د. جيرالد هورن لـ الشرق: التمييز العرقي بحق الفلسطينيين أثار الفزع العالمي
Al Sharq
أكد د. جيرالد هورن، أستاذ التاريخ بجامعة هيوستن والباحث والمؤرخ التاريخي في قضايا العنصرية والتمييز العرقي وأحد الأصوات الأكاديمية البارزة في حركة «حياة السود مهمة»،
أكد د. جيرالد هورن، أستاذ التاريخ بجامعة هيوستن والباحث والمؤرخ التاريخي في قضايا العنصرية والتمييز العرقي وأحد الأصوات الأكاديمية البارزة في حركة «حياة السود مهمة»، والباحث المرموق والمختص بقضايا العنصرية في مجموعة متنوعة من العلاقات التي تشمل العمل والسياسة والحقوق المدنية والعلاقات الدولية، أن النضال الفلسطيني من أجل حقوقهم المشروعة يلتقي مع كافة الأصوات الرافضة للتمييز العنصري كقضية عالمية تستحق القضاء عليها، وهو ما كشفته التظاهرات الأمريكية العديدة التي اشتركت بها حركة «حياة السود مهمة» المؤثرة في أمريكا، وذلك في عديد من المدن والولايات الأمريكية بالتزامن مع تصعيد العنف في قطاع غزة، خاصة مع فداحة الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، معتبراً أن التصريحات التي خرجت لتبرير الجرائم الإسرائيلية كانت في جوهرها وجهاً مكشوفاً للحرج الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي من المذابح البشرية التي ارتكبت في غزة، وأيضاً لإخفاء الصدع والشرخ في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية وموجة التمرد الديمقراطية التي ترفض مواصلة هذه الانتهاكات الجسيمة بحق الفلسطينيين، كما كشف أيضاً أبعاداً جديدة للعنصرية مورست بحق الفلسطينيين من عمالقة السوشيال ميديا والحيل الإسرائيلية غير المجدية في احتواء الغضب والفزع الدولي من جرائم الاحتلال بحق الأطفال والمدنيين. ◄ تناقضات مخجلة استهل د. جيرالد هورن، أستاذ التاريخ بجامعة هيوستن الأمريكية، حديثه مع الـ «الشرق» بالتعبير عن استيائه من التصريحات الإعلامية سواء في إسرائيل أو أمريكا بأن تل أبيب تجنبت إلحاق الأذى بالمدنيين في عدوانها الأخير على قطاع غزة، قائلاً: إنه إذا كانت إسرائيل بالفعل تراعي حياة وأرواح المدنيين فكان حري بها ألا تبدأ بهذا العدوان الغاشم على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا تعمد لاستهداف وقصف مناطق وأحياء معروف عنها أنها سكنية بل ومكتظة بالسكان مخلفاً عشرات من الضحايا الأطفال ومئات من الضحايا المدنيين، ولكن إسرائيل تواصل تضييقها على قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة وتفضل إلقاء حزمة قنابل تتكلف مئات الملايين من الدولارات بدلاً من دعم القطاع المتضرر في كافة مستوياته وهذه مجرد نقطة في أعلى جبل جليد من التناقضات الواضحة من قبل إسرائيل أو الجبهات المؤيدة لها في أمريكا، ولكن الأهم أن هناك شروخا وتصدعات في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تخرج بعض التصريحات ذات الصفة الرسمية من مؤسسات الخارجية في تل أبيب وواشنطن للتغطية على حقيقة الخلافات والضغوط بصورة أدق على الإدارة الأمريكية وعلى دوائر صناعة القرار، بتغيير السياسة الأمريكية التقليدية تجاه إسرائيل في ظل توجيه الرأي العام الأمريكي المكثف في السنوات الأخيرة نحو الالتفات للقضايا الإنسانية خاصة تلك التي تقوم على أساس عرقي مثلما يحدث الآن مع الفلسطينيين، وأقول أساس عرقي له جانب أكثر شمولاً، لأن الفلسطينيين يستهدفون فقط لمجرد أنهم موجودون على أرض الحياة، هم يتعرضون لشتى أنواع التضييق والخراب والدمار والقصف والعدوان فقط لمجرد كونهم مواطنين فلسطينيين يطالبون بحقوق البقاء في منازلهم وعدم اغتصاب ما تبقى لهم من حقوق آدمية في التواجد والعيش في ظل سياسات إسرائيلية متشددة ومتطرفة تستهدف القضاء على الفلسطينيين ومحاولة التوسع في الاحتلال لتقويض التواجد الفلسطيني مقابل اتساع رقعة الدولة الإسرائيلية التي ما كادت تاريخياً أن تستقر في ظروف سياسية مشتتة في الشرق الأوسط إلا وتوسعت في أراضٍ فلسطينية ومصرية وسورية ولبنانية، وترغب في مواصلة نهجها عبر طرق عديدة من تفريغ الجغرافيا الفلسطينية للصالح الإسرائيلي، وضم ما تبقى من الأراضي الفلسطينية من أحياء ومجمعات سكنية بسبل عديدة، ومنها التهجير كما شاهدنا وهو ما كان السبب الرئيس في ازدياد حدة هذه الموجة من التصعيد الأخيرة، والتي لا يقارن فيها تماماً حجم الخسائر الرمزية في إسرائيل بمئات