
خبراء بريطانيون: علاقات قطر الدولية لها تأثير إيجابي على السلام في العالم
Al Sharq
أكد خبراء بريطانيون أن علاقات دولة قطر الدولية تساهم بشكل كبير في تحقيق السلام في العالم من خلال جهودها المتواصلة لتحقيق السلام في ملفات هامة كأفغانستان والسودان
أكد خبراء بريطانيون أن علاقات دولة قطر الدولية تساهم بشكل كبير في تحقيق السلام في العالم من خلال جهودها المتواصلة لتحقيق السلام في ملفات هامة كأفغانستان والسودان وتشاد وغيرها من الملفات التي استطاعت الدبلوماسية القطرية تحقيق طفرة كبيرة نحو السلام في تلك البلدان. وأضاف الخبراء أن نجاح الدبلوماسية القطرية في ملفات عدة يرجع إلى أن دولة قطر تحتفظ بعلاقات جيدة ليس في محيطها الإقليمي فحسب بل في المجتمع الدولي بشكل عام، مشددين على أن نزاهة التفاوض التي تتمتع بها الدوحة جعلها محل اتفاق بين الأطراف المتناحرة في العديد من دول العالم. ويرى السيد سكوت لوكاس أستاذ السياسة الدولية في جامعة برمنغهام، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ من لندن، أن دولة قطر لها علاقات وثيقة وفاعلة على المسرح الدولي عززتها بقوة بسبب تعاملها الإيجابي مع الأزمات التي مرت بها، لافتا إلى قوة دولة قطر في ملف الطاقة حاليا وفي ملف مفاوضات برنامج إيران النووي، فضلا عن علاقات قوية مع بريطانيا والولايات المتحدة. وأشار إلى أنه بالنظر إلى الجولة الخارجية التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، تظهر حجم قوة العلاقات الخارجية القطرية، لافتا إلى أن هذه الزيارة تعطي دلالة على إمكانية وجود تحرك قطري في مجال تحريك مفاوضات ملف إيران النووي بين الغرب وإيران، ومؤكدا أن العلاقات المتنوعة تعطي الدوحة مرونة للتدخل في المشكلات وحلحلتها. وأكد أستاذ السياسة الدولية في جامعة برمنغهام أن علاقات دولة قطر الدولية ليست مؤثرة في محيطها الإقليمي فقط، وإنما أيضا في الأقاليم الأخرى في العالم، مشددا على أن الأزمة الأوكرانية أبرزت الدور الكبير الذي تستطيع دولة قطر لعبه في أمن الطاقة العالمي. وحول العلاقات القطرية البريطانية ومدى تطورها، قال لوكاس، إن العلاقات بين البلدين متميزة وكبيرة للغاية ولكنها تزداد تميزا هذه الفترة بالذات لأسباب عدة، أهمها أن بريطانيا بحاجة الآن لإعادة صياغة دورها السياسي والعسكري على الساحة الدولية وذلك بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي /بريكست/، كما تسعى بريطانيا الآن للدخول في شراكات تجارية جديدة توفر لها أسواقا جديدة مثل السوق الأوروبية التي خرجت منها. وتوقع أن يكون هناك العديد من الملفات على طاولة سمو الأمير ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يأتي في مقدمتها تفعيل العلاقات الاقتصادية والاستثمارية في البلاد، خاصة وأن البلدين بصدد إطلاق أول حوار استراتيجي بينهما عقب زيارة سمو الأمير، فضلا عن بحث أزمة الطاقة "لا شك أن المناقشات حول هذه العلاقات ستكون مفيدة، لأن كلا الطرفين لديه نوايا طيبة في تعزيز هذه العلاقة". أما السيد بيل لو رئيس تحرير صحيفة /عرب دايجست/ فأكد الأهمية الكبيرة لزيارة سمو الأمير المفدى إلى بريطانيا، مشددا على أن القضايا المضطربة الكثيرة في العالم ودور قطر الدبلوماسي، وكذلك أزمة الطاقة في أوروبا تعطي زخما كبيرا لهذه الزيارة التي يتوقع أن تكون لها نتائج إيجابية كبيرة على العلاقات ليس بين قطر وبريطانيا فحسب بل بين قطر والغرب بشكل كامل. وأضاف، السيد بيل لو، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ من لندن، أن زيارة سمو الأمير تأتي بينما يسعى رئيس الوزراء البريطاني السيد بوريس جونسون لإيجاد حلول لأزمة الطاقة التي تمر بها بريطانيا جراء الحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أن العلاقات القطرية البريطانية في مجال الطاقة ترجع إلى أكثر من 20 عاما ومن المتوقع أن تزداد هذه العلاقات في المستقبل. وأوضح أن الوضع في أوكرانيا أيضا سيحظى بمساحة كبيرة من المناقشات خلال هذه الزيارة ، "فبكل تأكيد سيعبر رئيس الوزراء البريطاني عن امتنانه العميق لسمو الأمير للموقف الذي أبدته قطر من دعم اللاجئين جراء الأزمة، مشيرا إلى أن الجانبين سيبحثان الدور القطري حيال الجمود الحاصل في ملف البرنامج النووي الإيراني، والدور الفاعل والمؤثر الذي تلعبه قطر في حلحلة هذا الجمود بين الطرفين.
