خبراء لـ الشرق: مجمعات سكن مشجعي المونديال تنعش السوق العقاري
Al Sharq
نشرت وكالة بلومبيرغ تقريراً تحدثت فيه عن رسم خريطة جديدة لقطاع العقارات في قطر خلال العام الحالي، حيث أدت العديد من العوامل إلى تغيير ملامح سوق العقارات في الدولة
نشرت وكالة بلومبيرغ تقريراً تحدثت فيه عن رسم خريطة جديدة لقطاع العقارات في قطر خلال العام الحالي، حيث أدت العديد من العوامل إلى تغيير ملامح سوق العقارات في الدولة خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي ارتفع فيها الطلب بشكل كبير على الشقق السكنية في البلاد، في ظل حجز العديد من المباني والمجمعات السكنية لمشجعي المنتخبات المشاركة في النسخة الثانية والعشرين من مونديال كرة القدم في قطر لأول مرة في تاريخ الدول العربية، والذين من المرتقب أن يتجاوز عددهم في الفترة ما بين شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين المليون زائر، بحسب العديد من الدراسات التي طرحتها مختلف الجهات. طفرة السوق وأكد التقرير على أن الوضع الحالي أدى بشكل مباشر إلى تقليص دائرة الخيارات الموجودة أمام المؤجرين المحليين خلال هذه الفترة، ولعب دور كبير في الرفع من قيمة الإيجارات في الدوحة وباقي المدن الأخرى بنسب مختلفة تصل في أقصاها إلى 40 %، الأمر الذي شكل طفرة في السوق القطري للعقارات الذي شهد طيلة الأعوام المنصرمة استقرارا في أثمان الإيجارات، مستندا في ذلك إلى البيانات التي جمعتها شركة "ValuStrat" في الربع الأول من العام الجاري، والتي كشفت من خلالها عن تسجيل ارتفاع بقدر بـ 3.3 % في ذات المرحلة، في منطقة اللؤلؤة التي تعتبر الملاذ الأول لأصحاب الدخل الكبير والمسؤولين عن الشركات في قطر. تغيرات مؤقتة وتابع التقرير بالإشارة إلى الأسعار القديمة في هذه المنطقة، والتي لم تكن تتجاوز قيمة الشقة فيها العام الماضي 8 آلاف ريال قطري كمبلغ شهري، بينما أجرت مع بداية 2022 بحوالي 9500 ريال قطري، على أن تصل قيمتها إلى ألف دولار لليلة الواحدة خلال احتضان قطر لفعاليات كأس العالم في الفترة ما بين شهري نوفمبر وديسمبر القادمين، مشيرا إلى وقتية هذه التغيرات التي من المتوقع اعتدالها بالإيجاب لمصلحة المؤجرين بعد نهاية المونديال، وذلك حسب تصريحات السيد جوزيف أبراهام الرئيس التنفيذي للبنك التجاري، التي قال فيها إن الارتفاعات الخاصة بإيجار العقارات ترجع في الأساس إلى تضاعف الطلب عليها بسبب كأس العالم، منتظرا استقرار الأوضاع بعد نهاية المونديال. وتعليقا منهم على ما جاء في التقرير قال عدد من الخبراء إن ارتفاع أسعار قيمة إيجار العقارات في هذه الفترة بالذات كان منتظرا، بالنظر إلى ارتفاع الطلب على المجمعات والشقق السكنية مع توافد زوار قطر من مشجعي المنتخبات المشاركة في النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم لكرة القدم التي ستحتضنها الدوحة شهر نوفمبر المقبل، مقدرين نسبة زيادة الأسعار في البلاد بحوالي 12 % بشكل عام، وذلك في المدن والمناطق ذات المميزات الكثيرة والقريبة من الملاعب التي ستقام عليها مباريات هذه البطولة. في حين وصف البعض الآخر منهم الفترة الحالية بالفرصة المثالية لأصحاب العقارات من أجل الحصول على أرباح تاريخية يصعب بلوغها في المستقبل، وبالأخص في المجمعات السكنية القريبة من