
د. شريفة العمادي: الحوار وتعزيز الثقة أساس التربية الصحيحة للأبناء
Al Arab
استضاف الملتقى القطري للمؤلفين ضمن الحلقة الثانية من برنامج مجتمع متكامل، أول أمس، الدكتورة شريفة نعمان العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة الاستشارية
استضاف الملتقى القطري للمؤلفين ضمن الحلقة الثانية من برنامج مجتمع متكامل، أول أمس، الدكتورة شريفة نعمان العمادي المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة الاستشارية النفسية المتخصصة في المجال الأسري والسلوكي في حلقة بعنوان «الأسرة والتربية». واستهلت الدكتورة شريفة العمادي الجلسة بالتأكيد أنها تعتبر الأسرة قضيتها الشخصية، لأنها أساس المجتمع واللبنة الأساسية التي يرتكز عليها المجتمع، حيث يبدأ بناء الأسرة عبر العلاقة الصحيحة بين الزوج والزوجة ثم الأبناء، وقالت: إن التربية السليمة للأبناء تجعلهم مفيدين للمجتمع ولثقافتهم ودينهم، لافتة إلى ضرورة أن يفكر الزوجان قبل اتخاذ قرار إنجاب الأطفال، وأن يتأكدا من جاهزيتهما لهذه الخطوة التي تتطلب الاهتمام بالجانب الصحي والنفسي والأخلاقي والاجتماعي دون أن يؤثر إنجاب الأطفال عليهما في أي جانب من جوانب حياتهما. وأكدت ضرورة التخطيط لتربية الأبناء، ووضع مجموعة من الأهداف، وأن هذه المرحلة يجب أن تبدأ خلال الحمل، لأن الجنين يشعر بما يحيط بداية من الشهر الثامن في بطن أمه، لذلك لابد من الانتباه للأصوات والنقاشات والأجواء والنفسية التي تمر بها الأم لأنها تؤثر عليه في حياته. وأشارت إلى أن المختصين في هذا المجال ينصحون الأمهات بالاسترخاء وقراءة القرآن بالنسبة للمسلمين، خصوصا في الشهرين الثامن والتاسع حتى يولد الطفل مرتاحا نفسيا ومعتاداً على سماع القرآن الكريم، وشددت على ضرورة الانتباه لجميع السلوكيات خلال فترة الحمل، لأنها تؤثر على نفسية الجنين، وأن هناك بعض الأفكار الخاطئة بخصوص التربية وهي أن الطفل لا يفهم ولا يشعر بما يحيط به. وأوضحت أن الطفل يشعر بالاهتمام والعاطفة منذ ولادته، ويجب على الأم الاهتمام به ليس فقط في التغذية بل من خلال الإشباع العاطفي الذي يؤثر في المستقبل على تقديره لذاته ويكسبه مناعة ضد التأثيرات السلبية من المحيط. وقالت «إن العاطفة من أهم أساليب الحماية، وأن التغذية لها تأثير على بناء شخصية الطفل وصحته»، لافتة إلى ضرورة أن تحاول الأم قدر المستطاع جعل الرضاعة الطبيعية هي الأساس وفي حال كانت الظروف لا تسمح يجب أن تحتضن الرضيع وأن تتحدث إليه وتأخذه معها إلى عدة أماكن لمنحه الغذاء النفسي، وحمايته نفسيا. وأوضحت أن الحوار مع الطفل يكون من خلال حركات العين وحركات الجسم والابتسامات والحفاظ على نبرة صوت معينة والابتعاد عن التوترات خاصة إذا كان الطفل يرضع بشكل طبيعي. وقالت د. العمادي: مع بداية مرحلة الكلام والنطق والحراك لدى الطفل يجب على الوالدين تعزيز السلوك الإيجابي وإغفال السلوك السلبي وعدم تعويد الطفل على الوصول لهدفه عبر سلوكيات سلبية، ومخاطبته بالمنطق وعدم الاستهانة بمداركه العقلية، لافتة إلى ضرورة تعزيز ثقة الطفل في نفسه خاصة أنه منذ المراحل الأولى يحاول لفت انتباه والديه حتى من خلال الصراخ واستفزازهما بتصرفات غير مسموحة، وأن الحل الأفضل لتوجيه الطفل نحو السلوكيات الإيجابية هي التغاضي عن السلوكات السلبية وتوجيهه نحو الإيجابية منها وتعزيزها من خلال المديح، لافتة إلى أن التعزيز يمكن أن يكون من خلال احتضان الطفل أو بالابتسامة أو الكلام، وعبر المناقشة والحوار والإقناع بعيداً عن التخويف. وأكدت أن أهم مهارة يمكن أن يتعلمها الوالدان هي الاستماع الجيد لمعرفة احتياجات الطفل ومشاعره، لاسيما في العصر الحالي حيث تحيط بالطفل عدة وسائل تجعل المتابعة والإحاطة أصعب. وحذرت د. العمادي من أنه في حالة لم يستمع الوالدان لأبنائهما سوف يبحث الأبناء عن أشخاص آخرين يستمعون إليهم، ويمكن أن يتأثروا بثقافات أخرى وبأفكار بعيدة عن المجتمع الذي يعيش فيه الطفل. وخلصت إلى القول بأن الحوار مع الطفل ومنحه الفرصة للتعبير عن رأيه دون الشعور بالخوف وعدم مقاطعته تحميه من الانحرافات السلوكية. وأكدت ضرورة الاحتفال بالمناسبات الدينية مثل الأعياد مع الأسرة مع ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية في الفترة الحالية لحماية الأطفال وكبار السن.More Related News