دار تضم 360 غرفة وأخرى تكلّف 50 مليون دولار وجهَّزوها بـ"المكيفات" والمكتبات.. بيوت الناس وعمرانها في الحضارة الإسلامية
Al Jazeera
يأخذنا هذا المقال في جولة تاريخية داخل بيوت الناس بالحضارة الإسلامية؛ فنتعرف على فنيات تصميمها وتشييدها، ونزور أقسامها من المداخل إلى السطوح مرورا بمختلف الغرف والمرافق، ونستكشف ما ضمته من وسائل راحة.
قد لا يكون حضور المعماريين المتخصصين (المهندسون) في عمران البيوت اختراعا إسلاميا، ولكن يمكن القول إن المهندس احتل تاريخيا قلب الحضارة الإسلامية على نحو ما نجده منعكسا في تطور العمارة في تاريخ المسلمين؛ فتميُّزُها وتعقيدُها يشير إلى ذروة الإتقان والإبداع -حتى بمعايير اللحظة الراهنة- عند الإطلالة على بعض الأحياء القديمة في حواضر الإسلام العتيقة مشرقا ومغربا، وهو ما أورثتنا إياه طبقة من البنَّائين العظماء من المسلمين وغيرهم. وبالتالي لم يأتِ من فراغ إطلاقُ لقب "الأستاذ" على رئيس المهندسين، وهو لقب شديد الأهمية في الحياة العلمية للمسلمين إذْ كان لا يُطلق إلا على أئمة العلماء؛ لكن قصة البيوت هي قصة ساكنها الإنسان وكذلك قصة الثقافة التي ينتمي إليها، فالبيوت لها آداب في التصميم تعكس آداب وثقافة ساكنيها في المعيشة والتزاور والتجاور، كما أن التطور التقني والرفاه الاقتصادي يفرضان بصمتهما على نمط حياة الشعوب؛ ولا بد من أن ينعكس ذلك كله في العمارة تصميما وتقسيما. وفي هذا المقال؛ سنقترب من قصة البيوت الإسلامية عمرانا ومكانا، في جولة ثقافية اجتماعية تبتعد عن الفنيات الدقيقة لهندسة العمران، وتتجاوز ردهات قصور المُلك وأركان القلاع وأروقة المنشآت العامة، لتقتصر غالبا على منازل طبقات الناس البسيطة والمتوسطة، فتتعرف على فنيات تصميمها وطرق وأدوات تشييدها، وتتبع أقسامها من المداخل إلى السطوح، مرورا بمختلف الغرف والمرافق والملحقات، وتكشف ما كانت تنطوي عليها من تسهيلات ووسائل راحة إضاءةً وتبريدا؛ ثم يتخلل ذلك كله رصد لبعض الظواهر المتصلة بعمران المساكن كالمباني المتعددة الطوابق، والشقق المشتركة السكنى، والمنازل سريعة التجهيز.More Related News