د. فاطمة السليطي لـ الشرق: الاعتراف العالمي نتيجة إبداعنا
Al Sharq
كشفت الدكتورة فاطمة السليطي مديرة التعاون الدولي في هيئة المتاحف لـ الشرق أن اختيار الدوحة مدينة مبدعة في التصميم ضمن شبكة (اليونسكو) للمدن العالمية المبدعة، يعد
كشفت الدكتورة فاطمة السليطي مديرة التعاون الدولي في هيئة المتاحف لـ "الشرق" أن اختيار الدوحة مدينة مبدعة في التصميم ضمن شبكة (اليونسكو) للمدن العالمية المبدعة، يعد إحدى ثمار إبداع الإنسان القطري في الماضي والحاضر، والمستقبل. وقالت في لقاء خاص مع (الشرق) إن الخطوة القادمة هي الحفاظ على هذا التميز، والاستمرارية في المقدمة. مشيرة إلى أن الاعتراف العالمي بالدوحة مدينة مبدعة يعكس الرؤية المتجددة لدولة قطر، ويتوافق مع رؤية قطر 2030، ورؤية متاحف قطر. كما تناول اللقاء عددا من المحاور الأخرى ذات العلاقة بموضوع الاستدامة.. فكان الحوار التالي:
*تعتبر منظمة (اليونسكو) العالمية إحدى المنظمات التي تتطلع لبناء عالم متحد على نهج متطور وذلك تحت عناوين مشاريع عدة أحدها "المدن المبدعة". ما الذي حفّزك لترشيح مدينة الدوحة لتتوج كإحدى تلك الدول المبدعة؟ **عرفت قطر بتمسكها بتاريخها وكفاءة شعبها. ماضينا وحاضِرنا جزءٌ لا يتجزأ من إبداعنا. فالنتائج خير برهان على النجاح، فكما قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "الإنسان هو أهم لبنات بناء الوطن، وأعظم استثماراته، فيكم استثمرت قطر وبكم تعلو ومنكم تنتظر". وعلى نهج هذا القول نسير ملهمين ومتطلعين لما يمكننا إنجازه.*ما المعاني التي يحملها هذا الإنجاز، وأهميته في هذه المرحلة؟ **نحن اليوم نحصد ثمار جُهدنا في سبيل استمرارية مواكبتنا لكل ما تستحقه قطر هذه الدولة العريقة، حيث نتج عن إبداعنا نيل الاعتراف العالمي وانضمام مدينة الدوحة إلى شبكة المدن المبدعة في اليونسكو. إن هذه المرحلة إن دلت على شيء فهو قوة عزمنا وإرادتنا في أن تكون دولة قطر في المقدمة دائماً وأبداً، وبذلك فالخطوة القادمة هي الحفاظ والاستمرارية لأجل تقديم أفضل ما في جعبتنا من إبداع، فباستمرار الإبداع يستمر الإنجاز.* ماهي المؤشرات التي أهلت دولة قطر لتحقيق ريادتها في مجال التصميم الحضري؟ ** حرصت مدينة الدوحة على تحفيز الصناعات الثقافية، ودعم الإبداع وكان ذلك أحد أوائل الأسباب التي ضمت هذا الاعتراف العالمي في تاريخ إنجازاتها فقد سعى كل فردٍ منا من كوادر مجتمعية وسُلطات عامة وقطاع خاص على تقديم أفضل ما لديه والمشاركة في سبيل النمو الحضاري تماشياً مع التزامنا لعام 2030 والأعوام المقبلة. وكان أحد أبرز ركائز هذا النجاح متاحف قطر التي كان لها دور رئيسي وأساسي بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ووزارة البلدية، ومؤسسات الدولة المختلفة. كما تعلمون بأن متاحف قطر في طليعة المشهد الثقافي القطري وهي مسؤولة عن المعالم والمبادرات الثقافية الرئيسية في جميع أنحاء البلاد، فقد تولت إدارة التعاون الدولي بمتاحف قطر زمام المبادرة في الحملة لترشيح مدينة الدوحة كمدينة إبدعية تحت إشراف اليونيسكو.*ماهي جهود دولة قطر لتعزيز دورها في ابتكار حلول حضرية تدعم سياسات اليونسكو في مجال الإستدامة؟ **دولة قطر استعدت كامل الاستعداد لمستقبلها، فقد بنت لنفسها رؤية متجددة، فما توصلت إليه الدولة اليوم هو بفضل الجهود القائمة على خطط استراتيجية مدروسة وحلول وضعتها قطر لنفسها لتصبح دولة عظيمة. فقد اهتمت حكومتنا الرشيدة بأمور ساعدت على دعم سياسات اليونسكو وهي التخطيط والرؤية وإدارة المشاريع بحرفية، وتنمية الإبداع، وبذلك تأتي الإستدامة.*ماهي خطة تطوير الممارسات الإبداعية وتعزيز المشاركة في سياسات التنمية الحضرية المستدامة؟ **بفضل مبادراتنا لبناء وطننا في أفضل صورة، وسعينا لتوفير بيئة ذات مستوى عال وتطور متفرد؛ حرصنا على تعزيز وتحفيز الإبداع والإنتاج، وتوزيع ونشر الثقافة، وتوسيع الفرص للمبدعين والمهنيين في القطاع الثقافي، وتحسين المشاركة في الحياة الثقافية ووصول خدماتها لجميع فئات وأفراد مجتمعنا، فقد وضعنا لأنفسنا معايير نصعد بها نحو سلم النجاح، لذلك فإن خططنا التطويرية عبارة عن سلسلة من الإستراتيجيات المدروسة.*ماهي جهود دولة قطر في تعزيز البنية الإبداعية وتمكين المجتمع؟ **إن الفرص متاحة للجميع فتفرُدنا واحد ونجاحنا واحد، وبذلك حرصت دولتنا العظيمة على إتاحة وتسهيل الخدمات لجميع أفرادها وجميع الفئات، بدءا بالتعليم والمعاهد وإقامة المعارض. الفرصة متاحة دوماً لأفراد مجتمعنا ليمارسوا إبداعهم ويكرسوا طاقاتهم ودعمهم ليتمكنوا من الوصول إلى ما يطمحون إليه.*كلمة نختم بها هذا اللقاء؟ **لم تكن هذه الرحلة المثمرة سوى تحدٍ في أياد قطرية ذات كفاءة وخبرة عالية، فلم تزد التحديات فريقنا إلا إصراراً على الوصول إلى القمة، وطموحاتنا عالية ومستمرة اليوم وغداً، لذلك فإن مستقبلنا ومستقبل دولتنا مشرق بالإنجازات، وجهودنا في تطوير ذاتنا ودولتنا لن تتوقف بل ستكمل مسيرها، فإن ما صنعناه اليوم هي جهود في غاية الاستراتيجية والدقة المتناهية في زمن قياسي ومكثف في أواخر السنوات فقد سعينا لبذل أقصى ما لدينا من مهارات، وكرسنا أيدينا متطلعين لجعل بلادنا عنوان التميز وبلدا منافسا لكل ما هو جديد ومتطور وحضاري، متمسكين بقيمنا ومبادئنا.