
د. حبيبة سرابي عضوة وفد حكومة كابول لـ الشرق: مفاوضات الدوحة فرصة مهمة لدعم حقوق المرأة الأفغانية
Al Sharq
تمثل مباحثات الدوحة وما تحقق فيها من محطات مهمة أبرزها اتفاق 29 فبراير 2020 التاريخي، إنجازات يجب التمسك بها والمحافظة عليها والسير وفقاً لما تم تحقيقه من خلالها
تمثل مباحثات الدوحة وما تحقق فيها من محطات مهمة أبرزها اتفاق 29 فبراير 2020 التاريخي، إنجازات يجب التمسك بها والمحافظة عليها والسير وفقاً لما تم تحقيقه من خلالها كتقدم ملموس في مسار المفاوضات الأفغانية، وبالرغم من المخاوف العديدة والحذر من قبل إدارة الرئيس بايدن في التعامل مع الملف الأفغاني ومستقبل القوات الأمريكية وقوات التحالف، ولكن في الوقت ذاته تسعى أمريكا عبر الطرح التوافقي لحكومة سلام وتسريع وتيرة التفاوض، وأيضاً مشاركة الجهود الدولية في روسيا وتركيا جنباً إلى جنب مع مباحثات الدوحة الرئيسية لتحقيق السلام المنشود في المستقبل الأفغاني. ومن بين تلك المخاوف التي كانت على رأس الأجندة الأمريكية بأفغانستان ما يتعلق بحقوق المرأة وأوضاع المرأة الأفغانية وما هي أبرز المحاور التي تشكل جوهر مطالب المرأة في مباحثات الدوحة، وفي هذا الصدد، تحدثت "الشرق" مع د. حبيبة سرابي، عضوة وفد حكومة كابول للسلام، وإحدى العضوات المشاركات في عملية السلام التي يجري التفاوض حولها في الدوحة بين أطراف حكومة الجمهورية الأفغانية الإسلامية وحركة طالبان بإشراف أمريكي ودعم دولي، والتي تعد أيضاً سياسية أفغانية بارزة وأول امرأة تتولى منصب حاكم بأفغانستان إبان ولايتها لولاية باميان عام 2005، كما شغلت منصبي وزيرة شؤون المرأة الأفغانية ووزيرة التعليم والثقافة سابقاً. وأكدت د. حبيبة سرابي أن مباحثات الدوحة والجلسات الحوارية العديدة على هامشها والتي استضافتها قطر، كان لها الدور في منح الفرصة للمرأة الأفغانية للتعبير عن مطالبها وبحث طبيعة ومحاور تلك الأهداف وأهمية ومحورية حقوق المرأة كقضية جوهرية ورئيسية في سلام ومستقبل أفغانستان، مشيدة بما قامت به دولة قطر من جهود إيجابية في هذا الصدد، كما اعتبرت في حوارها لـ الشرق أن تمثيل المرأة الأفغانية كان حاضراً في مباحثات الدوحة مع المطالبة في الوقت نفسه بالمزيد من التمثيل للمرأة ولأطياف المجتمع الأفغاني المختلفة والعمل المشترك على استثمار الفرصة الإيجابية السانحة الآن من أجل تحقيق سلام مستدام يحقق تطلعات الشعب الأفغاني.* محاور عديدة ◄ ما المحاور التي تم التركيز عليها في مباحثات الدوحة من جانبك فيما يخص مستقبل السلام الأفغاني؟ إن هناك أهمية كبرى لتمثيل المرأة الأفغانية ووجودها ومناقشة حقوق المرأة والتحديات العديدة التي ينبغي أن تكون النساء الأفغانيات في صميم كافة الحوارات نحو المستقبل، فهذا هو شريطة تحقيق السلام المستدام ولا يمكن الانطلاق من هنا نحو المستقبل الذي نتطلع إليه دون توافر هذه المقومات، بمراعاة دور المرأة القيادي في مستقبل السلام والأمن الأفغاني، بالإضافة إلى محورية تناول أمور المرأة بشكل رئيسي في المفاوضات الأفغانية وفي مستقبل أفغانستان، والتأكيد على أهمية مشاركة المرأة وإدماجها في العملية السياسية، والتطلع إلى مستقبل يشمل كافة أطياف الشعب الأفغاني.* حقوق المرأة ◄ حقوق المرأة كانت حاضرة وبقوة على مائدة التفاوض في مباحثات الدوحة للسلام هل تتفقين مع ذلك؟ وما الذي تحتاجه المفاوضات لمزيد من التقدم الملموس في قضية المرأة؟ صحيح أن تمثيل المرأة الأفغانية في مباحثات الدوحة يتواجد بصورة أكبر من المباحثات السابقة التي تم عقدها في روسيا على سبيل المثال، وسبقها العديد من الندوات في منتدى الدوحة لاستضافة النساء الفاعلات في المجتمع الأفغاني وسيدات الأعمال والتأكيد على أهمية تمكين المرأة ودورها المهم في نسج المستقبل، ولكن دائماً ما كنت أدعم زيادة نسبة تمثيل المرأة الأفغانية بما يتوافق مع طبيعة وجودها في المجتمع الأفغاني، فالمرأة تمثل نصف السكان بأفغانستان ويجب تمثيلها بالصورة التي تعكس حضورها الاجتماعي، ومن حسن الحظ أن روابط الدفاع عن حقوق المرأة والناشطات السياسيات بأفغانستان تدعم مجرى المباحثات حول تمثيل إضافي للمرأة الأفغانية، وهو أمر جيد للغاية. وينبغي القيام بكل جهد ممكن لرفع الوعي والمطالبة بتوسيع نسبة مشاركة المرأة الأفغانية وتشكيل ورش عمل لأن تشمل المفاوضات الخارجية في روسيا وتركيا لمزيد من التمثيل الفاعل للمرأة الأفغانية.