
خبير أممي لـ الشرق: طالبان حريصة على إعادة فتح السفارات في كابول
Al Sharq
أكد البروفيسور دون روندهام، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة سيراكيوز بنيويورك، والعضو السابق بفريق خبراء الأمم المتحدة المفوض بكل من أفغانستان وباكستان أن هناك
أكد البروفيسور دون روندهام، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة سيراكيوز بنيويورك، والعضو السابق بفريق خبراء الأمم المتحدة المفوض بكل من أفغانستان وباكستان أن هناك توقعاً بزيادة التواصل ما بين حركة طالبان والإدارة الأمريكية بصورة أكبر كثيراً مما كانت عليه في السابق، مؤكداً حرص حركة طالبان على طمأنه المجتمع الدولي ومخاطبة الوفود الدبلوماسية الدولية من أجل استمرار فتح سفاراتها في أفغانستان والاعتراف بشرعية حكومتها المقبلة من قبل المجتمع الدولي، وتحمل المسؤولية المشتركة في ملف المساعدات الإنسانية، ذلك في خضم التحديات العديدة التي وجدت طالبان نفسها مسؤولة في ظل اقتصاد دون ملامح حقيقية وأزمات إنسانية وصحية عميقة آخذة في الاتساع، ما يعزز زيادة التنسيق ما بين واشنطن وطالبان لآفاق لا تقتصر عن المجموعة المركزة الحالية والخاصة بعمليات تأمين المطار ومهام الإجلاء، كما اعتبر أيضاً في حديث لـ الشرق أن تحديات الهوية والمخاوف المدنية من حكم طالبان ليست الهم الأكبر ولم تكن الدافع الذي يمكن من خلاله تبرير الوجود الأمريكي خاصة في ظل كون أفغانستان تعاني من تحديات أكبر تتعلق بكونها واحدة من أفقر دول العالم ومقسمة إلى حد كبير وتصارع أزمات إنسانية عميقة ومتصاعدة، كما أكد أن الضربات الأمريكية الأخيرة في المشهد الأفغاني لاستهداف عناصر تنظيم (داعش- خراسان) الذي أبدى مسؤوليته عن تفجيرين إرهابيين في محيط مطار كابول كانت منطقية عسكرية إيفاءً بتعهدات الرئيس بايدن بمعاقبة المتورطين، كما اعتبر ايضاً أن المستقبل الأفغاني من الصعب التكهن به أمام التحديات العديدة المقبلة. ◄ الشرعية الدولية قال البروفيسور دون روندهام: إن زيادة مستوى التنسيق والعلاقات ما بين واشنطن وطالبان خاصة بعد الظروف الأخيرة صار واقعاً فرضته مستجدات الأحداث، فالتواصل لم يقتصر على مجموعة محددة أو بتركيزه على مهمة الإجلاء في مطار كابول حامد كرزاي وحسب؛ حيث تعهد الرئيس بايدن بأن إدارته ستواصل جهودها من أجل إجلاء كافة الرعايا الأمريكيين أو حلفاء أمريكا من الأفغانيين حتى لما بعد رحيل القوات العسكرية الأمريكية في الموعد المقرر أقصاه في 31 من أغسطس الجاري، والأمر الآخر يتوقف على موقف حركة طالبان والتي تسعى بدورها أيضاً أن يكون لديها شرعية دولية وتواصل حكومتها المزمع تشكيلها على الحصول على المساعدات والدعم الدولي. وتكثف حركة طالبان جهودها التشاورية مع الدول الغربية حتى تبقي سفاراتها وقنصلياتها في أفغانستان قيد العمل بما فيهم سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، وكل تلك المؤشرات وما سبقها أيضاً منذ مباحثات الدوحة من الجولات الدبلوماسية لحركة طالبان والتي هدفت لطمأنة