
د. محمد المريخي بجامع الشيوخ: التربية القائمة على الدين ضمان لتجنب الفتن
Al Sharq
قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي: اليوم وفي هذا الزمن الصعب تهب الفتن الهوجاء وتنزل المحن الجدباء، فتن أو بوادر فتن تجعل العاقل متحيرا، والمؤمن متفكرا والمسلم
قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي: اليوم وفي هذا الزمن الصعب تهب الفتن الهوجاء وتنزل المحن الجدباء، فتن أو بوادر فتن تجعل العاقل متحيرا، والمؤمن متفكرا والمسلم متسائلا، تهب رياح الفتن على إيمان مهترئ ضعيف هزيل قد أنهكته المغريات والشهوات وأطبقت عليه الغفلات، فظهرت مناظر ونماذج مؤسفة وعينات مخزية، فتنادى المخلصون الموفقون لشد حبال الإيمان وربط حزام الأمان وعقد لثام الحذر واليقظة والإنصات للنذير.
وأضاف الخطيب في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ: ولا يشد حبل الإيمان ولا يربط حزام الأمان إلا دين الله تعالى، وذلك بتربية الناس على منهج الصلاة والدين وهدى محمد رسول الله، فإن التربية على الدين هي الكفيلة باستقامة الأمور وتحصين الثغور، وتأمين المدن والقرى والدور، تربية الناس على منهج الصلاة والدين هي الوحيدة للحصانة ولا غيرها وإن أبى الجاهلون ورفض المعاندون.
التربية السليمة.. أمان وأكد الشيخ المريخي أن التربية من أجل استقامة الناس، وحفظ عليهم إيمانهم وإسلامهم وأخلاقهم، التربية من أجل ذلك همٌ يسمو على كل هم، لأن التربية تبني الإنسان وتقيمه على الصراط المستقيم وتأخذ بيده إلى السلامة والعافية والنجاة، وتوجهه التوجيه الراشد وتهذبه، وتلبسه ثوب الستر وترفعه إلى مقام الكرامة والعزة. وأوضح الخطيب أن التربية تبني الأوطان الآمنة وتحرس البلدان المطمئنة وتدفع الأعداء والمغرضين وتحبط مخططات المكر والماكرين، فإذا كانت الشعوب متربية على دين الله فإنها تنفي الخبث وتعدل الاعوجاج وترد الانحراف، وتعشق الاستقامة وتتبنى الاعتدال والطهارة والترفع عن القاع وتسمو إلى معالي الأمور وكريم الخصال «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ»، هذه هي التربية، أما ميدانها ومحلها فهم الناس جميعا، كبارا وصغارا، والأبناء أولى بها لأنهم قرة العين وسلوة الفؤاد وزينة الحياة وأنس العيش وثمار القلوب وعماد الظهور وحراس الحدود ومراقبو الثغور وحماة الأمة بعد الله تعالى والدين، أجيالنا حماة عقيدتنا وبناة غدنا ورجال أوطاننا ومفكرونا ومثقفونا ومستودع أماناتنا، الله الله فيهم، الاهتمام بهم ورعايتهم والتعب من أجلهم وصرف الأوقات والأموال من أجل حفظهم ورعايتهم وتقوية إيمانهم واستقامتهم فلاح كبير، ومكسب جليل وثمرة مباركة، وأما الغفلة عنهم إرخاء الحبل لهم وإهمال رعايتهم ومراقبتهم خسارة كبرى وحسرة وندم وفجيعة عظمى.