خبيران: اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية تسهم في تهدئة أسعار الغذاء عالميا والحد من الجوع
Al Sharq
الدوحة في 02 أغسطس /قنا/ أبحرت أول سفينة محملة بالحبوب الغذائية من ميناء /أوديسا/ الأوكراني، أمس /الإثنين/، تنفيذا لاتفاق إسطنبول الذي نجحت فيه الوساطة التركية والأممية
الدوحة في 02 أغسطس /قنا/ أبحرت أول سفينة محملة بالحبوب الغذائية من ميناء /أوديسا/ الأوكراني، أمس /الإثنين/، تنفيذا لاتفاق إسطنبول الذي نجحت فيه الوساطة التركية والأممية في إقناع روسيا وأوكرانيا بالتوقيع على اتفاق لإعادة فتح موانئ أوكرانيا وشحن الحبوب عبر البحر الأسود. وتوقع خبراء أن ينعكس اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية إيجابا على تهدئة أسعار الغذاء عالميا، وعلى الدول التي تعاني من أزمات غذائية في المنطقة بشكل خاص، إضافة إلى تحقيق معادلة رابحة للجميع، فأوكرانيا ستجني عوائد مالية في حاجة إليها، وروسيا ستحقق مكاسب اقتصادية وسياسية فيما يتعلق باستثناء منتجاتها الزراعية والأسمدة من العقوبات الغربية، فضلا عن تأكيد ما تقول بأنها لم تحاصر الموانئ الأوكرانية لمنع التصدير، أما تركيا فقد نجحت دبلوماسيا في تتويج اتفاق يسهم عالميا في الحد من الجوع مما يعزز من فرص نجاحها كوسيط فاعل في تسوية الحرب في أوكرانيا، كما تمتد الاستفادة لجميع مشتري الغذاء الأوكراني في كافة أنحاء العالم. وافتتحت تركيا في 27 يوليو الماضي، مركز التنسيق المشترك في إسطنبول لمراقبة تنفيذ عملية شحن الحبوب العالقة من الموانئ الأوكرانية، وذلك بمشاركة ممثلين عسكريين روس وأوكرانيين وبحضور ممثلين من الأمم المتحدة، بهدف تأمين إخراج ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق العالمية. ويسري الاتفاق 120 يوما قابلة للتمديد، فيما يسمح بتصدير ما بين 20 و25 مليون طن من الحبوب من ثلاثة موانئ في مقاطعة أوديسا جنوبي أوكرانيا. وقال السيد ناصر أحمد الخلف الخبير الزراعي والمدير التنفيذي لمزرعة /أجريكو/، إن نجاح صفقة الاتفاق في تهدئة أسعار الغذاء والحد من الجوع يعتمد على طريقة التنفيذ، ففي حال وضع برنامج واضح يشمل استلام المخزون وتعبئة السفن ورقابتها ووجهات التصدير وطرائق التوزيع للدول وأسعار البيع فإن الكمية المعلن عنها ستنعكس بالإيجاب على تهدئة أسعار الغذاء ويمكن أن تسهم بجانب عوامل أخرى في الحد من أزمة الغذاء العالمية. وأضاف، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن الحرب في أوكرانيا ألقت بمزيد من التداعيات على قطاع الأغذية العالمي، لاسيما وأن روسيا وأوكرانيا تعتبران من كبار منتجي ومصدري الغذاء في العالم، ولذا فإن حدوث أي تسوية للحرب أو معالجة الوضع بما يسمح بتصدير الحبوب سيكون له أثر جيد على تخفيض أسعار الغذاء ووصوله إلى الدول الأكثر فقرا، خاصة وأن الكمية المعدة للتصدير تتراوح بين 20 و25 مليون طن وهي كمية كبيرة ذات وزن على المستوى الغذائي العالمي. وتساءل الخلف عما إذا كانت المنتجات الزراعية من الحبوب والزيوت ستوزع بعدالة بين دول العالم، مشيرا إلى أنه في حال تم ذلك بشكل منصف وحصول الدول الفقيرة والنامية على حصتها فإن ذلك بلا شك سيكون له أثر كبير في تهدئة أسعار الغذاء والحد من الجوع، أما في حال استحوذت عليه الدول الغنية التي تمتلك الأموال والنفوذ والمضي على ذات طرائق الحصول على لقاحات