
خبراء لـ الشرق: قطر توطد علاقاتها مع ماليزيا وباكستان
Al Sharq
أكد مسؤولون ومراقبون دوليون أن زيارة دولة السيد إسماعيل صبري يعقوب رئيس وزراء ماليزيا إلى دولة قطر والتي استقبله فيها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير
أكد مسؤولون ومراقبون دوليون أن زيارة دولة السيد إسماعيل صبري يعقوب رئيس وزراء ماليزيا إلى دولة قطر والتي استقبله فيها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في جلسة عمل رسمية بحثت أوجه تطوير التعاون المشترك لاسيما في مجالات الاقتصاد والاستثمار، بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية، والاستقبال رفيع المستوى لسعادة رئيس الوزراء الماليزي بمراسم رسمية لدى وصوله إلى الديوان الأميري، كان لها دورها في توطيد العلاقات والشراكة في ظل الرؤية القطرية الإيجابية لمباشرة خطط التنمية، فضلاً عن تطوير متميز للتعاون بين قطر وباكستان في ضوء زيارة وفد رفيع المستوى برئاسة سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى إسلام آباد للمشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي وبحث تطوير العلاقات الإيجابية التي تجمع بين قطر وباكستان. أكدت داتوك ماهيران، نائب المدير التنفيذي لمجلس الأعمال القطري- الماليزي، أن قطر بكل تأكيد تسعى لزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، وذلك من أجل تطوير البنية التحتية للبلاد، والاستفادة من سوقها المفتوح والتنافسي، وأيضاً تطوير العلاقات المتميزة بين الجانبين؛ حيث تنافست العديد من الشركات الدولية في مجال المقاولات والمشاريع وذلك للدخول في مشاريع مشتركة مع شركات قطرية حكومية في مشاريع ضخمة مثل بناء شبكة خطوط مترو الدوحة؛ حيث إن حكومة قطر ملتزمة بتوفير تجربة تنقل سلسة للجماهير التي تحضر كأس العالم، والتي سيكون لديها خيار السفر إلى الملاعب في مترو الدوحة الحديث وترام لوسيل مع 37 محطة مترو سيتم بناؤها قبل كأس العالم، كما أن استضافة كأس العالم المقبلة تحتاج إلى العديد من الموارد البشرية التي تحتاج إلى تدريب؛ وفي ضوء كون ماليزيا تجمعها بقطر علاقات قوية ومميزة، فتوجد مشاركة ماليزية واضحة على صعيد التعاون الإيجابي لتطوير البنية التحتية والنجاحات التي تحققت فيها والتمهيد لاستضافة كأس العالم في نهاية العام الجاري، وتؤكد قطر في المقابل أنها ستواصل التزاماتها بتوفير سوق مفتوحة وتنافسية للمستثمرين الماليزيين لتعزيز وجودهم في البلاد؛ حيث إن ماليزيا تعد سوقا مهمة جدا لقطر وأن العلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين ستبقى قوية، وأيضاً الاعتماد على إستراتيجية السوق المفتوح للمستثمرين الماليزيين لتشجيع الاستثمارات الماليزية في قطر، خاصة في ظل الإجراءات القطرية المهمة والتي ضمت قطر فيها ماليزيا لتوافد مواطنيها دون تأشيرة إلى البلاد سيساهم في زيادة آفاق الاستثمار الإيجابي وأيضاً سهولة ممارسة الأعمال التجارية. ◄ روابط مشتركة وأوضحت داتوك ماهيران، في تصريحاتها لـ الشرق أن الاستثمارات والمشاريع المشتركة بين الدوحة وكوالالمبور ترتكز على القطاع العقاري، وتقدمت ماليزيا بصورة كبيرة في قائمة الشركاء التجاريين لدولة قطر مع ارتفاع لإجمالي التبادل التجاري بين البلدين، وتحتل ماليزيا حالياً المرتبة الرابعة والعشرين في قائمة الشركاء التجاريين، كما يقوم مجلس الأعمال الماليزي القطري (MQBC) بتعزيز التجارة الثنائية والاستثمار بين البلدين، خاصة في قطاعي البنوك والسياحة؛ حيث إن قطر دولة متقدمة وتمتلك اقتصادا قويا ومتميزا للغاية، وإنه ينبغي أن تكون هناك إمكانية لأن تبحث ماليزيا مع قطر تطوير الشراكة الثنائية، لاسيما على الصعيد الاستثماري، في مجالات البنوك وتعزيز السياحة، وفيما يتعلق بقطاع السياحة فتعقد العديد من الفعاليات الرئيسية التي تقدمها ماليزيا من أجل أن تكون فرصة تجمع السياحة والاستثمار معاً وتأكيد الشراكة الإيجابية مع قطر، وبحضور وفود قطرية الفعاليات الماليزية مثل مبادرات "زوروا ماليزيا" وأهمية التباحث حول المزيد من الاستثمارات المشتركة التي تعزز فرص الشراكة والتعاون بين الجانبين، وتمنح الفرصة بالنسبة لقطر لدراسة السوق الماليزي وتقييم الاستثمارات المستقبلية في ضوء تنامي العلاقات الإيجابية ما بين البلدين في السنوات الأخيرة. ◄ مبادرات مهمة وتابعت داتوك ماهيران: إنه من بين الأطروحات المهمة في زيارة رئيس الوزراء الماليزي إلى قطر تمت مناقشة ترقب لتزايد السياحة القطرية إلى ماليزيا مستقبلاً، حيث تعقد الآمال على أن يكون ذلك فرصة إيجابية من أجل تحقيق