرى من الوقود، كالهيدروجين على سبيل المثال، وذلك من خلال الهيدروجين الأزرق الذي يقوم إنتاجه على تكنولوجيا احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه. إن هذا القطاع ناضج ومتطور جداً في دولة قطر، ويمتاز بكمية انبعاثات أقل بكثير مقارنة بالفحم أو النفط، كما يساهم في عملية التحول في مجال الطاقة لأنه يساعدنا على تخطي مشكلة التزويد المتقطع بالطاقة المتجددة. يمكن أيضاً للغاز أن يكون أكثر مراعاة للبيئة، وتمتلك "إنجي" خبرة كبيرة وطموحات عالية في هذا المجال، إذ تعتبر من الرواد في مجال إنتاج الغاز المتجدد، وتشغل 17 محطة. وعام 2020، نجح مشروع "غايا" الذي تشغله "إنجي" في إنتاج الغاز المتجدد من الوقود الصلب المسترد، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم. مع استمرار دولة قطر في الاعتماد على الغاز الطبيعي لسوق الغاز المحلي وسوق الصادرات أيضاً، من الطبيعي أن تشهد تكنولوجيا احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه نمواً مطرداً في الدولة في السنوات المقبلة. وتجدر الإشارة إلى أن قطر قامت ببناء أكبر منشأة لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه في منطقة الشرق الأوسط عام 2019، وهي تطمح لاحتجاز أكثر من 7 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً في قطاع الغاز الطبيعي المسال. وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة وعدد من الدراسات العلمية أنّه بإمكان تكنولوجيا احتجاز الكربون أن تؤدي دوراً محورياً في التصدي لتغير المناخ. يمكن أيضاً لهذه التكنولوجيا أن تسمح بإنتاج الهيدروجين الأزرق – وهو الهيدروجين الذي يتم إنتاجه من الغاز الطبيعي – في دولة قطر، لكن الفرق هو أن ثاني أكسيد الكربون الذي عادةً ما تولده هذه العملية يتم احتجازه وتخزينه تحت الأرض. ومن شأن وفرة الغاز الطبيعي في دولة قطر وتطور تكنولوجيا احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه أن يمنحا الدولة أفضلية كبيرة فيما يتعلق بإنتاج الهيدروجين الأزرق على نطاق واسع. وعلى مستوى الهيدروجين، يمكن للهيدروجين الأخضر أن يصبح أيضاً مصدراً مستجداً للطاقة في دولة قطر في السنوات المقبلة في ظل الاعتماد المتزايد على الطاقة الشمسية الضرورية لإنتاج الهيدروجين الأخضر. وتسعى "إنجي" لأن تكون رائدة في إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتلعب دوراً فاعلاً في مراحل سلسلة القيمة كافة. وتطمح مجموعتنا لرفع قدرتها الإنتاجية إلى 4 جيجاوات بحلول العام 2030، ونعمل حالياً على سلسلة من مشاريع تطوير الهيدروجين الأخضر في كل أنحاء العالم. على سبيل المثال، تعمل "إنجي" بالتعاون مع أحد شركائها على تطوير أكبر موقع في فرنسا لإنتاج الهيدروجين الأخضر من الكهرباء المتجددة بنسبة 100 %، وذلك باستخدام محلل كهربائي بقوة 40 ميجاوات.كيف يمكن لـ "إنجي" أن تدعم رؤية قطر الوطنية 2030 وتساهم في تحقيقها؟ التنمية الاقتصادية والتنمية البيئية ركيزتان أساسيتان في رؤية قطر الوطنية 2030. ومنذ بداية عملها في دولة قطر، التزمت "إنجي" بدعم التنمية في الدولة على الصعيدين المذكورين. على مستوى التنمية الاقتصادية، استثمرت الشركة مليارا ونصف المليار دولار تقريباً، واستحدثت مئات الوظائف على مر السنوات من خلال مشاريعها المختلفة في البلاد. ومع تزايد احتياجات الاقتصاد القطري من الطاقة في السنوات المقبلة، ستواصل "إنجي" الاستثمار في المشاريع الجديدة لتطوير أنشطتها ودعم التنمية في دولة قطر. البعد الاقتصادي مهم هو الآخر بالنسبة لـ "إنجي"، وذلك تماشياً مع هدفنا الذي يكمن في تعجيل التحول نحو اقتصاد محايد كربونياً من خلال الحد من استهلاك الطاقة واعتماد حلول أكثر مراعاة للبيئة. وبالتالي، ستواصل "إنجي" دعم عملية التحول نحو الطاقة النظيفة في دولة قطر من خلال السعي إلى المشاركة في تطوير مشاريع جديدة للطاقة المتجددة، والاستمرار في تقديم خدمات الطاقة لعملائنا في الدولة، والبحث عن طرق جديدة للمساعدة على إزالة الكربون من اقتصاد البلاد من خلال المشاريع البحثية وشراكاتنا مع الكيانات المحلية.