حين أفل نجم القاهرة.. هكذا توغلت إسرائيل في أفريقيا
Al Jazeera
لا يزال من المبكر الحديث عن انتصار إسرائيلي حاسم في السباق بين تل أبيب والقاهرة على النفوذ في أفريقيا، فالقارة تظل تنظر إلى مصر بالكثير من الاعتبار، لا سيما وهي إحدى أثقل دولها نفوذا حتى اللحظة.
في يناير/كانون الثاني عام 2019، وفيما كانت مصر تستعد لتسلُّم رئاسة الاتحاد الأفريقي لأول مرة منذ تأسيس المنظمة عام 2002، أملا في إعادة النفوذ المصري المُتجمِّد في القارة، تلقَّت القاهرة ضربة موجعة، فبعد إفشال عقد قمة إسرائيلية-أفريقية في توغو (الواقعة غرب أفريقيا)، نجحت تل أبيب في اختراق القارة السمراء من بلد عربي اللسان، وذلك عبر زيارة غريبة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "بنيامين نتنياهو" إلى تشاد (اللغة العربية إحدى اللغات الرسمية في تشاد رغم أنها ليست عضوا في الجامعة العربية). وقد أُعلن أثناء الزيارة عن عودة العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ عام 1972، ولكن لم تمر الصفعة الإسرائيلية حينها دون رد مصري رفيع المستوى، جاء على لسان مساعد وزير الخارجية المصري، السفيرة "سعاد شلبي"، حيث قالت إن "إسرائيل تعمل جاهدة في الوقت الحالي على تقسيم أفريقيا، من أجل أن تخضع مصر لها". لم يكد ينقضي العام حتى بدأ رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد" أول زيارة رسمية له إلى إسرائيل منذ وصوله إلى السلطة في إبريل/نيسان 2018، وبينما انطلق قطار التطبيع الإسرائيلي مع عدة دول عربية وأفريقية ليضيق الخناق على القاهرة، ويسحب منها ورقة الوساطة بين الدول العربية وإسرائيل، كان حليف إسرائيل المُفضَّل في أفريقيا قد بدأ في اللعب بورقة سد النهضة من أجل المطالبة بإلغاء الحصة التاريخية لمصر في مياه النيل. تبدو خطة تل أبيب وأديس أبابا ناجحة حتى الآن، لا سيما مع احتفاظ أديس أبابا باليد العليا في مفاوضاتها مع مصر رُغم الصراع الأهلي الجاري في تيغراي، يُضاف إلى ذلك دعمها إسرائيل مؤخرا للحصول على صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي، وهو انتصار سياسي ودبلوماسي كبير لتل أبيب جاء بعد محاولات عدة لم تُفلح أثناء العقدين الماضيين، وعدَّته مصر عبر أذرعها الإعلامية غير الرسمية هزيمة فادحة وتهديدا وشيكا.More Related News