حريق الأقصى .. ذكرى مشؤومة وخطر متصاعد
Al Raya
القدس المحتلة – الجزيرة نت: لا يمرّ يوم 21 أغسطس مرور الكرام في ذاكرة المقدسيين ممن شهدوا جريمة حرق الأقصى بالتاريخ نفسه عام 1969، حين أقدم مُتطرّف من أصل أسترالي يُدعى مايكل دنيس روهان على إشعال النيران بالمُصلى القِبلي بالمسجد الأقصى. يومئذ شبّ الحريق بالجناح الشرقي للمُصلى الواقع في الجهة الجنوبيّة للمسجد، والتهم محتوياته كاملة …
لا يمرّ يوم 21 أغسطس مرور الكرام في ذاكرة المقدسيين ممن شهدوا جريمة حرق الأقصى بالتاريخ نفسه عام 1969، حين أقدم مُتطرّف من أصل أسترالي يُدعى مايكل دنيس روهان على إشعال النيران بالمُصلى القِبلي بالمسجد الأقصى. يومئذ شبّ الحريق بالجناح الشرقي للمُصلى الواقع في الجهة الجنوبيّة للمسجد، والتهم محتوياته كاملة بما فيها منبر صلاح الدين الأيوبي التاريخي، كما هدّد قبّة المصلى الأثريّة. ومنذ ذلك الوقت يؤكّد المقدسيون أن ذكرى الحريق تزيدهم مقاومةً لمشاريع التهويد في المدينة المُقدّسة، من جانبه يذكر إمام وخطيب المسجد الأقصى المُبارك يوسف أبو سنينة أنه في ذلك اليوم كان يسير في طريق باب السلسلة (أحد أبواب المسجد الأقصى)، ورأى العشرات يهرولون باتجاه المسجد ويصرخون «احترق الأقصى.. احترق الأقصى». هرول أبو سنينة ذو ال 11 ربيعًا معهم، وشاهد بأم عينه النيران تأكل المُصلّى القبلي، فجلب وأقرانه الأطفال الدلاء والأوعية الفارغة من منازلهم، واتجهوا نحو الكأس (متوضأ الرجال المقابل للمُصلى القبلي)، وشرعوا في نقل الماء منه للرجال الذين عرّضوا أنفسهم للخطر أثناء إطفاء النيران، خاصة مع إعاقة الاحتلال وصول سيارات الإطفاء. وقال أبو سنينة: «عندما عُيّنت إمامًا في الأقصى عام 1980 كنت أعتلي المنبر الحديدي المؤقّت للخطابة حتى تمّ تجهيز منبر مُطابق لمنبر صلاح الدين الأيوبي عام 1994». ومنذ إحراقه قبل 52 عامًا حتى يومنا هذا، تتوالى الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، ويتضاعف الخطر عليه، مع تحوّل استهدافه وتهويده من أجندة هامشية لجماعات استيطانية مُتطرّفة محدودة العدد والتأثير، ليصبح هدفًا مركزيًا للحكومة الإسرائيلية مع انتقال المُجتمع الإسرائيلي نحو اليمين ونحو الصهيونية على نحو مُتزايد، ومع انتقال تلك الجماعات من الهامش لتُسيطر على الحكومة في عهد بنيامين نتنياهو، ثم مع تولي نفتالي بينيت أحد أقرب السياسيين لتلك الجماعات سدّة الحكم في إسرائيل. وفي ذكرى إحراقه، يرصد الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص 3 مشاريع استيطانيّة تسعى تدريجيًا إلى تهويد المسجد الأقصى وتحقيق الإحلال التام فيه للجماعات المُتطرّفة ببناء المعبد المزعوم على أنقاضه وفي مساحته كاملة. لكن المشاريع الثلاثة تصطدم بجدار الإرادة والمُقاومة الشعبيّة المقدسيّة التي تقف في وجه تكريسها.More Related News