نجاحات اقتصادية مشتركة من جانب، ودعم اقتصاد السياحة الربحية في ماليزيا من جانب آخر، والرغبة المقابلة في قيام المزيد من الشركات الماليزية بالدخول إلى السوق القطرية وجعلها قاعدة لاستكشاف مجلس التعاون الخليجي؛ حيث إن إدارة المنشآت والتعليم من بين القطاعات التي يمكن للشركات الماليزية النظر فيها في قطر، حيث كانت ماليزيا دائما وجهة مهمة للشركات القطرية التي سعت لإقامة مشاريع مشتركة معها، كما أنه يوجد الكثير من العلامات التجارية الماليزية الجيدة التي يمكن جلبها إلى قطر ويمكنها أن تشكل شركة تجارية مشتركة مع الشركات القطرية في ظل التركيز على زيادة الاستثمارات الاستراتيجية من قطر والتي من شأنها أن تحقق قيمة مضافة عالية لماليزيا، حيث تعد ماليزيا هي الوجهة الطبية المفضلة لمواطني قطر، ولكن ينبغي إجراء المزيد من العروض الترويجية على السياحة الطبية للبلاد، كما تم التناقش في عدة مجالات لدعم الاستثمارات المشتركة من بينها أن ماليزيا لديها أطباء ومستشفيات جيدة للغاية، وأن المواطنين القطريين يفضلون القدوم إلى ماليزيا أكثر من الدول المجاورة وتفضيلهم للمنشآت الطبية والعلاجية بماليزيا، لكنها بحاجة إلى الترقية والتطوير المتجدد، مع أهمية أن تتبنى الحكومة اتجاها للترويج لهذا القطاع، وبحث تلك الاتجاهات عبر لجان مشتركة مع غرفة قطر لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، والعمل الإيجابي نحو وجود مزيد من منتديات الاستثمار التجاري وزيارات مجتمعي الأعمال لزيادة التجارة والاستثمار. ◄ قطر وباكستان وفي سياق متصل أكد د. توقاد بوزهان، الأستاذ الزائر بجامعة بيركلي كاليفورنيا والمتخصص بدراسات الشرق الأدنى أن مباحثات ودية إيجابية بين قطر وباكستان جاءت على هامش مشاركة دولة قطر في أعمال الدورة الثامنة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، التي استضافتها جمهورية باكستان الإسلامية، في وفد ترأسه سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وقد ضمت القمة لقاءات مميزة على هامشها جمعت سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، بعدد من وزراء الخارجية المشاركين والضيوف الاستثنائيين والمسؤولين في باكستان، تضمنت أهمية التأكيد على كون الشراكة بين قطر وباكستان تمر بأفضل مراحلها من حيث مواصلة الاتجاه المتميز بين القيادة القطرية والباكستانية في توطيد العلاقات الثنائية لاسيما في المجالات الاقتصادية المختلفة، وقد تعرضت المناقشات لمستجدات المشهد العالمي والتأكيد القطري- الباكستاني على أهمية أن يكون الحوار هو الطريق واستثمار جهود الوساطة التي تقبل فيها الأطراف الدولية كافة نحو هدف وضع حد للعنف وإطلاق النار وإمكانية التهدئة في التصعيد الروسي المتزايد في أوكرانيا، كما أن المباحثات تعرضت أيضاً إلى عدد من القضايا الثنائية وعملية السلام الأفغانية وضرورة وأهمية السلام الإقليمي في الشرق الأوسط وأهمية تحقيق الاستقرار العالمي، واستثمار الجهود الدبلوماسية من أجل الوساطة في الأزمة الأوكرانية وأيضاً تدعيم سبل احتواء التوتر بين إيران وأمريكا ودعم جهود استعادة الاتفاق النووي، وتحظى باكستان بتقدير كبير من قطر لجهودها في تحقيق السلام العالمي وخاصة في أفغانستان والشرق الأوسط، ودور وجهود باكستان لحل التوترات المستمرة في المنطقة وإحلال السلام، والاحتفاء الباكستاني بوجود شركاء مهمين مثل قطر يقومون بالدور نفسه في المنطقة والاهتمام بالقضايا الإقليمية وقضايا العالم الإسلامي، في ضوء الأهمية المتجددة للجهود القطرية والباكستانية المخلصة من أجل دعم أفغانستان في وقت تعرب فيه باكستان على تقديرها الكبير لروابطها مع قطر وأهمية تعزيز العلاقات الثنائية في شتى المجالات، فهناك اتجاه مشترك لكل من حكومتي الدوحة وإسلام آباد في الموافقة على الإسراع بإحراز تقدم في الاتفاقيات الرئيسية إلى جانب تعزيز التعاون الثنائي في التجارة والاستثمار، وتوطيد العلاقات المشتركة وتباحث وجهات النظر الثنائية بين البلدين ودعم فرص تعزيز التعاون، وتفعيل العديد من الاتفاقات المتقدمة المهمة بين الحكومة القطرية والباكستانية إثر اجتماعات مشتركة مع مسؤولين من غرفة التجارة وصندوق التنمية بكلا البلدين، والتي ضمت مشاورات حول تبادل القوى العاملة وتعزيز السياحة، كما أكدت الحكومة القطرية على تقديم أقصى مساعدة لباكستان في القطاعات التجارية والاقتصادية، موضحة أيضا أن إسلام آباد من بين الشركاء التجاريين المهمين للدوحة، وأعرب المسؤولون الباكستانيون في أكثر من تصريح عن ثقتهم في قوة الشراكة مع قطر في مختلف المجالات.