فيروس كورونا /كوفيد-19/ فإن ذلك لا يحدث التأثير المطلوب في مستويات الأسعار فضلا عن أنه سيضع المنظومة الدولية في اختبار أخلاقي لتأكيد مدى قدرتها على التوزيع العادل للحبوب الغذائية خاصة وأن دوافع الاتفاق أتت بشكل رئيسي من حاجة الدول الفقيرة التي يفتك بها الجوع للمنتجات الغذائية. وفي 22 يوليو الماضي، جرت في /إسطنبول/، مراسم توقيع "وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية" بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة.. ويضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود إلى العالم. بدوره، رجح السيد عبدالعزيز العمادي رجل الأعمال والنائب السابق لرئيس غرفة قطر، تأثير الاتفاق والضغط ولو جزئيا على أسعار الغذاء، لافتا إلى أن أسعار القمح تراجعت بحوالي 5 بالمئة بعد توقيع اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية، وفي حال مضت عملية التصدير بنجاح كما خطط لها فإنها ستحدث التأثير المطلوب على الأسعار. وأفاد في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، بأن الدول العربية ستكون ضمن المستفيدين من تصدير الحبوب الأوكرانية، خاصة إذا التزمت أوكرانيا بالتعامل مع شركائها قبل الحرب ، مشيرا إلى أن العديد من دول المنطقة تعتمد بشكل رئيسي في الحصول على وارداتها الغذائية من القمح والزيوت على أوكرانيا وروسيا وبالتالي مرشحة للحصول على حصتها من الاتفاقية. وأكد وزير الخارجية الأوكراني ديميتري كوليبا، أن استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية للمرة الأولى يشكل "انفراجا للعالم"، قائلا في تغريدة له "إنه يوم انفراج بالنسبة للعالم، وخصوصا بالنسبة لأصدقائنا في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا"، مضيفا "لطالما كانت أوكرانيا شريكا يمكن الاعتماد عليه وستبقى كذلك إذا احترمت روسيا التزاماتها في الاتفاق". وقال برنامج الأغذية العالمي إنه متفائل بشأن صفقة تصدير المنتجات الغذائية وإعادة فتح الموانئ الأوكرانية، لكنه حذر من أن الاتفاق وحده لن يحل أزمة الغذاء العالمية، حتى لو نفذ تنفيذا فعالا. وتعتبر أوكرانيا من مزودي العالم بالغذاء فهي رابع دولة مصدرة للقمح عالميا وتنتج حوالي 9 بالمئة من الإنتاج العالمي، إضافة إلى نحو 16 بالمئة من إنتاج الذرة، وحوالي 42 بالمئة من الإنتاج العالمي من زيت عباد الشمس بحسب بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة /الفاو/. وتمثل صادرات أوكرانيا أهمية كبرى للبلدان المعرضة لشح الغذاء في إفريقيا وآسيا وبعض الدول في منطقة الشرق الأوسط. ورحب السيد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بإبحار أول سفينة محملة بأطنان من الحبوب، منذ 26 فبراير الماضي، معربا عن أمله "أن تكون هذه الأولى من بين العديد من السفن التجارية التي تتحرك بما يتماشى مع المبادرة التي تم التوقيع عليها، وأن ذلك سيجلب الاستقرار والإغاثة اللذين تمس الحاجة إليهما للأمن الغذائي العالمي، خاصة في السياقات الإنسانية الأكثر هشاشة"، مشيرا إلى أن ضمان نقل الحبوب والمواد الغذائية المتوفرة إلى الأسواق العالمية يعد "واجبا إنسانيا". كما رحب الاتحاد الأوروبي بالخطوة معتبرا أنها "خطوة أولى مرحب بها" للتخفيف من أزمة الغذاء الناجمة عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ومتطلعا إلى "التنفيذ الكامل للاتفاق".