خبير أمريكي لـ الشرق: دبلوماسية قطر نجحت في توطيد علاقاتها الأفريقية
Al Sharq
أكد باري تاوسوند خبير الشرق الأوسط بمجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية والسياسة الدولية والزميل غير المقيم بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، أن هناك نشاطاً دبلوماسياً
أكد باري تاوسوند خبير الشرق الأوسط بمجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية والسياسة الدولية والزميل غير المقيم بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، أن هناك نشاطاً دبلوماسياً مهماً قامت به دولة قطر في الفترة الأخيرة، يمكن رصده عبر الزيارات الرسمية لعدد من قادة الدول العربية والإفريقية واللقاءات الدبلوماسية التي جمعت بين ممثلي الدبلوماسية القطرية والحكومات العربية، من شأنه أن يساهم في توطيد العلاقات الإيجابية وتعزيز أفق التعاون المشتركة، معتبراً أن زيارة رئيس الحكومة التونسية الأخيرة إلى قطر نجحت في دورها في توطيد العلاقات، كما استعرض مراحل تطور العلاقات بين الدوحة والقاهرة، والتي شملت مواقف إيجابية عديدة، والتباحث في قضايا إقليمية مهمة مثل الملف الليبي وملف سد النهضة، مثنياً على الثقل الدبلوماسي القطري في أفريقيا ونهج السياسة القطرية الخارجية في الوساطة واحتواء النزاعات والدعم الإنساني، وأهمية دعم قطر لحل أزمة سد النهضة وتقويض سيناريوهات المواجهة المحتملة، موضحاً أن هناك الكثير من الملاحظات الإيجابية التي انعكست على العلاقات القطرية العربية والإفريقية عكستها القمم الدبلوماسية الأخيرة، كما اعتبر أيضاً أن هناك الكثير من التوافق في الأهداف وغايات التنمية سيساهم بدوره في توطيد العلاقات الودية وتشجيع الاستثمارات المشتركة.◄ نجاحات دبلوماسية يقول باري تاوسوند خبير الشرق الأوسط بمجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية لـ "الشرق": إن زيارات وجولات دبلوماسية عديدة شهدتها دولة قطر نوقشت فيها ملفات إقليمية، تم فيها التباحث حول تطوير العمل العربي المشترك وتعميق العلاقات الثنائية، وكان آخرها زيارة رئيس الوزراء التونسي للدوحة، فحسبما أكد دولة السيد هشام المشيشي رئيس الحكومة ووزير الداخلية بالإنابة في الجمهورية التونسية على نجاح الزيارة التي قام بها مؤخراً إلى دولة قطر، وأيضاً الزيارة المهمة التي لفتت الأنظار الدولية لمضامينها وهي زيارة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية إلى مصر والتي اجتمع فيها مع الرئيس المصري والمسؤولين المصريين، وكانت بارقة أمل جديدة من عشرات المؤشرات التي ربطت الدوحة والقاهرة بصورة إيجابية، منذ بيان قمة العلا مطلع العام الجاري، فكانت العلاقات ما بين قطر والسعودية ومصر من بين الأكثر تطوراً وإيجابية للانتقال إلى مرحلة استعادة العلاقات الطبيعية والمضي قدماً نحو المصالح المشتركة والتي هي أساس أي علاقات دولية لاسيما بين الدول التي تجمعها روابط تاريخية وثقافية وتراثية مشتركة، وأيضاً كان للزيارات الرسمية والمحادثات الثنائية التي جمعت بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وقادة أفريقيا دور مهم من أجل مناقشة أهمية تعزيز العلاقات الثنائية والاقتصادية وبحث توقيع عدد من مذكرات التفاهم والوضع العالمي في ظل جائحة كورونا وتوقيع عدد من الاتفاقيات من أجل الترويج المتبادل وحماية الاستثمارات، وهو ما يحقق أهداف التنمية التي تسعى قطر لتحقيقها في القارة السمراء، فساهمت الفترة الأخيرة، عبر زيارات رسمية استقبلت فيها قطر عدداً من الرؤساء الأفريقيين وأيضاً حضور قطري بارز مع قادة أفريقيا، في أن تلعب دورها في توطيد العلاقات الإيجابية التي تجمع بين قطر وأفريقيا ومناقشة القضايا الاقتصادية والإقليمية والسياسية الخاصة بالتعاون القطري على الصعيدين الحكومي والشعبي، والتي شملت المجالات الاستثمارية المشتركة وقطاعات منوعة ما بين الصناعة والتعدين والمناجم والزراعة والنقل والاتصالات والبنية التحتية.