
دمج الفرق أدى إلى شح الإنتاج المسرحي
Al Sharq
مسيرة استمرت قرابة 40 عاماً، قضاها الإعلامي والفنان محمد أبوجسوم على خشبة المسرح وخلف ميكروفون الإذاعة وأمام شاشة التلفزيون وبين صفحات الجرائد، ممثلاً ومخرجاً وكاتباً
مسيرة استمرت قرابة 40 عاماً، قضاها الإعلامي والفنان محمد أبوجسوم على خشبة المسرح وخلف ميكروفون الإذاعة وأمام شاشة التلفزيون وبين صفحات الجرائد، ممثلاً ومخرجاً وكاتباً ومقدماً، وجميعها خبرات، ولدت لديه تراكمًا فنيًا وإعلاميًا، جعلته خزينًا زاخرًا بالعديد من الذكريات. من هنا، يأتي لقاء الشرق، مع الفنان والإعلامي محمد أبوجسوم، ليفتح من خلاله صندوق ذكرياته، ليروي بدايات النشأة لكل من مجال من مجالات المسرح والإذاعة والتلفزيون، وصولاً إلى ما شهدته هذه المجالات من تطور، مروراً بكل مراحل التحول. وربما تكون الكلمات القادمة، لم تنقل تفاصيل كل هذه المسيرة، غير أنها لامست محطات مهمة، وذكريات شهود عيان عليها، ما يجعلها توثيقًا يتجاوز السيرة الذاتية للفنان محمد أبوجسوم، إلى توثيق مجالات الفنون المختلفة عبر المسرح والإذاعة والتلفزيون.
◄ كيف ساهمت الأندية التي حملت توجهًا فنيًا وأدبيًا مع الفرق الفنية في عقد الستينيات في نشوء حركة فنية كان عمادها المسرح؟ ► الإرهاصات الأولى للمسرح القطري في بداية عقد الستينيات من القرن الماضي كانت تؤشر لبداية حقيقية، خاصة مع ظهور بعض الأندية، بالإضافة إلى ظهور العديد من المواهب الفنية، على الرغم من تواضع مقرات الأندية والمستوى الفني آنذاك. ومن بين هذه الأندية، نادي الطليعة، الذي نشأ في بداية الستينيات، وكان يضم في عضويته عددًا من الشخصيات المهتمة بالأدب، إلى أن تم إغلاقه بعد عامين تقريباً، وكان يتم من خلال ذلك النادي تقديم بعض الأنشطة الأدبية، ومن أعضائه: د. علي خليفة الكواري، ود. عبدالله جمعة الكبيسي، ومحمد يوسف العالي، وغيرهم. وبعده، ظهر نادي شركة شل للنفط في رأس أبوعبود، تحت مسمى نادي الجزيرة، في مقره بأم غويلينا، وكانت عضويته قاصرة على العاملين في الشركة، وأبنائهم، ومن أعضائه: د. علي خليفة الكواري، وإبراهيم فيروز، وعطية الله النعيمي، وعبدالرحمن المناعي، وغيرهم. كما كانت هناك فرقة الأضواء الموسيقية، وكان الموسيقار الراحل عبدالعزيز ناصر صاحب فكرتها، واهتمت تلك الفرقة بالموسيقى والغناء، ومن أعضائها: عبدالرحمن الغانم، وحسن علي «ملحن»، ومحمد حسن مفتاح «عازف ناي»، ووليد وأخوه فرج السبع «عازف»، وجميعهم موسيقيون، إلى أن توالت عضوية المطربين من أمثال: علي عبدالستار، والراحل علي ثاني، وغيرهما. وفيما بعد حملت هذه الفرقة توجهًا للتمثيل، ومن أعضائها: الراحل إسماعيل خالد، ومحمد حسن مفتاح، وعبدالرحمن الغانم، وصلاح درويش وغيرهم. واستمرت هذه الفرقة حتى عام 1971 تقريبًا، إلى أن انصرف أعضاؤها للدراسة، ومنهم: مؤسس الفرقة عبدالعزيز ناصر، ومعه علي عبدالستار، وإسماعيل خالد وأنا، فأصبحت الفرقة تمارس نشاطًا محدودًا، إلى أن تجمد نشاطها. وكنا نعاني وقتها من إشكالية توفر مقر للفرقة، نظرًا للظروف الاجتماعية وقتها، والنظرة الدونية للفن، وكان أول مقر للفرقة في الجسرة، بجانب برادات قطر آنذاك، ولم تستمر الفرقة كثيرًا بذلك المقر، لعدم مناسبته، فانتقلت إلى بيت بسيط في شارع عبدالله بن ثاني بالقرب من محطة بترول الدوحة، غير أن الفرقة لم تستمر به طويلاً أيضاً، فانتقلت إلى مقرها الثالث خلف مصلى العيد بالجسرة، وظللنا فيه لبعض الوقت، إلى أن تفرقت الفرقة نتيجة دراسة أعضائها الأساسيين، حتى انتهى دورها. وكانت هذه الفرقة تعتمد في ميزانيتها على اشتراكات أعضائها، ويقتصر نشاطها على حفلات الزواج بأسعار رمزية، بمشاركة مطربين من أمثال: علي عبدالستار، والراحل فرج عبدالكريم، ومحمد جولو، وعبدالرحمن عبدالله، كما كنت عريف الحفل، بتقديم المطربين.
المعسكرات الكشفية ◄ وإلى أي حد ساهمت المعسكرات الكشفية في رفد الحركة المسرحية بالمواهب الفنية؟ ► شكلت المعسكرات الكشفية رافدًا مهمًا لنشأة الحركة الفنية، وفي مقدمتها المسرحية، خاصة أن الأجواء وقتها كانت مهيأة لذلك، في ظل عدم وجود وسائل للترفيه، فكان كثيرون ينضمون لهذه المعسكرات المتنقلة، التي كانت تقام مرة في الشيحانية، وأخرى في رأس أبوعبود، حيث استقرت هناك لنحو ثلاث سنوات، حتى عام 1969، إلى أن انتقل مقرها الدائم في صالة معسكر خليفة الكشفي، على طريق دخان. وكانت هذه المعسكرات تشهد إقامة بعض الأنشطة المسرحية والغنائية، كما كان يتم تقديم بعض «الإسكتشات»، وعروض تمثيلية، بمشاركة بعض الفنانين من دول الخليج العربية، مثل الفنان عبدالله بالخير من الإمارات.