![حميد رضا دهقاني لـ الشرق: ترتيبات لحضور الرئيس الإيراني منتدى الغاز في الدوحة](https://al-sharq.com/get/maximage/20211214_1639433215-361.jpeg)
حميد رضا دهقاني لـ الشرق: ترتيبات لحضور الرئيس الإيراني منتدى الغاز في الدوحة
Al Sharq
أشاد سعادة السفير حميد رضا دهقاني سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدوحة بجهود دولة قطر لتعزيز الحوار الإقليمي وتحقيق الاستقرار في المنطقة. وثمن في حوار مع
أشاد سعادة السفير حميد رضا دهقاني سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدوحة بجهود دولة قطر لتعزيز الحوار الإقليمي وتحقيق الاستقرار في المنطقة. وثمن في حوار مع الشرق الوساطة القطرية في أفغانستان، مؤكدا أنه بفضل جهود دولة قطر ودول الجوار لأفغانستان تم منع الاقتتال ونزيف الدم بين الإخوة في أفغانستان. وقدم السفير دهقاني التهنئة لدولة قطر قيادة وشعبا باليوم الوطني مثمنا العلاقات التاريخية التي تربط البلدين. ونوه بحرص إيران على تعزيز العلاقات مع قطر في كافة المجالات وتكثيف الزيارات رفيعة المستوى خلال الفترة المقبلة وكشف عن ترتيبات لحضور الرئيس الإيراني منتدى الدول المصدرة للغاز في الدوحة مؤكدا أن علاقات قطر وإيران نموذج لعلاقات الجوار والتاريخ المشترك قائلا إن العلاقات الاقتصادية بين الدوحة وطهران ليست بمستوى تطلعاتنا وأن هناك مشاكل فنية تعرقل العلاقات التجارية منها ما فرضت جائحة كورونا من عراقيل. وأشار إلى التنسيق بين منتدى الدوحة وحوار طهران كمنصة لتعميق الحوار الإقليمي. وقال إن استضافة قطر للمونديال موضع فخر لنا في إيران مثمنا النهضة التي تعيشها قطر والازدهار الذي يتزايد في مدينة الدوحة.. وفيما يلي نص الحوار..- مع اقتراب احتفال دولة قطر باليوم الوطني وهي أول مناسبة وطنية تحضرونها كيف ترون هذه المناسبة؟ - أولا نحن نبارك لدولة قطر قيادة وشعبا ذكرى اليوم الوطني ونهنئ الدولة قيادة وشعبا ونؤكد في هذه المناسبة على العلاقات العميقة والعريقة بين الشعبين والحكومتين والقيادتين ونفتخر بها ونعدها نموذجا لأي علاقات بين بلدين جارين في المنطقة ونرى أن دولة قطر تعيش الازدهار المطرد خاصة هذه الأيام القريبة لاستضافة المونديال العالمي والذي سيكون ختامه مسكا باليوم الوطني 18 ديسمبر وهو موضع فخر لنا في إيران بأن قطر تستضيف المونديال بصفتها أول بلد مسلم مجاور لنا حيث سيمثل نموذجا لبقية الدول الإسلامية بهذه الاستضافة المتوقعة.دور إيجابي قطري - كيف ترون دور الدبلوماسية القطرية في نزع فتيل التوترات في المنطقة وتوجيه مقدرات الشعوب نحو الاستثمار في التنمية وليس في الدمار والحروب؟ - في الآونة الأخيرة تابعنا الدور الإيجابي الذي لعبته دولة قطر في حلحلة الأزمات في أفغانستان وهي لم تنته بعد حيث لم يتحقق الاستقرار في أفغانستان حتى الآن ولكن جهود قطر ودول الجوار لأفغانستان وإيران وصلت إلى مرحلة مهمة حيث منعنا نزيف الدم والاقتتال بين الإخوة في أفغانستان وبين المذاهب والإثنيات الموجودة هناك خاصة بين الجهتين الأساسيتين في أفغانستان وهو دور إيجابي مهم وسليم. بعض الأحيان هنالك دول مثل أمريكا تقوم بتأدية دور غير إيجابي وسلبي. مثلا أمريكا لعبت في العراق دورا أدى إلى الاقتتال ونهب ثروات الشعب العراقي أو دورهم في سوريا حيث كاد ينتهي الأمر بتقسيم هذا البلد، لكن عندما نتحدث عن الدور الإيجابي لبلد ما فنقصد بذلك ما يبدأ بحسن النية. نحن وقفنا ضد إرهاب داعش في سوريا والعراق وکان لنا دور في محاربة الإرهاب لمصلحة الأمة الإسلامية والبشرية وشعوب المنطقة. ولذلك عندما أقول إن دولة قطر لعبت دورا إيجابيا في أفغانستان فهذا دور إيجابي وريادي في حل الخلاف. صحيح أن الخلافات لم تحل بعد ولكن قطر نجحت في وقف نزيف الدم الأفغاني وانزلاق البلد إلى حرب أهلية أو احتلال جديد.