الاستادات المونديالية، والتي ستبلغ قيمة إيجارها مستويات عالية جدا في الفترة ما بين شهري نوفمبر وديسمبر القادمين، مشيرين إلى أن الارتفاعات المسجلة في قيمة تأجير العقارات محليا، هي تغيرات مربوطة بالبطولة، التي سيتم التوجه بعدها إلى مرحلة تصحيحية قد تمتد لسنة كاملة، ستتراجع فيها الأثمان بشكل ملحوظ لغاية الوصول إلى الحدود التي كانت عليها في الفترة السابقة، والتي من المنتظر أن تستقر عندها بشكل يتماشى والقدرات المالية لمختلف الشرائح في الدولة. زيادة متوقعة وفي حديثه لـ الشرق قال ناصر الأنصاري إن الزيادة في أسعار إيجارات العقارات في هذه الفترة بالذات كانت منتظرة ومنذ مدة، مرجعا ذلك إلى العديد من المعطيات، أولها ارتفاع الطلب على المجمعات والفلل والشقق السكنية خلال فترة احتضان قطر للنسخة الثانية والعشرين من منافسة كأس العالم لكرة القدم، وذلك لأول مرة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يجعلها وجهة رئيسية لأكثر من مليون زائر ما بين شهر نوفمبر وديسمبر المقبلين، والذين سيكونون بكل تأكيد بحاجة إلى أماكن من أجل الإقامة، وهو ما من شأنه زيادة الإيجارات من الآن مع تضاعف حجم الطلب عليها منذ مدة. وقدر الأنصاري معدلات الزيادة في أسعار الإيجارات بحوالي 12 % إذا ما قورنت عليه الأثمان بما كانت عليه قبل حوالي السنة من الآن، علما أن هذه التغيرات لم تمس جميع العقارات في البلاد، بل خصت بشكل كبير المجمعات والمباني السكنية القريبة من ملاعب كأس العالم قطر 2022، بالإضافة إلى المدن الحديثة كاللؤلؤة ولوسيل ومشيرب، وذلك بحكم المميزات الكبيرة التي توفرها لمؤجريها خلال هذه البطولة، وجعلهم في مقربة من المنشآت التي ستدور عليها فعاليات المنافسة، وغيرها من مواقع الترويح عن النفس كالشواطئ والمنتجعات، في الوقت الذي استقرت الأسعار في المناطق الأخرى داخل العاصمة الدوحة أو في المناطق الأخرى، مؤكدا على قوة قطاع العقارات في قطر وعدم ارتباطه بالمونديال فقط، متوقعا استمراره في النمو في الفترة التي تلي البطولة، بالنظر إلى قوة اقتصادنا الوطني واستمراره في السير إلى الأمام مستقبلا مع مشاريع التوسعة التي يشهدها حقل الشمال والعامل على رفع قدراتنا الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال إلى 126 مليون طن سنويا. فرصة استثمارية بدوره صرح محمد النعيمي بأن زيادة أثمان الإيجارات في قطر خلال السنة الحالية، التي ستشهد احتضان قطر لكأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخ الدول العربية، تعد أمرا منطقيا إذا نظرنا إلى الوضع الحالي للسوق والطلب المتضاعف على المجمعات السكنية والفلل والشقق، بالذات في المدن الجديدة كلوسيل واللؤلؤة ومشيرب التي تتسم بالعديد من المميزات تجعلها تتماشى مع آخر التقنيات المستعملة في قطاع التشييد على المستوى العالمي من حيث الاستدامة وحتى الذكاء، وهي العوامل التي عملت وستعمل بكل تأكيد على رفع القيمة المالية للمباني الموجودة في مثل هذه المواقع المذكورة. واعتبر النعيمي الفترة الحالية فرصة حقيقية بالنسبة للمستثمرين الناشطين في قطاع العقارات في البلاد، والسعي نحو الحصول على أكبر الأرباح الممكنة، لاسيما في المباني القريبة من الملاعب التي ستحتضن النسخة الثانية والعشرين من فعاليات كأس العالم لكرة