
حرق على الخشب يبوح بالحبّ والنضال
Al Sharq
حُبَى جُمعة فلسطينية تعيش في بلدة يافة الناصرة، وتُدرّس طلاب الثانوية تحت بند صعوبات التعلّم، فهي معلمة تربية خاصة مميّزة، تحب عملها وطلابها وتبذل الكثير من
"حُبَى جُمعة" فلسطينية تعيش في بلدة يافة الناصرة، وتُدرّس طلاب الثانوية تحت بند "صعوبات التعلّم"، فهي معلمة "تربية خاصة" مميّزة، تحب عملها وطلابها وتبذل الكثير من أجل أن تحقق إنجازًا رائعًا، وحول هذا توضح لـ"الشرق": العمل والإنجاز هو أكثر ما يشعرني بالسعادة والراحة النفسية. تميزت حُبَى - 43 عامًا - بالحرق على الخشب، إلى جانب إنجازها التعليمي، حيث نبشت بداخلها عن موهبتها التي تملّكتها وشغلت بها وقتها فالموهبة الفنية كانت موجودة منذ الطفولة، لكن مشاغل الحياة وتركيز الجهد في تعليم الطلاب نحّاها جانبًا، وفق قولها. وتضيف: لكن الموهبة غالبًا ما تُلحّ على صاحبِها، ويا لسعادتي حينئذٍ، خاصة حين كنت أرى الإنتاج محسوسًا فألمسه بيديّ فور إنجازه وأستخدمه في حياتي اليومية.وتتابع: حتى وإن كان التعليم أمرًا رائعًا وفيه رسالة عظيمة، إلا أن أكثر ما ميز موهبتي في الحرق على الخشب الإنجاز الملموس الفوري، لقد أنعش روحي حقًا.رسمت على الخشب ثم أصبح الحرق عليه إدمانًا في حياتها، يشجعها والداها ويقترحان عليها أفكارًا، تضيف: لا يمر يومٌ إلا وأصنع فيه تحفةً رائعة، لا يهمني السهر ولا الحركة من حولي أو الضجّة، ومن أجمل أعمالي وأحبها لقلبي تلك المرتبطة بالوطن والقضية الفلسطينية، فلم يغب عني مفتاح العودة وخارطة فلسطين والأشعار الفلسطينية كأشعار غسان كنفاني ومحمود درويش وصورهما وغيرهما. ومن بين الكلمات التي خطتها بالحرق "هذه الأرض بلادي، وسماها ولعي حاضري مستقبلي مهدي ولحدي، لحمي فؤادي أضلعي"، وكذلك "لا تصالح ولو منحوك الذهب". وترى حُبى أن يتصف الإنسان بالإيجابية في حين أنه يعيش في بلدٍ مُحتلّ ويكون في مجتمعه قادرًا على استثمار موهبتِه والاستمتاع بها، واستثمارها في تصوير وطنه والتعبير عن حبه له وارتباطه الكبير به رغم القتل والتشريد والهدم والتهويد وتفشي الاستيطان والعنصرية، وطمس الروح، أن يكون كذلك إيجابيًا لأمرٌ رائع وعظيم. وتعلق: إنه يشعرني بالرضا، بل هو مقاومةٌ من نوعٍ فني لطيف. كيف لا وقد اعتقل الاحتلال المئات من الفلسطينيين وسجنهم ووضع قضاياهم في ملف سري، في حين أن تهمتهم الحقيقية بنظر المحتل والتي لا يكشف عنها كانت "الإيجابية" وحب الوطن؟