- مع التحفظ على الدور الإيراني في سوريا فهو لم يكن دورا دبلوماسيا وفق المراقبين وكانت التدخلات لحماية النظام على حساب الشعب السوري؟ - في سوريا هناك تدخل أجنبي وهناك تدفق للإرهاب وهذا الأمر لم يكن وليد يوم أو يومين ولكن كان يتم إعداده فكريا في المدارس ويتم تمويله وتجهيزه بالأسلحة وعندما هبت إيران لمساعدة سوريا لم يكن هذا الأمر تدخلا على حساب طرف آخر بل كان لمنع تقسيم سوريا ومنع الاقتتال الداخلي في هذا البلد أكثر مما يجري. واستطعنا رفقة إخواننا الأتراك وأصدقائنا الروس أن نضع حدا للاقتتال ونوقف إطلاق النار. نحن لم ندعم في سوريا مجموعة ضد أخرى ولكننا وقفنا إلى جانب من يتصدى للإرهاب خاصة من يواجه التدخل الأجنبي. ولا ننسى بأن جزءا من سوريا (الجولان) إلى يومنا هذا يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي ولهذا تواجدنا إلى جانب سوريا هو الوقوف والاصطفاف إلى جانب بلد عربي في التصدي للإرهاب والاحتلال الغاشم وضد الغطرسة الأمريكية.- نعود إلى العلاقات والحرص على تعزيزها وهناك تبادل تجاري وحرص مشترك على مضاعفته ماذا أعددتم لهذه الأهداف؟ - هناك اهتمام إيراني بتعزيز التجارة انطلاقا من مبدأ الجوار ولا شك بأن العلاقات الاقتصادية والثقافية والتعليمية تقوي العلاقات السياسية وستمنع حدوث شرخ كبير في حال حصل خلاف سياسي وإذا نظرنا إلى العلاقات بين قطر وإيران نجد كلتا الدولتين تنتجان النفط والغاز ولذلك نحتاج إلى ما يقوي العلاقات الاقتصادية المتكاملة وخاصة الزراعية. فالمنتجات الإيرانية تلبي احتياجات نسبة كبيرة من الشعب القطري والسوق الإيرانية تستطيع أن تلبي حاجة السوق القطري ولهذا فإن العلاقات الاقتصادية ليست بالمستوى الذي تمر به العلاقات السياسية. للأسف أن المشاكل التي تحول دون تعزيز العلاقات الاقتصادية هي مشاكل فنية وليست سياسية ومعروف أن فيروس كورونا أربك العلاقات الاقتصادية بين جميع البلدان لكننا نطمح للوصول إلى أفضل درجة في العلاقات الاقتصادية.
تعزيز التجارة الثنائية - كانت هناك خطط لتدشين خطوط بحرية تكمل خط السكك الحديد من آسيا الوسطى وصولا إلى بندر عباس ومن ثم تبحر البضائع إلى ميناء الدوحة ما العقبات التي أوقفت تلك المشروعات؟ - هناك إمكانية لتدشين هذا المشروع ونحن بصدد البدء في تنفيذه والعقبات الموجودة أمامه هي فنية لكن الطموحات كبيرة للعمل من أجل مصلحة البلدين ومن مصالح شعوب المنطقة إنشاء هذا الخط.- متى تنعقد اجتماعات اللجنة العليا بين البلدين؟ - اللجنة انعقدت قبل سنة وظروف كورونا حالت دون تحقيق الزخم الذي نطمح إليه في التعاون الاقتصادي الثنائي ورغم ظروف كورونا إلا أن المسؤولين القطريين أبلغوني أنهم جادون في تعزيز العلاقات التجارية وتم إرسال وفد برئاسة وزير التجارة وعقد عدة اجتماعات في أصفهان ونحن مقبلون على عقد جلسة أخرى في الأشهر القادمة.- هل هناك زيارات متبادلة قريبا؟ - نعم هنالك زيارات متبادلة على مستوى الوزراء والمسؤولين والمبعوثين الدوليين ومن المقرر تكثيف الزيارات بين البلدين الجارين في الأشهر القادمة.- وعلى المستوى الرئاسي؟ - نعم كان من المقرر أن يأتي الرئيس السابق روحاني ولكن ظروف كورونا حالت دون هذه الزيارة وإن شاء الله نحن مقبلون على اجتماعات قمة منتدى الدول المصدرة للغاز هنا في الدوحة وهناك ترتيبات من الممكن أن تتم في هذا الاتجاه ونحن بصدد بحث الموضوع وبلا شك أن العلاقات الثنائية هي الفصل الأول والأخير في برنامج الزيارات المتبادلة.