بعض العواصم الدولية الفاعلة إزاء سيطرتها التي كانت تتزايد في الولايات الأفغانية، كما تسعى طالبان عبر مباحثات ومشاورات عديدة جرت في العاصمة القطرية الدوحة في أن تبني نوعاً من العلاقات والتواصل مع القادة الأمريكيين سواء في الخارجية أو البنتاغون، خاصة أن رغبة طالبان في الاعتراف الدولي بها لا تنفصل أيضاً عن إدراكهم أخطار الأزمة الإنسانية التي استفحلت في الشهور الماضية وقد تصل إلى ما لا يحمد عقباه أبداً في غضون الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، والاقتصاد الأفغاني مكبل وسط قيود عديدة سواء الحرب الأهلية وفوضى الأسواق ومخاوف الاستثمار الأجنبي وتجميده ومكافحة وباء كورونا وكل تلك المؤشرات التي تجعل من حالة اللادولة أقرب بكثير مما نظن في المشهد الأفغاني، وبكل تأكيد لن تكون أمريكا بمعزل عن تطورات المشهد الأفغاني خاصة بكونها أكبر المانحين ولديها تعهدات تاريخية ما زالت حاضرة تجاه القضايا الإنسانية والمدنية في المجتمع الأفغاني، وهو الأمر الذي يعزز وجود خط تواصل حاضر ومستقبلي ربما يكون مباشراً بين إدارة الرئيس بايدن وسلطة طالبان الحالية وقيادتها الحكومية الجديدة. ◄ رد أمريكي وتابع دون روندهام مؤكدا: إن أمريكا بكل تأكيد كانت بحاجة للرد على التفجيرين الإرهابيين في محيط مطار كابول واللذان أسفرا عن مقتل 85 مدنيا و13 عسكريا أمريكيا وجرح مئات آخرين، وتحقيق ذلك كان من الطبيعي أن يكون الخيار العسكري المطروح هو هجمات الطائرات بدون طيار (درون سترايك) لاستهداف المسؤولين عن هذا العمل الإرهابي، فالحديث عن عملية عسكرية أمريكية لتحقيق ذلك ما عاد ممكنا في ظل تقليص أعداد القوات الأمريكية والتي تركز جل حضورها في مهمة الإجلاء، وأيضاً انهيار الجيش الأفغاني والمؤسسات الاستخباراتية على النحو ذاته، فكانت الضربة الجوية الأمريكية وتعهد بمواصلة مثل تلك الغارات ضد المسؤولين عن هذا التنظيم الإرهابي إيفاءً بتعهدات الرئيس بايدن والذي تحدث وهو منكساً رأسه ناعياً الخسائر في صفوف قواته بمطاردة هؤلاء والقضاء عليهم، وتبدو تلك العمليات أمام القدرة العسكرية العامة وليست المحدودة للجيش الأمريكي فيما يتعلق بقواتها المتواجدة في أفغانستان وتستعد للانسحاب، بمقدرتها بكل تأكيد شن مثل تلك الضربات الجوية وبخاصة أن هذه العناصر الإرهابية لا تمتلك تنظيماً يمكن أن يطلق عليها فليست لديها مقر وقاعدة أو مناطق سيطرة لمواجهتها بل مجموعات صغيرة ربما تستهدف تلك الضربات محاولة إعاقتهم وتكبيل أنشطتهم ولكنها أيضاً لن تمنعهم من مواصلة أنشطتهم الإرهابية، وخاصة أن تنظيم مثل (داعش- خراسان) شن العديد من الهجمات وبخاصة في العام الماضي والأعوام التي سبقته أيضاً، ولم تنجح القوات الأمريكية التي كانت حاضرة بأعداد أكبر ولديها قدرة عسكرية وتنسيق أمني مرتفع في أن تضع حداً لها وتقوض وجودها تماماً، ولهذا كان من الصعب للغاية ألا تقوم أمريكا برد عاجل ولكنه غير كافٍ عموماً إذا ما نظرنا للأفق القريب في أن ينجح في القضاء عليها تماماً. ◄ تحديات