خبيران أمريكيان لـ الشرق: الكونغرس يقدر دور قطر بدعم السلام في فلسطين
Al Sharq
أكد النائب السابق لمستشار الأمن القومي الأمريكي بين رودس، والباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد آندي تريفور أهمية تحليل واقع أحداث غزة الأخيرة
أكد النائب السابق لمستشار الأمن القومي الأمريكي بين رودس، والباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد آندي تريفور أهمية تحليل واقع أحداث غزة الأخيرة في ضوء تغيرات مهمة ارتبطت بموقف السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل، ووجود حراك قوي بالكونغرس لنقد التجاوزات الإسرائيلية بصورة علنية مثل ضغوطاً حقيقية على الإدارة في عدم التعامل مع إسرائيل بنفس المنطق القديم وتقديم الدعم غير المشروط والتصريحات المشجعة للعدوان تحت ذريعة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وأشارا إلى أن أصوات نواب الكونغرس بغرفتيه النواب والشيوخ وبكلا الحزبين ولكن بصورة أكبر من الحزب الديمقراطي، يكشف تجاوز الحسابات الانتخابية إلى النظر بصدق إلى المعاناة الفلسطينية الحقيقية. وأكدا على أهمية دور قطر في دعم مبادرات السلام بفلسطين والتي تحظى بتقدير أمريكي دائم بالكونغرس ودور المساعدات القطرية المهمة في تقويض آثار العدوان على قطاع غزة وتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، وأوضحا ضرورة تبني حراك قوي بالكونغرس لدعم خيار حل الدولتين وإعطاء الفلسطينيين حقوق المواطنة المشروعة والتراجع عن القرارات الخاطئة بتقليص مبادرات التمويل والدعم، وتفعيل دبلوماسية نشطة تعيد الثقة المفقودة لدى الفلسطينيين جراء السياسات السابقة.◄ تحول تاريخي وقال بين رودس النائب السابق لمستشار الأمن القومي الأمريكي والمسؤول السابق بالخارجية والبيت الأبيض، إن هناك تغيرا عاما في توجيه النقد الأمريكي بصورة علانية تجاه إسرائيل، ويكشف التحول الكبير في مواقف الكونغرس وصانعي السياسات، حيث أكدت أليكساندريا أوكاسيو كورتيز، النائبة البارزة بالكونغرس الأمريكي وأحد الأصوات القوية بالحزب الديمقراطي الأمريكي، إنه دائماً ما كان هناك تعليق ثابت في الكونغرس فيما يتعلق بالتعرض للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع أي أحداث تصعيد جديدة، وهو أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"، وهذا المنطق كانت من بين أمراض الموقف الأمريكي والذي كان منحازاً في مجمله لإسرائيل، لكن في المقابل هل يمكننا أن نقدم طرحا آخر وهو إذا كان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، فلماذا ليس للفلسطينيين الحق في النجاة والبقاء على قيد الحياة؟، ويعد هذا الموقف المهم والذي مثله عشرات النواب من كلا الحزبين بكلا المجلسين بالكونغرس، بالأحرى يحمل الكونغرس والإدارة الأمريكية مسؤولية حقيقية تجاه المعاناة الفلسطينية، كما يطرح جانبا آخر من ضرورة تحول السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، فبات من الصعب في ظل وجود هذا الضغط والتحول المهم في التفكير والمواقف لدى عدد من الأعضاء البارزين والمؤثرين بنواب الحزب الديمقراطي الأمريكي في الكونغرس، أن يتم التعامل الأمريكي سياسياً مع إسرائيل بنفس المنطق القديم بتقديم دعم غير مشروط إلى إسرائيل وتشجيع عمليات القصف الإسرائيلية تحت مسمى الدفاع عن أراضيها