حياكة البشوت تبرز جماليات الملابس القطرية
Al Arab
حرصت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني في درب الساعي على إبراز وتعزيز جوانب مختلفة من الصناعات والحرف التقليدية ومنها حياكة البشوت الرجالية والنسائية لما
حرصت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني في درب الساعي على إبراز وتعزيز جوانب مختلفة من الصناعات والحرف التقليدية ومنها حياكة البشوت الرجالية والنسائية لما لها من دلالة ثقافية واجتماعية كبيرة في المجتمع القطري. وتعتبر البشوت من أهم ما يميز ملابس القطريين خاصة في المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية فهي زي وطني متميز له تاريخ عريق حيث كانت أسواق الملابس القطرية منتشرة ومشهورة بالبرود والعمائم القطرية. وقال السيد عبدالأمير جواد الخواجة صانع بشوت، يقول امتهن هذا الحرفة عن الآباء والأجداد، وهي ترجع إلى تاريخ قديم حتى قبل الإسلام فهو لباس العرب وكان يميز الإنسان العربي، وان اختلفت المسميات، مشيرا إلى أن هذا البشت أو الوشاح أو العباءة في بعض الدول قد تطور بشكل كبير لما صارت بالزري أو القصب المذهب، مشيرا إلى أن كلمة بشت حسب بعض المصادر هي كلمة فارسية استخدمت في الخليج والعراق على نطاق واسع جدا وأصبحت محل الكلمة العربية الفصحى وهي»العباءة» وتختلف تسميته من بلد إلى آخر ففي قطر والكويت والامارات يسمى بشت وفي السعودية مشلح، وفي الشام ومصر عباءة، وهي صناعة قديمة ولم تكن مذهبة في السابق لتتطور ويدخل فيها التذهيب والزخرفة وذلك نتيجة الاحتكاك بالتجارة مع الهند والتأثير والتأثر بين الثقافات فدخل في حياكة البشت الزري الذهبي: وهي الخيوط الذهبية التي كانت تجلب من فرنسا والهند وغيرهما. وأضاف الخواجة أن البشت هو رمز الحضور في الأفراح والمناسبات الوطنية والاجتماعية المختلفة ومنه أنواع كثيرة حسب الرغبة ما بين الفاخرة والمتوسطة. كما أنه في فصل الشتاء سابقا، لم يستغن الرجل القطري عن بشته ليقيه قر البرد أو الغبار، خصوصا في البر، ويكون مصنوعا من الوبر، في حين أنه داخل المجال الحضري يكون البشت خفيفا لافتا إلى أن البروتوكول في قطر يظهر أن الألوان الفاتحة مثل الأبيض والبيج تكون في النهار في حين تكون الأوان القاتمة مثل الأسود والبني تكون مساء السود في المساء. وبخصوص الألوان المطلوبة أكثر خصوصا خيوط الزري، قال إن ألوان الذهبي والفضي يرمز إلى المنطقة التي يأتي منها البشت، واللون الذهبي يكون هو الأساس، ويليه المطعم بالفضي، بخلاف بشت النساء، فإن الفضي هو الأساس، ويليه المطعم بالذهبي. وقالت أم خالد حرفية بشوت محل لحياكة البشوت ومشاركة في درب الساعي،: صناعة البشوت في قطر قديمة تعتبر من التراث القطري، وكانت في السابق تحاك من الوبر الناعم حيث كانت النسوة يغزلن خيوط الصوف بشكل رفيع جدا وبعد ذلك يتم نسجها.. وبعد أن تنسج أقمشة البشوت، يتم تركيب (الزري) وهو الشريط المزخرف على جانبي الصدر والرقبة من الخلف. وأوضحت أن ما يميز البشت في قطر هو أن مقدار عرض الذري يكون متوسطا يصل ما بين 2 و3 سم على الأكثر في حين يكون هذا الذري الزخرف عريضا في بلاد مجلس التعاون بشكل واضح. وقالت إنها تهتم بصناعة البشوت سواء الرجالية أو النسائية بأنواعها المختلفة مثل أنواع البشوت: الهيلة / والبُخية، وام قبع، وهي مشغولة من فوق الرأس، وأم سمكة والمكسر وهي البشت الضعيف مثل السلسال الذهب، ويكون الطلب كثيرا على المكسر عن النساء كبيرات النساء، أما الفتيات والنساء الصغيرات فلهن اختيارات أخرى فهناك اهتمام باللون الاسود والزري المذهب، ويمكن أن يكون الزري على لون آخر لكن التراث القديم هو الأسود. وقالت كانت النساء قديما تحيك البشت من الصوف ومن الوفر والكوخ،»الشمواه» وأشارت أم خالد إلى أنها تعمل على حياكة وتطريز ثوب النشل وهو ثوب خاص بالمرأة القطرية يكون مناسبا للمناسبات الاجتماعية وخاصة ليلة الحناء وأن الألوان لها دلالات فمثلا ثوب النشل العنابي يرتبط باحتفالات اليوم الوطني، لافتة إلى أن ثوب النشل له تطريزه الخاص والمتميز والمكثف والذي يبرز براعة التصميم. وقدمت أم خالد شكرها في نهاية حديثها لوزارة الثقافة ووزارة التنمية الاجتماعية لتقديم هذا الفرصة كواحدة من الأسر المنتجة، مشيرة إلى أن مشاركتها بدرب الساعي هي وغيرها من الأسر المنتجة بدون مقابل مثمنة دور لجنة احتفالات اليوم الوطني في إتاحة الفرصة للتعريف بهذا الحرف التراثية والتي تشكل جانبا مهما من التراث القطري.