حالة نادرة تصيب 1 من أصل كل 5000 مولود.. سدرة للطب ينقذ حياة طفل مصاب "بالقيلة السُرّية"
Al Arab
نجح سدرة للطب في إنقاذ حياة طفل مصاب بالقيلة السُرّية الفتق السُرّي ، كان يعاني وهو جنين في بطن أمه من عيب كبير في جدار البطن، ما يعني أن أمعاءه
نجح سدرة للطب في إنقاذ حياة طفل مصاب بالقيلة السُرّية " الفتق السُرّي" ، كان يعاني وهو جنين في بطن أمه من عيب كبير في جدار البطن، ما يعني أن أمعاءه وكبده وأعضاء أخرى من جسمه كانت ملتصقة خارج البطن في كيس. وقد التقى فريق متعدد التخصصات مؤلف من أطباء الأم والجنين وطب الأطفال حديثي الولادة وجراحة الأطفال، خلال الاستشارات في سدرة للطب مع والدي الطفل، لمناقشة الخيارات المتاحة فيما يتعلق بحالة طفلهما والرعاية التي يمكن أن يحصل عليها في المستشفى . وقال البروفسور كريم كلش، رئيس قسم الأم والجنين في سدرة للطب إن "القيلة الُسرّية" هي حالة نادرة تصيب 1 من أصل كل 5000 مولود ، مشيرا إلى أن سدرة للطب تعامل مع العديد من هذه الحالات في قطر. وأضاف " كنا مؤهلين جيداً لإرشاد الوالدين خلال عملية العلاج والرعاية، ومن الأهمية بمكان تحديد حجم الضرر على الطفل، والأعضاء المتأثرة، واستبعاد الحالات الشاذة المصاحبة، وكذا من المهم أيضاً اطلاع الوالدين على مخاطر وفرص الرعاية الشخصية والعلاج المتاحة، وقد ناقشنا مجموعة واسعة من النتائج للتأكد من قدرة الأم وزوجها على اتخاذ قرار مستنير فيما يتعلق ببرنامج الولادة والرعاية ". ونوه إلى أنه بعد مراقبة منتظمة لكل من الأم والطفل " أنجبت "برانكا" طفلها " ميكيل " بعملية قيصرية تم التخطيط لها في سدرة للطب ، لافتا إلى وجود فريق من المتخصصين كان على أهبة الاستعداد لضمان حصول الطفل على الرعاية الطبية الفورية بمجرد ولادته. من ناحيته قال الدكتور غي بريسو، كبير الأطباء المعالجين في الجراحة العامة وجراحة الصدر في سدرة للطب "يمكن أن يعاني الأطفال المولودون مع "القيلة السُرّية" أحياناً من مشاكل في القلب والعمود الفقري والرئتين بالإضافة إلى الجهاز الهضمي . بعد ولادة ميكيل، خضع لفحص شامل وبمجرد أن تم التأكد من عدم تعرضه لخطر الإصابة بأمراض أخرى ، باستثناء القيلة السُرّية الكبيرة ، قررنا أن نترك جلد بطنه ينمو حتى يبلغ العامين أو ثلاثة أعوام من العمر ، ويُطلق على هذه الطريقة اسم تقنية "الطلاء والانتظار" ومن شأنها أن تساعد في تكوين الجلد فوق الكيس الرقيق، ما يسمح للبطن بالنمو والتمدد بما يكفي قبل الجراحة" موضحا أن إصلاح البطن تطلب أن تتم عملية الرعاية والعلاج على مراحل . وتابع " هناك العديد من الضمادات المختلفة المتوفرة "لطلاء" الكيس الرقيق لحمايته من التلف والبكتيريا ، وقررنا أيضاً استخدام تقنية جديدة - قديمة هي ضمادات العسل، حيث يستخدم العسل الطبي مكونات طبيعية من العسل لحماية الكيس الرقيق" بينما ننتظر نمو الجلد وحماية الكيس، فالعسل الطبي ليس له آثار جانبية كالضمادات السابقة ". وبين أنه تم إدخال الطفل إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في سدرة للطب، لأن حالته تتطلب إشرافاً مستمراً، خاصة أثناء أوقات التغذية، حيث كانت أمعاءه خارج جسمه جزئياً . وبدورها ، قالت الدكتورة شارلوت تشيرنينغ، رئيس وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في سدرة للطب إن الطفل بقي في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة في سدرة لمدة شهرين تقريباً ، موضحة أن تغذية الأطفال المصابين بالقيلة السُرية تُعد تحدياً صعباً، وتتطلب خبرة تخصصية . وبينت أنه من أجل دعم نموه، تم إدخال الغذاء إلى جسمه من خلال خط وريدي مركزي في الدم " تغذية وريدية" ، حيث تألف غذاؤه من الحليب فقط في عمر الشهر، وذلك بضخه ببطء وزيادته بشكلٍ تدريجي . وذكرت سدرة للطب في هذا السياق أن "ميكيل " مكث في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بها مدة شهرين ونصف تقريباً، خرج بعدها من المستشفى. وقالت إنه بفضل نظام الأدوية والعناية الجيدة بالبشرة والتغذية، تحسنت صحته، لكنه لاحقا خلال ذروة انتشار فيروس كوفيد-19، تم نقله إلى قسم طوارئ الأطفال في سدرة، حيث بدأ يتقيأ بشكل غير متوقع سوائل سوداء مخضرة. وأضافت أن الفحص المعدي المعوي أكد أن الطفل أصيب بانسداد في أمعائه، يُعرف باسم الفتق الجنيني، وهو شذوذ خلقي نادر تصبح فيه أمعاء الطفل الدقيقة محاصرة وهو ما يجعل بالضرورة معالجة هذه الحالة، التي يُحتمل أن تكون مهددة للحياة ، وبينت في هذا الخصوص أن الطفل خضع على الفور لعملية جراحية طارئة لإصلاح انسداد الأمعاء ، حيث استغرقت هذه الجراحة ثلاث ساعات ، وشارك فيها فريق مؤلف من جراحَين وثلاثة أطباء تخدير وثلاث ممرضات ، وأنه نظراً للحاجة إلى الجراحة الطارئة، قرر الجراحون إغلاق عضلة بطنه وإصلاح القيلة السُرية في الوقت نفسه. وأكدت سدرة للطب أن هذه الجراحة حققت نجاحاً كبيراً، إذ قام الجراحون بتصحيح الفتق وإغلاق عيب البطن دون استخدام أي شبكة، وأنه بعد أن أمضى ثمانية أيام في وحدة وطابق العناية المركزة للأطفال، أُعيد إلى المنزل وتعافى في غضون شهرين ، وأنه لا يزال يزور سدرة للطب بشكلٍ دوري لإجراء بعض الفحوصات الطبية.More Related News