حمد بن ثامر: سمو الأمير وقف بجسارة في وجه مستهدفي الجزيرة
Al Sharq
شهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفل شبكة الجزيرة الإعلامية بالذكرى الـ 25 لتأسيسها، تحت شعار الجزيرة 25 عاماً.. نهج فريد، الذي اقيم بمقر
شهد صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفل شبكة الجزيرة الإعلامية بالذكرى الـ 25 لتأسيسها، تحت شعار "الجزيرة 25 عاماً.. نهج فريد"، الذي اقيم بمقر الشبكة مساء أمس. حضر الحفل رئيس وأعضاء مجلس إدارة شبكة الجزيرة، وعدد من العاملين ومنتسبي الشبكة، إضافة الى نخبة من الإعلاميين والمثقفين. وفي كلمة بالمناسبة، قال سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية: نحتفل اليوم باحتفالين: احتفال بمرور ربع قرن على بدء بث قناة الجزيرة، وتشريف حضرة صاحب السمو الأمير الوالد في هذا الحفل الذي أضاف إليه بهجة وسرورا لجميع منتسبي الجزيرة. وأعرب سعادة الشيخ حمد بن ثامر عن جزيل شكره "لسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي أحاط الجزيرة برعايته وعنايته حتى نضجت وأصبحت مشروعا إعلاميا عالميا. ولحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الذي يرعى شبكة الجزيرة بالدعم ويمدها بالعزم القوي". مضيفا: "لقد وقف كلاهما بجسارة في وجه الذين استهدفوا الجزيرة، وحاولوا حرمان المشاهد العربي والعالمي من هذا المنبر الحر، وأصر كلاهما على موقفه الداعم لهذا الصرح الإعلامي في ظروف لا يحسن الصمود فيها إلا لذوي العزم والإرادة". كما عبر عن سعادته "بهذه الذكرى المليئة بالعبر وروح الاعتزاز. مضيفا: عندما انطلق بث الجزيرة قبل ربع قرن لم يخطر على بال من شارك في تلك اللحظة التاريخية أن تمر الجزيرة بما مرت به من محن، أو أن تحقق ما حققته من إنجازات. مؤكدا أن ربع قرن من الزمان عمر طويل بمعايير المؤسسات الإعلامية لكنه بالنسبة إلى شبكة الجزيرة ليس عمرا طويلا بل هو عمر عريض مشحون بالإنجازات العظيمة والتحديات الجسيمة. وأشار سعادته الى أن ميلاد الجزيرة قبل خمسة وعشرين عاما كان خطا فاصلا في تاريخ الإعلام العربي والعالمي؛ ذلك أن الجزيرة تبنت منذ تأسيسها قيم الأمانة والمصداقية والتوازن والموضوعية، وبفضل هذه القيم الإعلامية والانسانية نالت الجزيرة مكانتها عن جدارة. وقال أيضاً في كلمته: ربع قرن منذ انطلاق قناة الجزيرة لم يعد الإنسان العربي فيها مجرد مستهلك للإعلام العالمي، ولا مجرد متفرج على الآخرين يتحدثون عنه وهو الحاضر الغائب، اصبح جزءا من الحوار العالمي وغدا مرسلا ومستقبلا في الوقت ذاته. فقد منحت الجزيرة الانسان العربي منصة للحديث عن نفسه بنفسه، وفرصة للإسهام الإيجابي في تشكيل الوعي الإعلامي وبناء فهم عالمي افضل لهذه المنطقة إنسانيا وحضاريا. مضيفا: ربع قرن تشعبت فيه الجزيرة وتوسعت وانتقلت من قناة عربية واحدة الى شبكة من القنوات الإخبارية المتكاملة الإخبارية والوثائقية والمؤسسات البحثية والتدريبية والمنصات الرقمية المتعددة، ولا تزال شبكة الجزيرة تتوسع وتصل الى مساحات جديدة من الجغرافيا البشرية العالمية ومع هذا النجاح كنا ولا نزال في شكبة الجزيرة نرحب بالمنافسة الإعلامية النزيهة. يوم استثائي من جانبه، قال السيد أحمد سالم اليافعي، مدير قناة الجزيرة، إنه لم يكن لأحد أن يتخيل أن الأول من نوفمبر عام 1996، سيكون يومًا استثنائيا، سيتغير فيه وجه الإعلام في المنطقة لأكثر من عقدين، غير أن هذا ما حدث بالضبط، عندما انطلقت الجزيرة. وأضاف