* فرصة سانحة ◄ في رأيك كيف يتم استثمار المباحثات الحالية لتحقيق نتائج مهمة ودور المرأة في العمل المشترك في هذا الصدد؟ إن الفرصة الحقيقية سانحة الآن نحو تحقيق السلام وتشكيل واقع جديد يلتزم فيه الأطراف من حركة طالبان بنظام سياسي تعد حقوق المرأة جوهراً رئيسياً فيه، ذلك أمر لن نتوقف عن المطالبة به ولا نحتاج في الانتباه إلى ذلك والمطالبة به إلى الضغوط الخارجية فهو أمر يتحرك بداخلنا من الرغبة بأن يكون لنا صوت قوي في كل مكان سواء في الأمم المتحدة، وفي الفعاليات والندوات الحوارية والمباحثات المختلفة، وأيضاً عبر وسائل الإعلام المختلفة.* دور إيجابي ◄ وكيف كانت مباحثات السلام في قطر؟ هل كان لها مساهمة إيجابية لتعزيز فرص تمكين المرأة الأفغانية؟ من الأشياء المميزة التي منحتها فرصة المباحثات في قطر ومشاركة أربع نساء في فريق المفاوضات منذ بدايتها، هو أننا كنساء باختلاف تواجهاتنا ومرجعيتنا الدينية كنا قادرات على تشكيل فريق موحد، وهو أمر ربما لم تدركه حركة طالبان ولكنه كان قوياً في تمثيل صوت المرأة الموحد فالقضايا الرئيسية واحدة، واختلاف تفاصيل المعتقدات الدينية برغم مرجعيتنا الإسلامية العامة ليس حاجزاً أبداً على الاجتماع على آراء مشتركة توافقية لحقوق المرأة الأفغانية بالكامل، وما يوحدنا في ذلك بغض النظر عن العقيدة الدينية هو القيم العالمية المهمة لحقوق المرأة، وأيضاً أن يكون لكل جزء من أفغانستان دور في عملية السلام التي سيعيشون من خلالها في المستقبل القريب.* المرجعية والوعي◄ وما مرجعيتك في مفهوم حقوق المرأة في واقع ترفض فيه بعض الجماعات المنتسبة للإسلام فكرة الهوية الغربية للمجتمع الأفغاني؟ إن مطالبنا عموماً هي حقوق أساسية في صميم الدين الإسلامي، فقد كانت النساء في عهد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، جزءاً رئيسياً من المجتمع الإسلامي وجزءاً مهماً من الأعمال التجارية والحياة الاجتماعية وكان لهن أيضاً دور سياسي، وشاركن في العديد من أوجه الحياة العامة في ذلك الوقت. مشكلتنا دائماً كانت في محاولات تحويل وتحوير الإسلام إلى مرجعية أصولية ليست في صميم الدعوة الإسلامية التي كرمت المرأة وأعطتها حقوقها الدينية والدنيوية، حيث اصبح هذا الفهم الخاطئ لدى بعض الجماعات هو العائق امام دور المرأة، وساهم في تعقيد أوضاع المرأة وتدهورها السابق في المجتمع الأفغاني، لذلك كان التعليم وخصوصا تعليم الفتيات أولوية دائمة. لقد كانت هناك خلافات عديدة حول تمكين المرأة من الحصول على تعليم عال، وذلك لتقويض حقوقها وفرض واقع ذكوري يحد من مكانتها الاجتماعية.* آمال وتحديات◄ وكيف تكون أبرز تلك التحديات الأخرى في تصورك ونحن نتجه الآن نحو أفغانستان جديدة في مسار المفاوضات؟ إن الواقع الأفغاني بات الآن مغايراً تماماً عما كانت عليه الأوضاع قبل عام 2001 وهو أمر يجب أن تدركه العناصر الأخرى المنخرطة في عملية التفاوض، فالبعض لا يريد الإقرار أو يتغافل عن رؤية أفغانستان الجديدة حيث تغير المجتمع بصورة كبيرة. وهناك تاريخ من نضال المرأة مكن من الوصول إلى نتائج استقرت فيها مفاهيم تعليم المرأة وتمكينها السياسي والاجتماعي والأكاديمي والاقتصادي. الآن هناك تغير وتقدم كبير للغاية تم تحقيقه في المجتمع التعليمي وبات أكثر تعليماً وانفتاحاً وأكثر تطوراً في مجال العلوم والثقافة والفن وهذه هي الأجيال الجديدة التي نأمل أن تثمر مباحثات السلام الإيجابية في الدوحة إلى واقع جديد إيجابي تتحقق فيه الأحلام والتطلعات الأفغانية في السلام والاستقرار.More Related News