وأضاف رئيس تحرير صحيفة /عرب دايجست/ أن دولة قطر لها خبرة دبلوماسية كبيرة في حلحلة القضايا الكبرى، ويمكنها بكل تأكيد الوصول بمفاوضات الاتفاق النووي إلى مرحلة أفضل بكثير مما هي عليه الآن، والتوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف تفضي إلى اتفاق جديد يغلق هذا الملف بشكل كامل. وتوقع بيل لو في تصريحه لـ/قنا/ أن يكون التعاون التجاري بين البلدين من أبرز القضايا التي ستحظى بأولوية على طاولة المباحثات بين سمو الأمير ورئيس الوزراء البريطاني، خاصة أن بريطانيا تواجه تحديات اقتصادية صعبة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي /بريكست/، لافتا إلى أن حكومة جونسون تسعى لعقد اتفاقيات تجارية لتعويض خروجها من التكتل الأوروبي، لذلك تهدف لندن لتعميق علاقاتها التجارية مع قطر في الفترة المقبلة. وبشأن الدور القطري في أفغانستان، قال إن دور دولة قطر الاستثنائي تجلى في الأزمة الأفغانية مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، حيث لعبت قطر دورا محوريا في إجلاء الرعايا الأجانب، وهذا أمر لاقى ترحيبا كبيرا في العالم أجمع، لافتا إلى أن قطر بذلت جهودا كبيرة بشكل إيجابي لخفض مساحة الخلافات بين طالبان والغرب. من جانبه، أكد السيد جيمس هوكستيب كبير محللي الغاز في /بلاتس/ لبيانات وتصنيفات الطاقة العالمية، أن علاقات قطر الدولية المتنوعة جعلتها لاعبا مهما في كافة القضايا في الشرق الأوسط بل وفي العالم أجمع، مثمنا مشروع قطر لرفع إنتاج حقل الشمال إلى 126 مليون طن خلال السنوات الخمس القادمة، ومشددا على أن هذا القرار يدل على رؤية دولة قطر القوية بالعوامل المحيطة بسوق الغاز في العالم. كما أشاد هوكستيب، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ من لندن، برؤية قطر الدائمة بضرورة إبقاء ملف الطاقة بعيدا عن التجاذبات السياسية كون هذا الملف من أهم الملفات في العالم وله تأثيرات سلبية على المجتمعات، مشددا على أن خطة دولة قطر في زيادة الإنتاج في الفترة المقبلة تتماشى مع زيادة الطلب العالمي على هذا المنتج الهام. وأضاف كبير محللي الغاز في /بلاتس/ لبيانات وتصنيفات الطاقة العالمية، أن قضية الطاقة بالطبع ستكون لها أهمية كبرى خلال زيارة سمو الأمير إلى بريطانيا وكذلك خلال جولته الأوروبية بشكل كامل بالنظر إلى الظروف المحيطة بهذا الملف والذي تصاعد جراء الحرب في أوكرانيا باعتبار أن روسيا هي المورد الأول للغاز في أوروبا. وأشار إلى أن هناك رغبة قطرية واضحة أيضا في تنويع العلاقات مع أوروبا وأن تشمل كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وليس قضية الطاقة فحسب، لافتا إلى مشروع /روز رايس/ الذي دخلت قطر في استثمار مباشر فيه والذي يهدف إلى إنتاج الطاقة النظيفة عبر مفاعلات نووية صغيرة. وكانت شركة رولز رويس قد أعلنت العام الماضي أن جهاز قطر للاستثمار وافق على استثمار 85 مليون جنيه إسترليني (112.3 مليون دولار) في شركة /رولز رويس/ ومشروع مدعوم من الحكومة لتطوير مفاعلات نووية صغيرة في بريطانيا، ويحصل جهاز قطر للاستثمار على 10% من الأسهم في شركة /رولز رويس سمول مودولر ريآكتر/ المملوكة بالأغلبية لـ/رولز رويس/، التي أُنشئت لتطوير تكنولوجيا الطاقة النووية "منخفضة التكلفة ومنخفضة الكربون".