![خبير أمريكي: قطر تدعم أفغانستان بتشغيل المطارات](https://al-sharq.com/get/maximage/20210529_1622236646-864.jpeg)
خبير أمريكي: قطر تدعم أفغانستان بتشغيل المطارات
Al Sharq
أكد البروفيسور رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه، أن تأكيد نائب رئيس الوزراء ورئيس اللجنة الاقتصادية الأفغانية الملا عبد
أكد البروفيسور رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط وأستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه، أن تأكيد نائب رئيس الوزراء ورئيس اللجنة الاقتصادية الأفغانية الملا عبد الغني بردار على وزارة الخارجية الأفغانية بتحديد موعد نهائي لتوقيع عقد مطار كابول مع دولة قطر، سيتم من خلاله تسليم إدارة مطار كابول الدولي وأربعة مطارات أخرى في أفغانستان إلى قطر وتركيا، جاء عبر اجتماعات ومشاورات جمعت مسؤولين قطريين وأتراكا والمسؤولين بطالبان للتفاوض على صيغة للتعاقد عقب الاتفاق الرسمي المعلن مع شركات من القطاع الخاص في قطر وتركيا لتشغيل مطار العاصمة الأفغانية مع الحكومة الانتقالية التي تحكم البلاد حاليا بأفغانستان، ومنها بدء تسليم وتشغيل مطار حامد كرزاي الدولي بكابول عبر الصيغة التعاقدية التي شملت الخدمات والمطالب الأمنية، وتكتسب أهمية مطار حامد كرزاي الدولي بكابول في كونه الرابط الجوي الرئيسي لأفغانستان بالعالم في وقت يواجه فيه الملايين في الدولة أخطارا إنسانية عديدة خاصة في فصل شتاء قارس البرودة، وكانت شركتان قطرية وتركية وقعتا مذكرة تفاهم بشأن إدارة خمسة مطارات في أفغانستان، من بينها مطار حامد كرزاي، وفي هذا الإطار تم تقديم مقترح للحكومة المؤقتة لأفغانستان عبر عروض مشتركة بتنسيق بين موفدي الدوحة وأنقرة، ومناقشة القضية المهمة والتي نتج عنها اتفاق شراكة قطرية تركية في إدارة وتأمين المطارات الأفغانية، كما تأتي خطوة الجدول الزمني النهائي لتوقيع العقود في صالح الأطراف المنخرطة وتكتسب قطر فضلاً كبيراً في تحقيق تلك الخطوة في ضوء الدور المحوري الذي لعبته قطر في أكثر من ملف على الصعيد الأفغاني لاسيما في المساعدة على تشغيل مطار كابول والمساعدات الإنسانية واللوجستية. ◄ تعاقدات مهمة يقول البروفيسور رافيل شانيسكي: إن الحكومة الأفغانية تقوم حالياً بتسهيل منح تأشيرات دخول للمستثمرين الأجانب إلى أفغانستان، مع العلم أن قطر تقدم خدمات فنية في تشغيل مطار كابول الرئيسي تحديداً ولكن تلك المساعدة تأتي دون تعاقد حتى الآن، فإبرام العقود وتوقيعها سيجنب الاقتصاد الأفغاني خسارة الملايين من الدولارات؛ حيث إن الاتفاق يحمل صيغة تسمح لشركات القطاع الخاص في قطر وتركيا بالالتزام بالمعايير الدولية التي فرضتها لجان النقل الجوي والمؤسسات الدولية والشركات الكبرى ووضعتها كشروط لتسيير رحلاتها إلى أفغانستان، وفور توقيع الاتفاق ستكون المطارات الأفغانية وجهة لعشرات الرحلات الجوية وتتمكن من الدخول والخروج من مؤشر الخطر الخاص بالطيران المرتبط بالبلاد، ما يساهم بكل تأكيد في مرونة في وصول المساعدات الإنسانية واستعادة الاستقرار وتسيير الأعمال والأنشطة وغيرها من المكاسب الإيجابية التي ستدخل الملايين لخزينة الدولة الأفغانية التي تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة. ◄ مسارات التفاوض ويتابع البروفيسور رافيل شانيسكي، أستاذ السياسة الدولية بجامعة يوتاه في تصريحاته لـ الشرق: بكل تأكيد جاءت المساعدة القطرية وفق التصور الإيجابي بوجود حاجة لتقديم الدعم الكافي والمفتقد في الخدمات اللوجستية الخاصة بتشغيل المطارات؛ حيث إن العديد من الكوادر الأفغانية خرجت بالأساس من البلاد ما زاد من مهمة حكم البلاد الأفغانية تعقيداً وهو أمر أوضحته طالبان وأكدته الخطابات الدولية من وجود أزمة حقيقية في نزوح العقول المفكرة والمبتكرة بصورة تضر المشهد الأفغاني الذي في أمسّ الحاجة للمساعدة الدولية والأممية أمام تحديات عديدة، وكان من بين القضايا التي لم تكن تحتمل التأجيل هو الأوضاع الخاصة بمطار كابول الرئيسي والذي قدمت فيه قطر دوراً رئيسياً محموداً ويحظى بالتقدير الكبير من كافة