
حول المسلمين في البوسنة وذكريات المذبحة.. ميدان يحاور الشاعر جمال الدين لاتيتش رفيق علي عزت بيغوفيتش
Al Jazeera
يُعَدُّ لاتيتش من أبرز شعراء البشناق المعاصرين، ومن أشهر أعماله الأدبية قصيدة “جحيم سربرنيتشا” التي تُغنَّى كل عام في موقع إحياء ذكرى ضحايا المجزرة. لمعرفة المزيد كان لنا معه هذا الحوار.
عرفه النّاس أوّل مرّة عام 1983، شابا ضئيلا لم يتجاوز السّادسة والعشرين، يجلس في الصّف الثّاني للمتّهمين في المحاكمة السّياسيّة الأشهر التي عرفتها البوسنة والهرسك ضمن يوغسلافيا السّابقة، التي عُرفت بـ "محاكمة المثقفين المسلمين"، وكان المتّهم الأوّل فيها هو الرّئيس البوسني السّابق علي عزّت بيغوفيتش، ومعه هذا الشّاب الضّئيل أحد أبرز رفقائه الفكريين، والسياسيين فيما بعد، هو الشّاعر جمال الدّين لاتيتش. كونه شابا نشأ في حقبة سيطرة النّظام الشّيوعيّ المُحكَمة على مفاصل الحياة في البوسنة والهرسك، التي ولَّدت هوة متسعة بين البشناق (الاسم الذي يُطلق على مسلمي البوسنة) وهويّتهم الدّينيّة، كان من الغريب، بل ومن النّادر، أن يكون هناك شخص مثل جمال الدين على هذا القدر من الوعي بقيمة الانتماء الإسلامي بوصفه عاملا أساسيا في استنهاض مسلمي البوسنة من حالة الاستسلام والخنوع للوضع المفروض عليهم بوصفهم وَرَثة لحضارة زائلة يُنظر لها على أنها "رجعية" و"مُتخلِّفة"، ولا تليق بأوروبا الحديثة. لم يكن جمال الدّين شابا "عاديا" حينها، بل كان شاعرا واعدا ينشر قصائده في كبرى صحف ومجلّات البوسنة والهرسك، وخرّيجا في كلّيّة الآداب بجامعة سراييفو، الكلّيّة التي يُنظر لها باعتبارها أحد معاقل الشّباب الشّيوعي، ولم يكن لديه نشاط سياسيّ يجعله ضمن المُشتبَه بهم بوصفهم أصوليّين، بما يعني أن الأبواب كانت مفتوحة له ليصبح ذا شهرة مرموقة في يوغسلافيا السّابقة، ولذا استُدعِي بعد القبض على بيغوفيتش ليقوم بالشّهادة ضدّه وضدّ رفاقه، ولكن رَفْض لاتيتش القيام بالأمر كلّفه الحكم عليه بست سنوات ونصف في السّجن.More Related News