عديدة وأوضح الخبير السابق بالأمم المتحدة في أفغانستان: بكل تأكيد الأجواء تبدو سوداوية ومظلمة قليلاً مقارنة بتلك التي كانت حاضرة في 2001 حينما تمت إزاحة طالبان من الحكم، فكانت السعادة غامرة في صفوف نخبة كبيرة من الأفغانيين الذين أذاعوا الموسيقى في الشوارع التي كانت تمنعها طالبان والعديد من القصص الإنسانية المؤلمة حول معاناة الأفغانيين في ظل الحكم السابق لحركة طالبان، ولكن كل تلك التفاصيل الجانبية لم تكن الأساس عموماً ولا يمكن معها تبرير الوجود الأمريكي، فالطريق أمام الأفغانيين لحياة أفضل لا يتوقف عند تلك الشكليات وحسب، فأفغانستان دولة فقيرة للغاية ومنقسمة للغاية أيضاً ولم يكن هناك طريق واضح لبناء اقتصاد مستدام وصناعة تنمية حقيقية أو خلق نظام سياسي مستقر ولكن رحيل القوات الأمريكية كان ضرورياً لإنهاء صفحة الحرب المستمرة منذ 20 عاماً والجميع سئم من مواصلة هذا السيناريو، وكانت هناك تطلعات برحيل القوات الأمريكية أن تتحقق عملية سلام لرسم مستقبل أفغاني أفضل من كل تلك الأعوام التي سبقت الفترة الأولى من حكم طالبان والجميع كان يتطلع لحياة بها بعض المظاهر الطبيعية بعد انجلاء صفحة الحرب المظلمة حسبما يعتقد كثير من الأفغانيين أيضاً. ◄ سيناريوهات المستقبل واختتم دون روندهام تصريحاته موضحاً: إن الواقع الحالي ما زال محيراً والتنبؤ بالمستقبل أيضاً لا يبتعد عن الغموض، فقد نجد مطار كابول المكدس الآن بكل الأحداث من الممكن أن يكون هادئاً تماماً بحلول الأربعاء إذا ما رحلت القوات الأمريكية. قال البروفيسور دون روندهام، إن هناك توقعاً بزيادة التواصل ما بين حركة طالبان والإدارة الأمريكية بصورة أكبر كثيراً مما كانت عليه في السابق، مؤكداً حرص حركة طالبان على طمأنة المجتمع الدولي ومخاطبة الوفود الدبلوماسية الدولية من أجل استمرار فتح سفاراتها في أفغانستان والاعتراف بشرعية حكومتها المقبلة من قبل المجتمع الدولي، وتحمل المسؤولية المشتركة في ملف المساعدات الإنسانية، ذلك في خضم التحديات العديدة التي وجدت طالبان نفسها في مسؤوليتها في ظل اقتصاد دون ملامح حقيقية وأزمات إنسانية وصحية عميقة آخذة في الاتساع، ما يعزز زيادة التنسيق ما بين واشنطن وطالبان لآفاق لا تقتصر عن المجموعة المركزة الحالية والخاصة بعمليات تأمين المطار ومهام الإجلاء، كما اعتبر أيضاً أن تحديات الهوية والمخاوف المدنية من حكم طالبان ليست الهم الأكبر ولم تكن الدافع الذي يمكن من خلاله تبرير الوجود الأمريكي خاصة في ظل كون أفغانستان تعاني من تحديات أكبر تتعلق بكونها واحدة من أفقر دول العالم ومقسمة إلى حد كبير وتصارع أزمات إنسانية عميقة ومتصاعدة، كما أكد أن الضربات الأمريكية الأخيرة في المشهد الأفغاني لاستهداف عناصر تنظيم (داعش- خراسان) الذي أبدى مسؤوليته عن تفجيرين إرهابيين في محيط مطار كابول كانت منطقية عسكرية إيفاءً بتعهدات الرئيس بايدن بمعاقبة المتورطين، كما اعتبر ايضاً أن المستقبل الأفغاني من الصعب التكهن به أمام التحديات العديدة المقبلة.More Related News