وحسب، وعموماً يجب أن نرصد ملامح التحول في مقارنة أحداث غزة في عمليات القصف السابقة، ومدى التغير والتحول الهائل من قبل أعضاء مؤثرين في السياسة الأمريكية والكونغرس في أن ينتقدوا بل ويجرموا علانية تلك الاعتداءات التي راح ضحيتها مئات المدنيين، وأن يكون للقضية الفلسطينية أصوات تدافع عنها من منطق إنساني وليس بتوجهات انتخابية دائماً ما كانت مؤثرة على الكونغرس في السابق، فالموقف كان مغايراً تماماً إبان إدارة أوباما على سبيل المثال فيما يتعلق بمناقشة أعضاء الكونغرس للقضايا والقرارات التي تتعلق بإسرائيل، صحيح أنه كان يبدو مظاهر استياء وبعض ملامح المعارضة، ولكن المعارضة العلانية في جلسات الكونغرس، وتقديم طرح مغاير للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يتجاوز حسابات آيباك ولجان دعمها الانتخابية وينظر بصدق إلى المعاناة التي يعايشها الفلسطينيون لاسيما في قطاع غزة، فهو تحول مختلف بكل المقاييس وكان من بين أسباب الضغط على إدارة بايدن حينما تصاعدت الأحداث الأخيرة.◄ مواقف حاسمة قال آندي تريفور، الباحث بشؤون الشرق الأوسط بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، والباحث في الدراسات الأمنية والسياسية بجامعة إلينوي: إن موقف قطر كان إيجابيا وداعما للقضية الفلسطينية والدعوات إلى هدنة ووقف إطلاق نار كان لها أهميتها في الاتفاق الذي تم الوصول إليه من أجل احتواء التصعيد، وفي هذا الصدد يجب ذكر المساعدات القطرية الدائمة والتي كان لها دورها في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، وهو دور لا ينقطع عن المواقف القطرية الثمينة لتخفيف التوترات الإقليمية ومبادرات وقف العنف، والدعم القطري المتواصل للمواطنين الفلسطينيين التي برزت بقوة حتى من قبل حصار غزة في عام 2014، فتم تقديم العديد من الأموال بلغت إلى أكثر من مليار دولار من أجل إعادة البناء والمنح الخاصة لدعم الأسر الفلسطينية، وأيضاً مهمات إعادة البناء التي شملت مشاريع الطاقة والصحة وذلك من أجل تخفيف المصاعب الاقتصادية والمساعدة في تهدئة التوترات على طول الحدود مع إسرائيل، كما قدمت قطر أكثر من 150 مليون دولار في عام 2019 لشراء الوقود لمحطة الطاقة الوحيدة في غزة وتوفير المساعدات النقدية الشهرية لنحو 70،000 من سكان القطاع، وبكل تأكيد كان للدعم القطري دوراً مهماً في تهدئة المصاعب الاقتصادية الداخلية في غزة وتعد التبرعات القطرية وسيلة لتقويض الأزمات الإنسانية في قطاع غزة جراء عمليات القصف الأخيرة، وتأتي أهمية تلك المساعدات لتكون ضرورية وحاسمة لتهدئة الأوضاع في فلسطين، حيث انخفض التمويل الأمريكي للفلسطينيين سنويا منذ عام 2012، وتحت الإدارة الأمريكية السابقة في عهد الرئيس ترامب، توقف التمويل بالكامل تقريباً، وقد كان الانخفاض يتفاقم بصفة عامة، كما يحظى موقف قطر بتقدير من الكونغرس الأمريكي يقدر خاصة في التشريعات التي يعدها الكونغرس والخاصة بسبل التمويل والإنفاق للمستشفيات في القدس الشرقية وتعزيز مبادرات السلام في فلسطين، خاصة مع وقف وتراجع برامج التمويل الأمريكي للفلسطينيين واستخدامها من إدارة ترامب لقبول صفقة القرن التي تم رفضها من الجانب الفلسطيني، وغزة بحاجة الآن لكل عناصر الدعم الممكنة جراء القصف الذي جعل جميع قاطني القطاع يعانون من ظروف معيشية صعبة والوضع فيها بات أكثر سوءاً.