![خطابات سمو الأمير نقلت للعالم صورة قطر وشعبها](https://al-sharq.com/get/maximage/20220224_1645736215-285.jpeg)
خطابات سمو الأمير نقلت للعالم صورة قطر وشعبها
Al Sharq
صدر حديثا عن المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية كتابا بعنوان قراءات في خطابات صاحب السمو الأمير، قدم من خلاله تحليلا موضوعيا للخطابات المحلية والاقليمية والدولية
صدر حديثا عن المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية كتابا بعنوان "قراءات في خطابات صاحب السمو الأمير"، قدم من خلاله تحليلا موضوعيا للخطابات المحلية والاقليمية والدولية التي ألقاها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في المناسبات والاحداث المختلفة منذ توليه مقاليد الحكم عام 2013 حتى 2021، وشهدت هذه الفترة مشاركات واسعة وحضورا كبيرا لصاحب السمو في عديد المحافل والمناسبات قولا وعملا، وحرص فيها سموه على نقل الصورة المشرقة لدولة قطر وشعبها، ومسيرتها الحضارية الناجحة، وعلاقاتها المتميزة مع مختلف الدول والشعوب. كما لخص الكتاب الذي يضم 501 صفحة من القطع الكبير، وأعده السفير الدكتور عبدالعزيز الحر، والدكتور عماد عبداللطيف، والأستاذ سمير حسين البرغوثي، أهم المبادئ والقضايا والتوجيهات والمبادرات والرؤى والمعالجات التي اهتم بها سمو الأمير، وتضمن مدونة خطب سموه خلال السنوات الثماني الماضية، وفق التسلسل الزمني اعتبارا من تاريخ تولي سموه مقاليد الحكم في عام 2013، الى كلمة سموه في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في 28 اغسطس 2021، وخطاب سموه في الامم المتحدة في 21 ديسمبر 2021. ويتكون الكتاب من 5 أجزاء أساسية، استعرض الجزء الأول أهم مميزات وخصائص العهد الجديد وما تحقق من إنجازات ومكاسب حضارية وتنموية، في عهد سمو الأمير وهي إنجازات لمسها العالم، على مختلف المستويات. واشار الكتاب في هذا الفصل الى ان العالم يدرك حجم الانجازات التي يصنعها حضرة صاحب السمو، ميزت عهده الجديد، فقد اثبتت دولة قطر ان نجاح الدول غير مرتبط بحجمها الجغرافي او مواردها المالية او قوتها العسكرية، وانما مرتبط بوجود قيادة حكيمة ورؤية طموحة، وخطة مدروسة، وادارة ناجحة، وكوادر بشرية مؤهلة. وتناول الجزء الثاني أهم ملامح خطابات سمو الأمير استنادا إلى محتوى خطاباته في المحافل المحلية والإقليمية والدولية، وتم تحديد خمسة ملامح رئيسة هي: المصداقية، والإقناعية، والمؤسسية، والأخلاقية والتنوع، كأهم خصائص خطابات سموه. ويعتبر الكتاب ان الصورة العامة للسياسيين تتشكل بواسطة الكلمات والاعمال التي تصدر عنهم، وتنسب اليهم. ولفت الى ان المصداقية التي يتمتع بها الخطاب السياسي لسمو الأمير، تستند الى المبادئ والاخلاقيات الانسانية، فالقائد الحق يجسد القيم التي يدافع عنها. فقد دافع سمو الأمير طوال فترة حكمه عن الحقيقة، وانحاز اليها، وجسدها في اقواله وافعاله. وذكر الكتاب ان سمو الأمير يقدم نموذجا يحتذى به في الحجاج الهادئ العقلاني الذي يستهدف الوصول الى الاقناع بقوة الحجة، وسطوع البرهان. واكد ان الحضور المميز لرموز الهوية القطرية، ولعلامات تاريخ دولة قطر في خطابات سمو الأمير، يعطي طابعا مؤسسيا جليا، يعززه حرص سموه على التقاليد الخطابية. ويتجلى التزام صاحب السمو بالتقاليد الخطابية في الحفاظ على المستوى الاعلى من اللياقة الخطابية، سواء في استعمال المفردات، او التعبيرات اللغوية، او الاشارات الحركية، او نبرات الصوت او غيرها من العلامات اللغوية وغير اللغوية ذات الصلة. كما يتجلى في الالتزام باستعمال لتعبيرات والمصطلحات السياسية وفق دلالاتها ومعانيها المستقرة والمتعارف