◄ جهود دبلوماسية وأكد باري تاوسوند الزميل غير المقيم بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد أن القاهرة والدوحة تبنتا جهوداً دبلوماسية مكثفة نجحت في احتواء التصعيد والوصول إلى هدنة وقف العنف في قطاع غزة، وقد طُرح أيضاً في النقاشات الثنائية بين الدبلوماسيين القطريين والمسؤولين المصريين عدد من القضايا الأفريقية المهمة والمتمثلة في سد النهضة، ويمكن للدوحة والقاهرة الاستفادة بصورة كبيرة من العمل المشترك من أجل حل تلك الأزمة التي لها أبعاد عديدة، فدولة قطر من مصلحتها احتواء الأزمة وتقويض تعقيدها بما يؤثر على العلاقات الأثيوبية مع السودان ومصر معاً وذلك انطلاقاً من جوانب عديدة، أولها أن قطر بصفة عامة لها ثقل دبلوماسي أفريقي منذ مفاوضات دارفور وطرح مبادرات تسوية الخلافات بين عدد من الدول الأفريقية، وأيضاً تتبنى الدوحة سياسة خارجية نشطة في ملفات الوساطة والتهدئة وتحييد النزاعات، كما أن الحفاظ على الاستقرار والعمل على حل أزمة سد النهضة ذلك يعزز المصالح الاستثمارية القطرية والتي توجد في كل من أثيوبيا وأيضاً استثمارات بنحو 4 مليارات دولار في السودان، واستثمارات مهمة في العقارات الفندقية والقطاع المصرفي وأنشطة الطاقة مع مصر، وأهمية تغيير الموقف الحكومي الأثيوبي في ظل الرفض المصري السوداني لأي مساس بحقوقهما المائية لتجنب صراعات غير مستبعدة في قضية الأمن المائي الحيوية خاصة للقاهرة والخرطوم من حيث الضرر الأكبر في الحصة المائية المقدرة لكل منهما، وهناك جانب آخر يعزز تطور العلاقات بين الدوحة والقاهرة على أكثر من مستوى، وهو أن هناك مرحلة جديدة حالية على صعيد الملفات الإقليمية المنخرطة فيها قوى عربية وإقليمية عديدة، تتجاوز في ذلك مناطق الخلاف السابقة التي لم تعد مقاييسها حاضرة مع الواقع الحالي، فمن جانب هناك توجه إيجابي نشط في دفع العلاقات إلى الأمام بين مصر وتركيا يمكن لقطر لعب دور كبير ومؤثر للغاية في تطويره، وذلك على صعيد العلاقات الدبلوماسية العامة أو المنظور الإقليمي لملفات مهمة مثل الملف الليبي، فبكل تأكيد ترغب مصر في تأمين حدودها من أي أخطار في الوضع المؤسسي والهيكلي للجيش الليبي في ظل الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة.◄ تطور العلاقات الإيجابية وأشار باري تاوسوند، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، إلى أنه كان من اللافت أيضاً أن وتيرة العودة للعلاقات الطبيعية بين القاهرة والدوحة كانت سريعة للغاية وتمر بصورة إيجابية، وعموماً هناك حالة عالمية فرضتها جائحة كورونا أثرت بصورة كبيرة على طبيعة الخطط المستقبلية والرؤى الاقتصادية الداخلية للعديد من الدول، وهو ما ظهر في المناقشات المشتركة حول آثار جائحة كورونا على الاقتصادات الناشئة على سبيل المثال، والأمر لا يقتصر على موارد الدول وحسب بل بطبيعة أخرى تتعلق بالحاجة إلى الاستثمار الأجنبي، ففي حين تمتلك قطر مصرفاً كبيراً وشركة عقارية مهمة في مصر، ترغب الحكومة المصرية بكل تأكيد في أن تزيد قطر من استثماراتها الإيجابية بالقاهرة، خاصة مع رؤية الحكومة المصرية التي ترتكز بصورة كبيرة على جذب الاستثمارات الخليجية وأن خطط التنمية التي تضعها الدولة المصرية بالأساس استهدفت الاستثمار الأجنبي وهو ما جعل لجائحة كورونا وتحدياتها الاقتصادية، وضعاً مغايراً تسعى فيه مصر إلى زيادة روابطها الخليجية المؤثرة استثمارياً في خططها للتنمية، وجانب آخر يتعلق بأن قطر تتبنى اتجاها إيجابياً للغاية في تطوير العلاقات مع كافة الدول العربية سواء الخليجية أو الأفريقية واستثمار الجهود الدبلوماسية والاقتصادية لمزيد من المصالح المشتركة والعلاقات المتميزة.◄ مشروعات التنمية واختتم باري تاوسوند تصريحاته لـ الشرق موضحاً أن قطر تسعى في الوقت ذاته إلى مواصلة مشاريع التنمية في أفريقيا من منطلق رؤية قطر للتنمية في القرن الأفريقي والتي شملت أعمال التطوير بمدينة هوبيو الصومالية، وتعتبر الرؤية القطرية للتنمية في أفريقيا إحدى ركائز توطيد علاقات الدوحة بمختف دول القارة السمراء؛ حيث تعز قطر استثماراتها في جميع أنحاء المنطقة، وبرز ذلك في تطوير الموانئ الأفريقية كمراكز لوجستية للنقل إلى ميناء حمد لزيادة توصيل المساعدات القطرية الإنسانية إلى مناطق عديدة بالقارة السمراء، كما أن قطر أكدت لأكثر من مرة أنها تتمتع ودول شرق أفريقيا بعلاقات وثيقة ومتميزة قائمة على الروابط التاريخية ورغبة مشتركة في تحقيق الرخاء الاقتصادي والتعليمي والاجتماعي لشعوب المنطقة، وهنا جاء دور صندوق قطر للتنمية، الذي قدم منحا وقروضا ميسرة لدول شرق أفريقيا تجاوزت حسب التقديرات الأخيرة 4 مليارات دولار على مدار الأعوام الأخيرة، كما تجمع قطر والصومال علاقات إيجابية مميزة تجاوزت هجمات إرهابية استهدفت التأثير على العلاقات الإيجابية، والتي تتبنى فيها قطر موقفاً داعماً للعديد من الدول الإفريقية نحو الاستقرار والتطلع إلى مواصلة تعزيز وتعميق التعاون في التجارة والتنمية والقطاعات الأخرى.More Related News