الجبهات المنخرطة، فالمساعدات القطرية جاءت انطلاقاً من دور تنسيقي تضامني يؤمن في أن تجميد وتعطيل العودة للحياة الطبيعية يضر الأطراف كافة، ورغم النفوذ الهائل لمطار كابول الإستراتيجي إلا أن قطر في موضع ثقة عالمي يجعل أدوارها في هذا الصدد تطوعية تضامنية منها وحتى فيما يتعلق بدورها المهم في عمليات الإجلاء، فالدبلوماسية القطرية قدمت كل ما تستطيع من أجل أن تكون على قدر اللحظة التاريخية الحاسمة للحفاظ على حياة آلاف الأرواح ودعم كافة مبادرات تخفيف التوترات ونزع فتيل الأزمات في مواقف لن تنسى من الأطراف كافة، وكانت المباحثات التي استمرت على مدار الفترة الماضية منذ نهاية العام الماضي وأعقبها اتفاقيات وقعت بين شركات خاصة قطرية - تركية بشأن تشغيل مطارات أفغانستان، من الحلول الإيجابية المهمة التي من المتوقع أن تكون جديرة بالنقاش مع الحكومة الانتقالية في أفغانستان والتي تجمعها مع قطر علاقات تقدير واحترام لدورها الإنساني واستضافتها لمكاتب حركة طالبان والمفاوضات مع المجتمع الغربي وغيرها من الملفات الكثيرة التي لعبت فيها قطر دوراً حيوياً في المشهد الأفغاني على أكثر من صعيد مختلف، وأيضاً البحث التركي الإيجابي عن مواصلة دورها الذي كان متميزاً بالشراكة مع الناتو في الملف الأفغاني وتقديم خدماتها عبر القطاع الخاص في أدوار مهمة وحساسة تحتاج للثقة التي يمكن بناؤها مع قطر وتركيا من وجهة نظر الحكومة الانتقالية بأفغانستان ولكن المباحثات شملت ما سيجري في سياق التفاوض بشأن التنظيم اللوجيستي ومساحة الإشراف وما يتعلق بفصل خدمات التأمين السيادية عن مهام التشغيل المدنية للمطارات الخمس والتنسيق الإيجابي في هذا الصدد. ◄ جوانب مهمة واختتم البروفيسور رافيل شانيسكي، خبير شؤون الشرق الأوسط، تصريحاته قائلاً: إن كثيرا من المفاوضات عموماً جرت فيما يتعلق بتأمين مطار حامد كرزاي الدولي مع رفض الحكومة الانتقالية لحركة طالبان لتواجد أي قوات أجنبية بالبلاد، ولكن ارتبطت المحادثات بما يتعلق بشأن إدارة القضايا الفنية للمطارات الأفغانية ذلك عبر مباحثات مستمرة تجمع وفدي قطر وتركيا مع كابول، ومن المتوقع انفراجة كبرى في الخطوط الرئيسية في الخمسة عشر يوما المقبلة، وليس هناك تعقيدات على ما يتعلق بالخدمات الفنية في تشغيل المطار واستقدام الخبرات الدولية والتعاون مع الشركات الرائدة عالمياً ولكن هناك تفاصيل كان يتم التناقش حولها حول القوات التأمينية والسيادة الجوية ومنظومة مراقبة الطائرات والركاب والخدمات الأرضية، وكل هذا تم النقاش حوله عقب الاتفاق الموقع بين قطر وتركيا وحكومة كابول بشأن تشكيل لجان فنية لتقديم المقترحات التي ستضمها العقود النهائية، نظراً لحاجة الحكومة الانتقالية لتفعيل أدوار مطاراتها المدنية بصفة يكون لها الاستقلالية التي تعيد ثقة المؤسسات الدولية ودول المجتمع الغربي في العمليات الخاصة بالمساعدات الإنسانية التي تعد أفغانستان بأمسّ الحاجة لها، كل هذا يستوجب بعض المرونة من الجميع فالأمر لا يتوقف على الأموال والمساعدات الإنسانية وحدها بل بتوقيتها ووصولها بالفعل إلى مستحقيها، والنقاش مع طالبان بشأن تنسيق وصول المساعدات للوكالات الإنسانية بأفغانستان مطلوب وحيوي، والجميع يدرك الأخطار الإنسانية المرتبطة بتفاقم عمليات النزوح والتي امتدت لتشمل 2 مليون أفغاني يعانون من غياب المأوى والمجاعة والبطالة وتفشي الأمراض، وتسعى حركة طالبان إلى مساعدات المجتمع الدولي والغربي الإنسانية حتى لا تتفاقم الأزمات أمام واقع لجوء جديد مثل الواقع السوري وتبعات ذلك تجاه سياسات غربية أوروبية باتت غير متسامحة مع سياسات الباب المفتوح، ولكن الأزمة الإنسانية ستأكل أفغانستان من الداخل قبل أن تؤثر على أوروبا، وهؤلاء المواطنين لديهم الحق في الحياة الكريمة الآمنة بدلاً من عرض مأساتهم بأنها ذات ضرر خارجي غير مباشر وضرورة معالجة الأضرار المباشرة بصفة رئيسية أولاً، وتهدف تلك الخطوات أيضاً أن تحقق عامل المرونة الإيجابي وإعطاء دفعة رئيسية لاستعادة الثقة الغربية التي تعاني الكثير من الضرر تجاه السلطة الحالية في أفغانستان بكل تأكيد.