عليها، بهدف الحفاظ على ارضية تفاهم مشترك. وركز الكتاب على الجانب الشمولي لخطاب سمو الأمير، حيث يحرص سموه على توجيه خطاباته للقطريين والمقيمين في قطر على حد السواء. ويعبر سمو الأمير في اختياره لهذا الشمول الخطابي عن نظرة سياسية نبيلة، لا تمارس اقصاء خطابيا لشريحة مهمة من سكان قطر، ممن يعيشون في ظل ولاية سموه. وسلط الكتاب الضوء على السياسيات الاخلاقية والقيمية التي تتجلى في المضامين السياسية التي يعبر عنها خطاب سمو الأمير والتي تشمل هيمنة البعد الاخلاقي على محتوى خطاب سموه، ونقد سموه لسياسات تغليب المصالح على الاخلاق، بالاضافة الى السمو الخطابي، الذي يتجلى في لغة الخطاب السياسي لسمو الأمير، وتقنيات تواصله. واخيرا، اوضح الكتاب ان انواع التواصل العمومي التي يستعملها سمو الأمير في انتاج الخطب السياسية لدولة قطر على المستوى الأميري متعددة، منها الخطب العمومية وكلمات موجزة للمناسبات، وبيانات مسجلة، تبث عبر التلفزيون، وحوارات متلفزة مع وسائل الاعلام، مقابلات سياسية، وتغريدات تنشر على حساب صاحب السمو في تويتر، وقوانين ومراسيم وقرارات أميرية تنشر في الجريدة الرسمية. ويعرض الجزء الثالث من كتاب "قراءات في خطابات صاحب السمو الأمير"، لمكانة الوطن والمواطن في خطابات حضرة صاحب السمو، ويلخص أهم المبادئ والقضايا والتوجيهات والمبادرات والرؤى والمعالجات، التي اهتم بها سموه طوال السنوات التسع الماضية. وافتتح معدّو الكتاب هذا الجزء، بكلمات صاحب السمو خلال افتتاح الدورة الـ 42 لمجلس الشورى 5 نوفمبر 2013، حيث قال سموه، "ويمكننا أيها الإخوة تلخيص أهداف التنمية بما في ذلك رؤية قطر 2030، بثلاث كلمات: بناء الوطن والمواطن. ومنها تُشْتَق المهمات الكبرى المنوطة بقيادة الدولة"، تاكيدا على ان الوطن والمواطن يمثلان حجر الاساس في عملية التنمية وتحقيق رؤية الدولة في كلمات صاحب السمو. ويقدم الجزء الرابع تلخيصا لمواقف دولة قطر في القضايا والموضوعات والملفات الإقليمية والدولية التي اهتمت بها الدولة، وعبر عنها سموه بكل وضوح في خطاباته في المحافل الإقليمية والدولية المختلفة. كما يقدم الجزء الرابع أيضا من الكتاب التحليل الموضوعي للخطابات لمساعدة الباحثين والمهتمين لتتبع القضايا والموضوعات والمواقف المختلفة لدولة قطر، بأبعادها وتطوراتها من خلال تحليل خطابات قائد مسيرتها التنموية وصانع سياستها الخارجية. وتضمن الجزء الخامس والأخير مدونة خطابات سموّه خلال الفترة المشار إليها، وهدفها أن تتواصل قراءة خطابات سموه وتحليلها وتدوينها على مدى السنين لتكون منهج عمل لدولة قطر وشعبها. واكد السفير الدكتور عبدالعزيز الحر، والدكتور عماد عبداللطيف، والأستاذ سمير حسين البرغوثي، في مقدمة الكتاب على ان خطاب حضرة صاحب السمو تتضمن مبادئ تتماهى مع رؤية قطر 2030، وتركز على القيم الاسلامية التي تعلي قيمة الفرد وحماية حقوق الانسان وتعزيزها، ومبادئ اخرى عديدة. وعلى الصعيد الدولي، تعبر خطابات سمو الأمير عن هموم الامة العربية، بدءا من القضية الفلسطينية، مرورا بالازمات في سوريا وليبيا واليمن وغيرها من الدول العربية، كما عبرت بصدق عن تطلعات المواطن العربي وسعيه نحو السلام والاستقرار وتأمين العيش الكريم، فضلا عن صون السلم والامن الدوليين والسعي لتحقيق التنمية المستدامة كضمانة جوهرية لنشر الخير والعدل وثقافة التسامح بين الشعوب. ودعمها الكامل للمؤسسات والاجهزة الدولية وعلى رأسها الامم المتحدة واهدافها السامية ورسالتها النبيلة. وتضمنت الصفحة الاخيرة من الكتاب مجموعة من المقولات الخالدة المقتطفة من خطابات صاحب السمو، والتي تمثل غايات كبرى منشودة ومنهجا لتحقيق الغايات.