
د. مصطفى كوكصو: قطر وتركيا شريكان إستراتيجيان وعلاقاتهما تاريخية
Al Sharq
أكد سعادة السفير د. مصطفى كوكصو سفير جمهورية تركيا لدى الدوحة، أن العلاقات الثنائية بين دولة قطر والجمهورية التركية تاريخية قوية وراسخة ومتنوعة، وانتقلت من التعاون
أكد سعادة السفير د. مصطفى كوكصو سفير جمهورية تركيا لدى الدوحة، أن العلاقات الثنائية بين دولة قطر والجمهورية التركية تاريخية قوية وراسخة ومتنوعة، وانتقلت من التعاون الثنائي إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في العديد من القضايا على المستويات الثنائية والإقليمية والدولية منذ سنوات. وقال سعادته في تصريحات صحفية بمناسبة احتفال تركيا بالذكرى الثامنة والتسعين لتأسيس الجمهورية ان العلاقات الثنائية بين البلدين تشهد تقدماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة في جميع المجالات. وأبرز سعادته أن تركيا تعرف حاليا تقدمًا وتطورًا سريعًا لم تشهد مثله من قبل في جميع المجالات، ولطالما حرص الرئيس رجب طيب أردوغان على تحقيق أهداف البلاد لعام 2023. وبعث الأمل للأجيال القادمة، عبر منحهم الفرصة لتحقيق رؤية 2053 و2071. علاقات متجذرة وقال سعادته: أود ان أجدد تهنئتي الى دولة قطر على نجاح انتخابات مجلس الشورى، وما شهدته من اقبال كبير على مستوى المرشحين والناخبين ونأمل للمجلس المقبل كل النجاح في تعزيز مسيرة قطر ونهضتها. وتابع: أن العلاقات التركية القطرية ليست وليدة اليوم، بل هي متجذرة في التاريخ منذ نهاية القرن التاسع عشر، وظلت تتطور حتى بعد تأسيس الجمهورية التركية لتشهد تطوراً ملحوظاً في تسعينيات القرن الماضي. وشهدت تلك العلاقات قفزة نوعية حاليا بسبب تنامي العلاقات الأخوية والمصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين، وتتشارك السياسات الخارجية لتركيا وقطر نفس المبادئ من حيث تفعيل جهود الوساطة والدبلوماسية والحوار كأساس لحل النزاعات. ولقد صارت الدوحة منصة مهمة لهيئات الأمم المتحدة وعاصمة الحوار في النزاعات الدولية. وتصطف كل من تركيا وقطر مع الحق والعدل الذي يحقق مصالح الشعوب وهو العامل المشترك في الآراء والمواقف القطرية والتركية. دعم متبادل وذكر د. مصطفى كوكصو بالمحاولة الانقلابية الفاشلة التي عرفتها تركيا في 15 يوليو 2016. وقال: كان حضرة صاحب السمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هو أول من بادر بالاتصال، وقدم الدعم لفخامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان منذ اللحظات الأولى لمحاولة الانقلاب الغادرة. كما ساندت تركيا وحدة الصف الخليجي وباركت عودة اللحمة الخليجية بعد التوافق في قمة العلا. وأشار السفير التركي أن هذه الأزمات والمواقف الداعمة للبلدين تجاه بعضهما البعض ساهمت في تعزيز العلاقات بيننا على جميع المستويات والمجالات. وطوال هذه الفترة، لم تتوقف تركيا وقطر عن دعم بعضهما البعض. واكتسب هذا التعاون القوي والتضامن بين تركيا وقطر أهمية كبيرة في مواجهة التحديات المتزايدة في منطقتنا وخارجها. وتحرص تركيا دائما على بناء علاقات مبنية على مبادئ وأسس متينة ركيزتها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين. وأبرز د. كوكصو إن قطر وتركيا هما دولتان شقيقتان، بينهما روابط قوية للغاية تمنحهما الثقة والاستقرار لتعزيز هذه العلاقة بين بلدينا. وقال: نحن نعلم ان استقرار قطر هو من استقرار تركيا، فكلما كانت قطر قوية ستكون تركيا قوية. ونحن على يقين ان قطر ستكون الى جانبنا في الاوقات الصعبة، وكذلك تركيا. وأضاف: إن واجبي كسفير للجمهورية التركية لدى قطر أن أقوم بكل ما في إمكانياتي لتسهيل ودعم تطوير العلاقات سياسيًا، واقتصاديًا، وتجاريًا، واجتماعيًا وفي كافة المجالات التي من شأنها تحقيق المصالح المشتركة لشعبي البلدين. اجتماع اللجنة العليا وشدد سعادته على أن العلاقات بين بلدينا حققت تقدمًا كبيرًا في مجالات عديدة بفضل علاقاتنا القوية، القائمة ليس فقط على المصالح المشتركة، ولكن أيضًا على الأخوة الصادقة المتبادلة، ومصداقا لذلك، قد عُقد في أنقرة، بتاريخ 26 نوفمبر 2020، الاجتماع السادس للجنة الاستراتيجية العليا التركية القطرية برئاسة مشتركة بهدف زيادة توطيد التعاون المشترك. وأبرز السفير التركي أن الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون الـ 68 التي تم التوقيع عليها خلال اجتماعات اللجنة، والتي تعقد سنوياً منذ عام 2015، قدمت مساهمات كبيرة في تنويع علاقاتنا وتعميقها. موضحا أن اللجنة ستعقد اجتماعها القادم قبل حلول نهاية هذا العام وسيتم