أن مؤسسي الجزيرة بدؤوا برحلة عظيمة، يقودها فكر رفيع، وهمة شامخة، يشرف عليها أساتذة وزملاء، لتصل بهم إلى مستقبل يبشر بعالم جديد، من الإعلام الحر، وقدمت الجزيرة في سبيل هذه الغاية، الغالي والنفيس، وعلمتنا هذه التجربة أن جل المسألة هو صراع بين منطقين، منطق الجهل والتضليل وغطرسة القوة، وبين منطق المعرفة والتنوير والأخلاق. وتابع: ونحن نتأمل في هذه الرحلة نسأل أنفسنا، أين ينبغي أن نكون ونوافذنا الإخبارية مفتوحة في الأعوام المقبلة، فأول نافذة علينا عدم مغادرتها، هي نافذة الإنسان، ففي العامين الماضيين كانا بحق ذكرى صعبة وأليمة، ومرحلة صعبة مرت على البشرية، أسرت الأنفاس، وجعلت التنفس نفيسًا على الجميع، بين من هم في بيوتهم من غير سجان، وبين من سجنهم القهر وغطرسة القوة. ولفت السيد أحمد اليافعي إلى أن ذلك دفع الإنسان إلى إعادة تشكيل الكثير من المسلمات، وتوجيه بوصلته إلى قضايا غفل عنها كثيراً، لذلك سيبقى هذا الإنسان أينما كان على وجه البسيطة القضية الأهم، وسيبقى الإعلام الحارس الأخير لإنسانيته. وقال إن الجزيرة وبإشراف من سعادة رئيس مجلس الإدارة حرصت دومًا على التسلح بمجموعة أسباب وموجهات تمكننا من فهم كافة التحولات والاستفادة منها كفرصة، وقطعنا في ذلك شوطًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة الماضية، وصلنا فيها إلى مختلف شرائح الجمهور بجديده وأصيله، وتربعنا فيها على عرش المشاهدات مقارنة بغيرنا من المنافسين. وتابع: إن الجزيرة اليوم، وبعد عامين من تغطية قصة جائحة كورونا تتربع أيضا على عرش التفاعل والولاء، مقارنة بغيرنا من المنافسين والمؤثرين والموزعين، فالتفاعل والولاء كنز لا يشترى. لافتًا إلى أنه من بين كل 10 متفاعلين مع المحتوى الاخباري العربي بشكل عام، منهم 5 يتفاعلون مع محتوى الجزيرة، فـ 47 % من إجمالي التفاعل العربي مع المحتوى الإخباري والبرامج الإخبارية والاستقصائيات يتفاعلون مع محتوى الجزيرة، ولذلك فإن الجزيرة بجمهورها أصبحت هي الوطن والفضاء، الذي يتفاعل فيه الناس. واضاف السيد أحمد اليافعي أن الجزيرة تؤمن بأن محتوى الأخبار عليه أن يضيف جديدًا، وأنه مع ظهور المنصات الجديدة، والمنصات الناقلة، زاد الطلب على الخبر، وأن العالم الرقمي والذكاء الاصطناعي فرض على صانع المحتوى ظروفًا لم يعتد عليها، وعلينا أن ننجح في معركة البيانات "والخوارزميات"، وأن نساهم في خلق وعي قادر على صد دعاة منطق الجهل والتضليل وجيوش الذباب. وقال: إن المستقبل هو لحق الإنسان في المعرفة وحقه في أن ينشئ المحتوى ويتفاعل معه، ويعيد توزيعه، ونحن في الجزيرة وفي السنوات الأخيرة الماضية أخذنا بجملة مبادرات في مسارات مختلفة من أجل عملية المحتوى الإخباري، واليوم ننتهي من المشروع الأحدث، وهو غرفة الأخبار الجديدة، وهو مشروع نتاج عمل عميق ودقيق ودراسة طفنا فيها العالم العربي، وأجزاء من العالم، لنفهم متطلبات وسلوك المشاهدين العرب. واضاف أن غرفة الأخبار الجديدة ستأتي للمشاهد أكثر، لنأخذ بيديه، لنقرأ سويًا على العالم قصصًا من حكايات الإنسان، وصراعات الجغرافيا. مؤكداً إيمانه بما ستقدمه الجزيرة في المستقبل، وأن الجزيرة أمامها فرصة لتقود الركب كمؤسسة إعلامية عالمية رائدة، لترسم علاقة محتوى الأخبار بمستقبل الإعلام. مجددًا العهد مع الجمهور بأن تبقى الجزيرة هي الأقرب إلى نبضه، والأصدق والأدق في نقل أخباره، والأولى في اختياره.
د. مصطفى سواق: الجزيرة أسست نموذجاً إعلامياً لا يمكن تجاهله