القدم، والتي من المرتقب أن يتجاوز سعر الليلة فيها ألف دولار خلال شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين اللذين سيشهدان دخول أكثر مليون زائر من أجل تشجيع منتخباتهم المشاركة في المنافسة. مرحلة تصحيحية من ناحيته رأى أحمد المراغي أن ارتفاع أسعار الإيجارات في الدوحة خلال الفترة الراهنة هو نتاج تضاعف حركة الطلب على العقارات مع حجز عدد كبير من المباني لمشجعي مونديال قطر 2022، مؤكدا على أن هذه التغيرات لن تستمر طويلا، حيث ينتظر أن يمر السوق الوطني للعقارات بمرحلة تصحيحية بعد نهاية المنافسة، يتم فيها تسجيل تراجعات على قيمة الإيجارات إلى غاية الوصول بها إلى الحدود المعهودة والمتماشية مع مختلف الشرائح الموجودة في البلاد. وبين المراغي استقرار أسعار العقارات في الدولة خلال المرحلة المقبلة، مع إمكانية تسجيل انخفاضات أخرى في بعض من العقارات كالمكاتب التجارية، وسكن العمالة الذين من المنتظر أن تتراجع نسبة تواجدهم في قطر بعد نهاية المونديال، وبالذات مع الانتهاء من العديد من مشاريع البنية التحتية في الدوحة وتسليمها في الفترة الماضية أو في الأشهر المتبقية عن انطلاق النسخة الثانية والعشرين من كأس العالم لكرة القدم. ارتفاعات طبيعية وقال العقاري حسين العبيدلي: من وجهة نظري الشخصية أن ارتفاع الايجارات في الدولة اثناء كأس العالم شيء طبيعي يحدث اثناء البطولات العالمية، ولو رجعنا الى بطولات كأس العالم بجنوب افريقيا والبرازيل وأخير روسيا عام 2018م حيث ارتفعت العقارات، وارتفعت الايجارات بنسبة ربما لا تزيد على 30 % أو 40 % في العقارات لذوي الدخل المتوسط واخيرا الذي يحمل شنطة أو أكثر على ظهره. أما العقارات الفاخرة ربما تصل الى 100 % وهم فئة الزوار الاثرياء والمشاهير القادرون على دفع الايجارات العالية وهم يصلون على طائراتهم الخاصة واليخوت ويحضرون معهم اعدادا كبيرة من ذويهم وأصدقائهم. وبالرجوع الى العقارات المفترض قيام اصحابها بتأجيرها اثناء كأس العالم 2022 والمقامة في قطر سيرتفع الطلب عليها حيث محدودية السكن لتغطية سكن اكثر من 1.2 مليون زائر، وبالتالي يتطلب أن يقوم المؤجرون لعقاراتهم بعرض عقاراتهم على المنصات في قطر والخارج بإيجارات معقولة وهي تزيد عن قبل البطولة. كما يتطلب من السادة في قطر للسياحة القائمين على تأجير عقارات المواطنين وبالذات في فترة كأس العالم ان يقوموا بتسهيل الاجراءات والاشتراطات لتأجير عقاراتهم ومنهم من ينتظر هذا الحدث لحل بعض مشاكله المالية وكذلك تكون الايجارات معقولة للزائرين وغيرهم حتى تتم الاستفادة القصوى من الطرفين. أما فيما يتعلق بالإيجارات بعد كأس العالم 2022 في قطر ستتراجع العقارات إلى ما قبل البطولة ولكن ليست بنظرة تشاؤم حيث ان مالكي العقارات سوف يقومون باجراء تعديلات واصلاحات وتطوير وسوف يقومون ايضا بتحديد أسعار عادلة ومنطقية وهذه العقارات سيكون الطلب عليها اكثر من غيرها، والدولة لديها خطط ومشاريع عمرانية مستقبلية كبيرة سوف تتطلب توفير اماكن سكن لجميع الفئات وان كان العرض سيكون اكثر من الطلب، ونقطة مهمة وهي ان الدولة سوف تحتاج الى عدد كبير من الفنيين والموظفين والعمال في توسيع مشاريع الغاز ليرتفع الإنتاج حوالي الضعف، كما صرح به سعادة وزير الطاقة والعضو المنتدب مؤخرا لقطر للطاقة.