- فيما يتعلق بالمفاوضات بين إيران والولايات المتحدة هناك وساطة قطرية ما مدى تجاوب إيران مع هذه الجهود؟ - نحن نرحب بأي جهود تبذل لأجل إعادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى التزاماتها في الاتفاق النووي وهذا ما نصت عليه القواعد الدولية والقرار رقم 2231 ونثمن الجهود القطرية في هذا الجانب. كما أننا نلتزم بتعهداتنا وبالمواثيق الدولية.على واشنطن أن تعود- كان هناك تفاؤل بالعودة إلى الاتفاق مع عودة الديمقراطيين لكن الأمور لم تتقدم فهل المطلوب من إيران تقديم تنازلات؟ - أمريكا هي التي خرجت من الاتفاق وعليها العودة، ونحن كنا حريصين على أن نحفظ حقوق الشعب الإيراني وفقا للمعايير الدولية وإذا لمسنا استعدادا أمريكيا للرجوع إلى الاتفاق فنحن على استعداد للتجاوب معه والعودة إلى ما كنا عليه. ونقول لهم: لا يوجد شيء أكثر مما اتفقنا عليه ولكن نريد ضمانات على الجدية في العودة وعدم الخروج مجددا.- كيف تنظرون إلى أهمية إقامة حوار إقليمي في المنطقة؟ - نحن أول الداعين إلى ضرورة أن نتولى حل مشاكلنا في المنطقة بدون تدخلات قوات أجنبية. ويجب علينا من خلال اعتماد مبدأ الحوار أن نحل مشكلاتنا دون تدخل أجنبي، واستدعاء القوات الأمريكية قد يتبعه استدعاء قوات من دول أخرى فتصبح منطقتنا بذلك منطقة صراع للقوى العظمى. كما نحن شعوب لدينا من مقومات الوحدة والاستقرار أكثر مما لدى بقية الشعوب التي توحدت رغم اختلافاتها.- هل يمكن أن تعود الدبلوماسية الإيرانية للعب دور في إثراء الحوار الإقليمي في عهد الرئيس رئيسي؟ - نعم وكان أحد أهم شعارات الرئيس خلال حملته الانتخابية هو صياغة مفهوم جديد لسياسة الجيرة ومن ضمنها مبدأ حسن الجوار وانتهاج سياسة تدعم هذه المبادئ وتتعدى مفهوم حسن الجوار إلى مفهوم أوسع وشامل وهو تعزيز العلاقات مع الجوار، نحن حريصون على التواصل مع منتدى الدوحة لتعزيز الحوار الإقليمي لأن منتدى الدوحة يعتبر منصة لتعميق فكرة الحوار الإقليمي وهذا يلتقي مع أهداف حوار طهران الإقليمي.توازن القوى - نلحظ وجود تنسيق إيراني أكثر مع القوى الأخرى مثل روسيا والاتحاد الأوروبي هل هي محاولة توازن قوى؟ - نحن نقول لهم إذا كان لديكم اهتمام بالمنطقة فهذا شيء جيد لكننا ضد التدخل في الشؤون الداخلية فنحن شعوب المنطقة نعرف بعضنا ونعرف كيف نحل خلافاتنا ونحن كنا موجودين في التاريخ قبل أن يوجدوا هم أصلا ولولا مغامرات صدام حسين لما دخلوا في المنطقة ولما تدخلوا عسكريا وأمنيا في المنطقة وهو أمر مرفوض ولا يقبل به أحد.- ماذا عن الأوضاع الاقتصادية في الداخل الإيراني حيث يقال إن إيران تصرف على الخارج في سوريا أو العراق ونسيت المواطن الإيراني، رغم أن لديها ثروة نفطية كبيرة؟ - لدينا ثروة نفطية كبيرة ولكن تعرفون الحصار الأمريكي الظالم، الذي سميناه "الإرهاب الاقتصادي" حيث ما زالت العقوبات تمنع وصول مليارات الدولارات إلينا. والحصار أضر بالشعب الإيراني وتسبب في نقص الخدمات الصحية والأدوية خاصة كورونا وفي بداية الجائحة سقط الكثيرون نتيجة نقص الأدوية بسبب حرماننا من أموالنا.- كيف رأيت الدوحة منذ قدمت إليها؟ - الدوحة جميلة ورغم أن مصادرها الطبيعية ليست كثيرة ولكن استطاعت أن تنافس أجمل المدن وستكون أجمل من اليوم لأنها قيد الإنشاء والتجهيزات وشق الطرق والبنية التحتية وهذه المدينة متكاملة من المدن المزدهرة الحيوية بفعل الجهود التي بذلت.