توقيع اتفاقيات جديدة. وبفضل كل هذه الاتفاقيات، فإن علاقاتنا الثنائية، التي تطورت بشكل سريع في كافة المجالات واكتسبت طابعًا استراتيجيًا قائمًا على الثقة المتبادلة، قد تم منحها أساسًا تعاقديًا. التعاون التجاري أشار سفير جمهورية تركيا على أهمية تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين قطر وتركيا حيث تُظهر العلاقات الاستثنائية انعكاسات قوية أيضًا في المجالات الاقتصادية والتجارية؛ حيث ارتفع حجم التبادل التجاري الثنائي في السنوات العشر الأخيرة من 340 مليون دولار أمريكي، إلى 2.24 مليار دولار أمريكي. وأكد سعادته يقينه أن هذه الأرقام ستتضاعف في الأعوام المقبلة في ظل وجود مجموعه 619 شركة تركية تعمل في قطر في مختلف القطاعات، وخاصة قطاع البناء، هناك أيضا 182 شركة قطرية تعمل في مجموعة واسعة من القطاعات في تركيا. ونتيجة تعزيز العلاقات التجارية سجلت أيضًا استثمارات قطر المباشرة ارتفاعا في تركيا. وبلغ إجمالي رصيد الاستثمار القطري في تركيا 33.2 مليار دولار أمريكي حتى نهاية عام 2020. وأوضح د. كوكصو أن الاستثمارات القطرية في تركيا آمنة ومزدهرة وتحقق نجاحات، وتُعد مؤشراً على ثقة المستثمر القطري بتركيا ومناخها الاستثماري المميز. وتنتشر الاستثمارات القطرية بتركيا في العديد من القطاعات، وتمتد إلى الأنشطة التجارية والسياحية والزراعية وقطاع الضيافة والعقار والصناعات الغذائية وغيرها. وقال سعادته ان القطريين من أكثر السياح اقبالا على زيارة تركيا. وتابع: إنني أنتهز هذه الفرصة لأبارك للشعب القطري اكتمال عدد كبير من منشآت كأس العالم قبل موعدها. ومن دواعي سرورنا مساهمة شركات الإنشاء التركية في مشاريع البنية التحتية في قطر والتي بلغت قيمتها منذ عام 2002 أكثر من 18 مليار دولار أمريكي. وأضاف: العلاقات التركية القطرية متنوعة وشاملة، ومن اجل تعزيز الروابط الثقافية بين بلدينا، توصلت مؤسسة وقف المعارف التركية إلى توافق مع جامعة قطر وجامعة لوسيل على تأمين منحة دراسية كاملة للطلاب القادمين من تركيا للدراسة في قطر. وتم اعتماد ثلاثين طالبًا تركيًا من قبل جامعة قطر هذا العام، وعشرة من قبل جامعة لوسيل لتلقي درجات البكالوريوس في مختلف المجالات، بمنحة دراسية كاملة بعد تعلّم اللغة العربية. ملفات إقليمية ودولية بين سعادته أن قطر وتركيا تدعمان الحل السياسي في سوريا ومحاسبة مجرمي الحرب. وتؤمنان بأنه لا يمكن إنهاء الصراع السوري إلا من خلال عملية سياسية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254. وفي هذا الصدد، ندعم جميع المبادرات الدولية الهادفة إلى حل سياسي على أساس معايير الأمم المتحدة، بما في ذلك عملية جنيف ومنصة أستانا. وقال: نحن نبذل قصارى جهدنا لضمان نجاح اللجنة الدستورية التي بدأت عملها في جنيف بفضل جهود ضامني أستانا والأمم المتحدة. وعلى المجتمع الدولي ممارسة الضغط على النظام ومؤيديه، من أجل الحفاظ على الهدوء في إدلب بشكل دائم ودفع العملية السياسية. وقال سعادته: إننا نولي أهمية قصوى للسلام والاستقرار والتعاون الإقليمي الذي يشمل منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. لقد اقترح الرئيس أردوغان عقد مؤتمر إقليمي شامل للشرق المتوسط، وقد لاقى هذا الاقتراح ترحيبا من قبل الاتحاد الأوروبي. ونحن نرى بأن مشاركة دولة قطر في هذا المؤتمر مهمة، بسبب شركات النفط القطرية في المنطقة وسيكون هذا المؤتمر بمثابة خطوة مهمة في إقامة تعاون إقليمي حقيقي وواقعي. وأشاد السفيرالتركي بدور قطر المحوري ومساعيها الحميدة من اجل تحقيق السلام والاستقرار للشعب الافغاني على كافة المستويات الدبلوماسية والإنسانية واللوجستية. وعن التطوارت في ليبيا قال سعادته: منذ بداية الأزمة الليبية، أكدت تركيا دائمًا أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع في ليبيا، وأن العملية السياسية هي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة. وبالتالي تركيا ملتزمة بشدة بسيادة ليبيا وسلامتها الإقليمية ووحدتها السياسية. وحقق منتدى الحوار السياسي الليبي نجاحًا حقيقيًا. وكان انتخاب السلطة التنفيذية المؤقتة الجديدة خطوة مهمة بهذا المعنى. وتابع: لقد دعمنا جهود الأمم المتحدة في تسهيل عملية سياسية شاملة يقودها الليبيون، وفي تحقيق وقف دائم لإطلاق النار. وقد استجابت تركيا للدعوة إلى دعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، وبفضل جهودنا، ساد الهدوء النسبي على الأرض مما أدى الى تمهيد الطريق امام المحادثات الليبية وجهود المصالحة التي تقودها الأمم المتحدة.