الضحايا وآلاف المنازل والمصانع والمحلات وركائز البنية التحتية التي تم تدميرها في موجة القصف الرابعة منذ 2008 والتي كانت من الأكثر عنفا وضراوة في حصد أرواح المدنيين. ◄ تداعيات كارثية وأكد د. جيرالد هورن، الباحث الأكاديمي المخضرم في قضايا العنصرية أن حجم الخسائر التي تكبدها قطاع غزة لا يقتصر على الأرواح والأعداد، بل هناك آثار سلبية كارثية في ظل أوضاع كانت مأساوية بالأساس في غزة وكان الاقتصاد يعاني بصورة كبيرة لمكافحة وباء كورونا بآثاره على العمل والتجارة والكثير من الجوانب ذلك في ظل استمرار الحصار على القطاع، ولكن موجة القصف الأخيرة جعلت الاقتصاد السيئ بالأساس يتجه نحو وضع اللا دولة ومثل انهيارا حقيقيا للأعمال والتجارة ودخل آلاف الأسر الفلسطينية التي إن كان لها النجاة من العدوان فكيف لها الاستمرار على قيد الحياة في ظل هذه الظروف المأساوية واللا إنسانية، ولكن هناك وجها جيدا كان من المهم التركيز عليه هو كشف موجة التمرد التي تزعمها التيار الديمقراطي الأمريكي ضد إسرائيل بالصورة التي شملت أيضاً تمرداً على الأفكار التقليدية في رصيد العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، كم الدماء بات فوق قدرة السلطة الرئاسية أو المؤسسات الدبلوماسية على تجاهله أو نسج مواقف تبرير مغايرة على حقيقة الأوضاع التي يعانيها الفلسطينيون، ولكشف أبعاد ذلك عموماً يمكننا تحديد ساحة الكونغرس كمثال نرى فيه استخدام سلطة الكونغرس في الرقابة على أحد البنود المهمة والمتعلقة بصفقات السلاح والتضييق الشديد الذي ستعاني منه الحكومة الإسرائيلية ليس فقط تحت بند حقوق الإنسان، ولكن الموقف ستكون له حسابات أخرى فستتحرك موجة التمرد والمواجهة ضد إسرائيل في المطالبة بمساواة معايير التعامل مع إسرائيل في الكونغرس بالمعايير ذاتها التي تخضع لها أولويات الأمن القومي في التعامل مع الدول الأخرى، وهنا سيكون التركيز على العلاقات الإسرائيلية الصينية والتمكين التكنولوجي الذي تقوم به إسرائيل لصالح الصين في مجال التسليح على سبيل المثال، وأيضاً العلاقات الإسرائيلية بروسيا والتي تطورت بصورة كبيرة، حتى إن بعضا من التطبيقات وخدمات القرصنة الروسية قد ظهر في الساحة الانتخابية الإسرائيلية لصالح بنيامين نتنياهو، وكلها عوامل عديدة سوف تفتح نقاشات لا ترغب فيها إسرائيل بكل تأكيد في النقاش حولها في الكونغرس الأمريكي. ◄ وجه آخر للعنصرية ولفت د. جيرالد هورن إلى أن هناك وجها آخر للعنصرية تصاعد في أحداث غزة الأخيرة، وهو في صميم القضايا ضد العنصرية تاريخياً ووجدنا ملامح حديثة منه موجودة بقوة في العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو محاولات قمع الأصوات الفلسطينية عبر المنابر التكنولوجية وبعض التطبيقات، مقابل أنه في حين تقوم إسرائيل بهذه المذابح البشرية والقصف العدواني الغاشم للفلسطينيين تجد عشرات القصص الخبرية تظهر على الفور في المحركات البحثية عن معاداة السامية والحرب ضد السامية، وفي واقع الامر ذلك لا يكشف سوى أنهم يدركون حجم خسارتهم ويستشعرون الحراك ضدهم في الشوارع والحناجر والمنابر الإعلامية ومنصات المسؤولين في أمريكا ودول أوروبية عديدة، ولهذا فهم يردون بهذا الكم الموجه من القصص الخبرية لمعاداة السامية بل حتى بمسودات قوانين تتحرك في الكونغرس لمعاداة السامية تزامناً مع جرائمهم وذلك يعد رد فعل على إحراجهم الدولي من جرائم تثير الفزع في مختلف دول العالم ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين. ◄ وعي عالمي ويمكننا رصد الحراك السياسي عبر موجات معينة انطلقت في ولايات ومدن أمريكية عديدة منها في جورجيا وتكساس في عدة تشريعات موجهة سياسياً، استجابة للرفض الكبير للسياسات الإسرائيلية، وأمر آخر يتعلق بمعركة السوشيال ميديا، فعمالقة هذه الصناعة مثل فيس بوك وتويتر وأصحابها من المليارديرات اليهود فكان لانخراطهم في سياسات ترويجية لفكرة معاداة السامية بالتزامن مع القصف الإسرائيلي أو الإحساس العام بالتحيز من قبل عمالقة السوشيال ميديا ضد القضية الفلسطينية في الأحداث الأخيرة، كبد هذه الشركات والمؤسسات هجوماً كبيراً مثلما وجدنا ذلك في الهند والاتحاد الأوروبي على سبيل المثال، وكشف ذلك أيضاً وعياً عالمياً حول محاولات تبرير الجرائم أو توجيه الرأي العام الدولي لغض النظر عن الاعتداءات الإجرامية.More Related News