حزب الله اللبناني وإسرائيل يتبادلان القصف
Al Sharq
تصاعد التوتر على الحدود بين لبنان واسرائيل، بعد القصف المتبادل بين حزب الله اللبناني وقوات الاحتلال الاسرائيلي، فيما وصفت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان
تصاعد التوتر على الحدود بين لبنان واسرائيل، بعد القصف المتبادل بين حزب الله اللبناني وقوات الاحتلال الاسرائيلي، فيما وصفت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «يونيفيل» الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بـ»الخطير للغاية»، داعية إلى تهدئة الأوضاع ووقف التصعيد. وقالت «يونيفيل» في بيان، امس، إن اللواء ستيفانو ديل كول، رئيس بعثة الـ»يونيفيل» وقائدها العام، على اتصال مباشر مع الأطراف كافة ويدعو إلى وقف إطلاق النار فورا. وأضافت أنها «تعمل بنشاط مع الأطراف عبر جميع آليات الارتباط والتنسيق، الرسمية وغير الرسمية، لمنع الوضع من الخروج عن نطاق السيطرة، كما أننا ننسق مع القوات المسلحة اللبنانية لتعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء منطقة العمليات». وفي سياق متصل، أعلن الجيش اللبناني، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت 40 قذيفة مدفعية على المناطق الجنوبية للبلاد. وأفاد بيان صادر عن الجيش بأن 10 قذائف سقطت في أطراف بلدة السدانة، و30 قذيفة سقطت في خراج بلدتي بسطرة وكفرشوبا، مما دفع إلى اندلاع عدد من الحرائق. وأضاف أن وحدة من الجيش أوقفت في بلدة شويا أربعة أشخاص قاموا بإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضبطت الراجمة المستخدمة في العملية. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قصف في وقت سابق امس، بقذائف المدفعية، مواقع بتلال كفرشوبا والهبارية في منطقة العرقوب جنوبي لبنان، بعد إطلاق صواريخ من مرتفعات جبل الشيخ بلبنان باتجاه الكيان الإسرائيلي. وفي إشارة إلى أن هجومه كان محسوبا لتجنب المزيد من التصعيد، قال حزب الله إنه قام «بقصف أراض مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا» ردا على الضربات الجوية الإسرائيلية التي أصابت مناطق مفتوحة أيضا في لبنان. من جانبها، أفادت الرئاسة اللبنانية، في بيان، أن الرئيس ميشال عون، اطلع على القصف الإسرائيلي الذي تعرضت له قرى وبلدات حدودية، وتلقى تقارير من قيادة الجيش حول ملابسات ما حصل. ولفت البيان، أن الرئيس اطلع على الإجراءات التي اتخذها الجيش لإعادة الهدوء والاستقرار بالتعاون مع قيادة (يونيفيل). ومن جهته، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب، امس، الأمم المتحدة إلى الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها لسيادة بلاده. جاء ذلك في بيان للحكومة اللبنانية، بالتزامن مع تنامي التصعيد العسكري على الحدود مع إسرائيل. وطالب دياب «الأمم المتحدة بالضغط على إسرائيل وإلزامها باحترام القرار 1701، ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية». وأكد دياب «ضرورة وقف الخروقات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية، والتي بلغت ذروتها الخميس من خلال الغارة التي نفذها طيران العدو على الأراضي اللبنانية». بدوره، اعتبر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في بيان، أن «الوضع على الحدود مع العدو الإسرائيلي خطير جدا، وتهديد غير مسبوق للقرار 1701». وأضاف أن «استخدام الجنوب منصة لصراعات إقليمية غير محسوبة النتائج والتداعيات خطوة في المجهول تضع لبنان كله في مرمى حروب الآخرين على أرضه». وشدد على أن لبنان «ليس جزءا من الاشتباك الإيراني ـ الإسرائيلي في بحر عُمان (..) الدولة اللبنانية بقواها العسكرية والأمنية هي المسؤولة عن حماية المواطنين وتوفير مقومات السيادة». في السياق أفاد مراسل الأناضول، بأن الطيران الإسرائيلي يحلق بشكل مكثف في منطقة شبعا، فيما قصفت مدفعية جيش الاحتلال تلال منطقتي كفرشوبا والهبارية. وقالت إسرائيل إنها لا ترغب في التصعيد إلى حرب كاملة، لكنها مستعدة لها. وقال المتحدث العسكري الاسرائيلي اللفتنانت كولونيل أمنون شيفلر للصحفيين «ما نفهمه هو أن حزب الله تعمد استهداف مناطق مفتوحة من أجل عدم تصعيد الموقف». وبدأ الهجوم يوم الأربعاء بضربة صاروخية على إسرائيل من لبنان لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها. ودفع ذلك الهجوم، الذي لم يعلق حزب الله عليه، إسرائيل للرد بضربات مدفعية وجوية. وقال حزب الله، أحد الحلفاء الرئيسيين لإيران في الشرق الأوسط، إنه أطلق عشرات الصواريخ امس على أرض فضاء بالقرب من مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا الحدودية المتنازع عليها ردا على الضربات الجوية الإسرائيلية الخميس. وذكر الجيش الإسرائيلي أن نظام القبة الحديدية اعترض عشرة من أصل 19 صاروخا امس، منها ستة سقطت في مناطق مفتوحة وثلاثة سقطت داخل جنوب لبنان. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إنه يتشاور مع قادة الدفاع والجيش بشأن العنف. وقال الجيش إنه قصف «مواقع إطلاق الصواريخ في لبنان» امس ردا على صواريخ حزب الله. من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، امس، إن «وضع لبنان محفوف بالمخاطر، ويمكننا أن نجعله أكثر خطورة».وقال الوزير الإسرائيلي في حديث للقناة الإسرائيلية (12) «لا ننوي السماح لحزب الله باللعب معنا، وحزب الله يعرف ذلك». وأكمل «وضع لبنان محفوف بالمخاطر، ويمكننا أن نجعله أكثر خطورة». وكان غانتس يتحدث للقناة الإخبارية الإسرائيلية، خلال إطلاق صواريخ من جنوبي لبنان باتجاه إسرائيل. وقال غانتس «نُوصي حزب الله والجيش اللبناني والحكومة اللبنانية، بعدم شد الحبل مع دولة إسرائيل». وأضاف «لا مصلحة لنا في دولة لبنان إلا الأمن، يكون هدوء هناك، عندما يحل الهدوء من هناك». وبدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل وجهت «رسالة تهدئة»، بعد التصعيد الأمني الذي شهدته المنطقة الحدودية مع لبنان خلال الساعات الأخيرة. وأضافت «أكد الجيش الإسرائيلي على أنه لا يذهب إلى تصعيد الأوضاع أو خوض حرب»، موضحًا انه ليس بصدد جعل لبنان «خط مواجهة». واستدركت «في نفس الوقت فقد شدد الجيش على أنه لا يمكن لإسرائيل أن تكون عنوانا لحالة انعدام سيطرة الحكومة في لبنان، ولن تحتمل وضعا من هذا القبيل».More Related News