
رئيس مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ: قمة غلاسكو الأمل الأخير لإنقاذ الأرض
Al Sharq
انطلقت، أمس، أعمال مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ /كوب 26/ في مدينة /غلاسكو/ الأسكتلندية، قبل يوم من اجتماع قادة العالم لوضع رؤيتهم لمواجهة ظاهرة الاحتباس
انطلقت، أمس، أعمال مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ /كوب 26/ في مدينة /غلاسكو/ الأسكتلندية، قبل يوم من اجتماع قادة العالم لوضع رؤيتهم لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، على أن يركز اليوم الافتتاحي على القضايا الإجرائية للمفاوضات بشأن الخطوات المطلوبة لتنفيذ مخرجات اتفاقية باريس. ويشهد المؤتمر سعي وفود من 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن القرارات والإجراءات الكفيلة بحماية كوكب الأرض من التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، وحل القضايا التي تُركت معلقة منذ اتفاق باريس للمناخ عام 2015، وإيجاد طرق لتكثيف جهودهم لمنع درجات الحرارة العالمية من الارتفاع لأكثر من 1.5 درجة مئوية هذا القرن. وقال ألوك شارما، رئيس المؤتمر، في الكلمة الافتتاحية، إن الوقت ينفد في السباق نحو وقف ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض عند 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف الذي اتفقت عليه الأطراف المشاركة في قمة باريس للمناخ عام 2015 من أجل الحد من تفاقم التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية. وأشار شارما إلى أن القمة الحالية "هي قمة الأمل الأخير لإنقاذ الأرض" وتحقيق الهدف الذي تم وضعه في قمة باريس منذ ست سنوات، مضيفا أن "الجميع يعلم أن كوكبنا الذي نتشارك العيش فيه يتغير للأسوأ، ولا يمكننا معالجة ذلك إلا بالعمل معا.".. لافتا إلى أن التغير المناخي المتسارع يدق جرس الإنذار للعالم، وأن هدف القمة والمؤتمر هو تحقيق هدف قمة باريس بوقف ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض لأكثر من درجة ونصف الدرجة. كما عبر عن اعتقاده بأن القمة "تستطيع السير قدما بالمفاوضات نحو تدشين عقد من الطموحات والعمل المتزايد، لكن علينا أن نتحرك الآن"، مضيفا أنه في حال تحرك العالم الآن في إطار من التعاون "يمكننا الوفاء بأهداف قمة باريس وتحقيقها في قمة غلاسكو." يذكر أن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في /غلاسكو/ افتتح امس لكن الفعاليات الرسمية ستبدأ اليوم الإثنين مع عقد القمة التي يحضرها 120 زعيم دولة إضافة إلى مسؤولين في منظمات دولية. وتستمر أعمال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ /كوب 26/ على مدى أسبوعين، حيث تجتمع وفود من نحو مائتي دولة لمناقشة سبل وقف التغير المناخي، وخفض الانبعاثات الحرارية، وتقديم الدعم للدول الفقيرة والنامية من أجل التحول إلى الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة والتخلي تدريجيا عن الوقود الاحفوري. وبدأ زعماء العالم الوصول إلى مدينة غلاسكو الاسكتلندية لحضور قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب26)، والتي وُصفت بأنها فرصة إما أن تنجح في إنقاذ الكوكب من أشد الآثار الكارثية لتغير المناخ أو تفشل في ذلك فشلا ذريعا. وتهدف القمة، التي تأجلت عاما بسبب جائحة كوفيد-19، إلى الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل التصنيع، وهو الحد الذي يقول العلماء إنه سيجنب الأرض أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميرا. وسيتطلب تحقيق هذا الهدف، الذي اتُفق عليه في باريس عام 2015، زيادة في الزخم السياسي والمساعي الدبلوماسية الحثيثة لتعويض عدم كفاية الإجراءات والتعهدات الجوفاء التي ميزت الكثير من سياسات المناخ العالمية. وينبغي للمؤتمر انتزاع تعهدات أكثر طموحا لمزيد من خفض الانبعاثات وجمع المليارات بغية تمويل مكافحة تغير المناخ والانتهاء من القواعد في سبيل تنفيذ اتفاقية باريس وذلك بموافقة ما يقرب من 200 دولة وقعت عليها بالإجماع. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقادة مجموعة العشرين الأسبوع الماضي "لنكن واضحين - هناك خطر جسيم لن تتصدى له (قمة) جلاسجو". وأضاف "حتى لو كانت التعهدات الأخيرة واضحة وذات مصداقية- وهناك شكوك جادة إزاء بعضها- فما زلنا نتجه نحو كارثة مناخية". وستؤدي التعهدات الحالية للبلدان بخفض الانبعاثات إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة المعمورة 2.7 درجة مئوية هذا القرن، وهو ما تقول الأمم المتحدة إنه سيؤدي إلى زيادة الدمار الذي يسببه تغير المناخ بالفعل من خلال اشتداد العواصف وتعريض المزيد من الناس للحرارة الشديدة والفيضانات المدمرة والقضاء على الشعاب المرجانية وتدمير الموائل الطبيعية. وخرجت إشارات متباينة قبيل قمة غلاسكو. فقد وُصف تعهد جديد قطعته الصين، أكبر مصدر للتلوث في العالم، بأنه دون التوقعات وفرصة ضائعة ستُلقي بظلالها على القمة التي تستمر أسبوعين. وستكون عودة الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، إلى محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ ذات فائدة كبيرة للمؤتمر، بعد غياب أربع سنوات في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. ولكن مثل العديد من قادة العالم، سيصل الرئيس جو بايدن إلى (كوب26) بدون تشريع قوي لوضع تعهده الخاص بالمناخ موضع التنفيذ في ظل الخلاف الدائر في الكونغرس بشأن كيفية تمويله وحالة عدم اليقين بشأن ما إذا كان بإمكان الوكالات الأمريكية حتى وضع قواعد منظمة لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وأشارت مسودة بيان اطلعت عليها رويترز إلى أن قادة مجموعة العشرين سيقولون خلال اجتماعهم في روما في مطلع الأسبوع إنهم يهدفون إلى وضع حد لارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية، لكنهم سيتجنبون إلى حد بعيد تقديم التزامات مؤكدة. ويعكس البيان المشترك مفاوضات شاقة، لكنه يوضح بالتفصيل القليل من الإجراءات الملموسة للحد من انبعاثات الكربون. وتمثل مجموعة العشرين، التي تضم البرازيل والصين والهند وألمانيا والولايات المتحدة، نحو 80 في المائة من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، لكن الآمال في أن اجتماع روما قد يمهد الطريق للنجاح في اسكتلندا تضاءلت إلى حد بعيد.