◄ أسباب الغضب وأوضح تريفور، ان مواصلة القمع المطبق والحصار في قطاع غزة ومواصلة عمليات التهجير القسري والتي جرت في حي الشيخ جراح والقدس الشرقية، مع تفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة لساكني القطاع، قد ساهم في تجدد موجات المقاومة التي حركتها أيضاً ظروف سياسية متزامنة تعلقت بوقف المساعدات الأمريكية وتقويض بعض برامج تمويل ودعم غزة والتي جعلت ظروف القطاع مأساوية، فقد حرم الشعب الفلسطيني من الكثير من المساعدات التي كان في حاجة واضحة إليها، وتم تقويض المصالح الأمريكية في كلا الجانبين، حيث إن إغلاق برامج التمويل الضخمة ترك مشاريع البنية التحتية-بما في ذلك المياه والطرق-غير مكتملة وكذا المساعدات الغذائية الحيوية والبرامج الصحية والصرف الصحي التي أصبح الشعب الفلسطيني، ولا سيما للأشخاص المعرضين للخطر في غزة، يعتمدون عليها في تلبية احتياجاتهم الأساسية، كما ساهمت تلك السياسات خاصة منذ خطة كوشنر الفاشلة في تعقيد العلاقة الأمريكية مع السلطة الفلسطينية وتقويض الجهود الإصلاحية بالكامل.◄ حل الدولتين وأوضح آندي تريفور: إن حل الدولتين هو السبيل لإعطاء الفلسطينيين حقهم كمواطنين متكافئين، وينبغي على الكونغرس بكافة أعضائه في مجلسي الشيوخ والنواب زيادة مستويات المساعدة، والأهم من ذلك، مساءلة الإدارة عن إنفاق الأموال التي حصلت عليها، فقد أثبتت المقاومة الحزبية الديمقراطية القوية فعاليتها في الضغط على الإدارة من أجل إعلان وقف إطلاق النار، وفي الوقت نفسه، يجب أن تكون الإدارة الأمريكية على علم بأهمية الدفاع عن الحقوق والتخلي عن سياسات التجاهل وغض الطرف والانحياز الذي كان مطلقاً في السابق إلى إسرائيل؛ حيث إنه إذا كانت الولايات المتحدة تنوي اتباع إستراتيجية جادة موجهة نحو دفع عجلة التقدم بين الطرفين، فالمساعدات أمر ضروري وحاسم من أجل تحقيق ذلك، وعلى الرغم من أنه من غير المرجح أن يتحقق السلام على المدى القصير، فلن يكون السلام ممكنا بأي حال من الأحوال بدون وجود مجتمع فلسطيني صحي وقوي وشعب فلسطيني لديه ما يحتاجه من أساسيات الحياة.◄ خطوات بارزة وأوضح تريفور أنه من بين أكثر الإجراءات التي عقدت المشهد الفلسطيني بالكامل؛ تعليق المساعدات الأمريكية التاريخية للفلسطينيين، فبغض النظر عن المدى البعيد، فإذا كان حل الدولتين الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة ممكنا على الإطلاق، فسيحتاج الشعب الفلسطيني إلى دعم أمريكا الملموس، وقد قام الكونغرس باتخاذ خطوة بارزة لمحاولة إحياء بعض تلك المساعدة الهامة لكن سيتعين القيام بالمزيد، فتاريخياً كانت الولايات المتحدة أكبر متبرع للفلسطينيين، رغم أن دعمها لم يكن بدون جدل أو خيبات أمل، على الرغم من فشل التمويل في تحقيق السلام الذي سعى إليه في البداية، إلا أنه ما زال يفيد جميع الأطراف، فعبر تلك المساعدات، تمكن الفلسطينيون من بناء الملامح الرئيسية للدولة، بما في ذلك سلطة حكومية، وبناء بنية تحتية حيوية، وجمعت البرامج المدعومة بالمعونات الجانبين وعززت الأصوات المعتدلة في مواجهة ضغوط متزايدة من المتطرفين، ولكن المنهج تغير كثيراً في الأعوام الأخيرة وفي ظل الإدارة السابقة، ما ساهم في تعقيد الأوضاع واندلاع العنف وتدمير القصف الإسرائيلي لمراكز حيوية في البنية التحتية لقطاع غزة.More Related News