![جيف هارلينج الخبير العسكري الأمريكي لـ الشرق: تفجير كابول محاولة لإشعال فتنة بين واشنطن وطالبان](https://al-sharq.com/get/maximage/20210828_1630178621-628.jpeg)
جيف هارلينج الخبير العسكري الأمريكي لـ الشرق: تفجير كابول محاولة لإشعال فتنة بين واشنطن وطالبان
Al Sharq
أبدى جيف هارلينج، زميل مؤسس بمركز الأسلحة والأمن بمعهد السياسة الدولية، والباحث الأكاديمي المتخصص بالعلوم العسكرية والسياسية تعليقه على الهجوم الانتحاري الذي نفذه
أبدى جيف هارلينج، زميل مؤسس بمركز الأسلحة والأمن بمعهد السياسة الدولية، والباحث الأكاديمي المتخصص بالعلوم العسكرية والسياسية تعليقه على الهجوم الانتحاري الذي نفذه تنظيم (داعش- خاراسان) الخميس الماضي قرب مطار كابول. وأوضح هارلينج أن إدارة بايدن تحملت كافة اللوم والمسؤولية عن مستجدات أحداث أفغانستان، ولكن إصرارها على الموعد النهائي للانسحاب يوضح بأكثر من صورة أن هذا الفصل تبدو الرغبة أكبر من أي وقت مضى في إغلاقه تماماً أيما كانت السيناريوهات، وأن تطورات المشهد الأفغاني الأخيرة لن تؤثر على الموقف الأمريكي برحيل القوات الأمريكية في موعد 31 أغسطس المقبل، وثبات الرئيس بايدن على موقفه خلال ذلك بالرغم من ضغوطات عديدة تعرض لها، وسيناريوهات صارت أكثر تعقيداً في ضوء التفجيرات الأخيرة، موضحاً إنه من غير المنطقي تحميل المسؤولية الكاملة لحركة طالبان أو توجيه الاتهامات بدورها في فتح المجال لإرهابيي داعش، حيث إن الحركة ليست من مصلحتها استهداف العناصر الأمنية الأمريكية التي بصدد الرحيل في غضون أيام معدودات ولن تغامر في ضوء كل الرسائل الإيجابية التي تحاول بها طمأنة المجتمع الدولي أن تتورط في عمليات إرهابية خاصة مع تعهداتها بألا تكون أفغانستان ملاذا لجماعات متطرفة تستهدف أمريكا والقوات الغربية، كما أوضح في الوقت ذاته الفشل الاستخباراتي العميق في رصد وتنبؤ مستجدات الأحداث في أفغانستان، وخاصة فيما يتعلق بتوقيت سيطرة طالبان ما خلق سيناريو من الفوضى في عمليات الإجلاء المتعجلة والتي كشفت ثغرات أمنية استغلها إرهابيو داعش في عملياتهم التفجيرية الإجرامية، موضحاً في تصريحاته لـ الشرق عن المأزق الحالي لإدارة فريق الرئيس جو بايدن بتواجد عدد قوات أمريكية لا يتناسب مع حجم المخاطر والتهديدات وعدم منطقية إرسال مزيد من الجنود في طريق الأذى، في وضع لن يكون فيه حلاً سهلاً، ويضيف مزيداً من التعقيد البالغ الصعوبة في مهمة إجلاء لم تكن سهلة أبداً في الأيام الأخيرة. ◄ حسم رحيل القوات يقول جيف هارلينج، الزميل المؤسس بمركز الأسلحة والأمن بمعهد السياسة الدولية، والباحث الأكاديمي المتخصص بالعلوم العسكرية والسياسية: إن تحمل الرئيس بايدن لتبعات السيناريوهات القائمة في أفغانستان يتم من منطق مسؤول بكل تأكيد، ولكنه يؤكد أن حسم قرار الانسحاب والموعد النهائي لن يتم الحياد عنه لدى إدارة وفريق مجلس الأمن القومي للرئيس بايدن رغم ما وقع من تفجير مأساوي في محيط مطار كابول حامد كرزاي، وهذا الاتجاه الرئيسي يؤكد أن كل النظريات حول بقاء القوات العسكرية الأمريكية أو المشاركة في بناء حكومة وأمة ديمقراطية وما إلى ذلك من تصورات سابقة صار الآن في أدراج الرياح تماماً، وكان من الخطأ الأمريكي بكل تأكيد الاستمرار في هذه الحرب لهذه المدة ولم يكن مفترضاً سوى بقاء عدد محدود من الجنود وتنسيق عمليات الإجلاء استخباراتياً بصورة أكبر مما تمت بكثير، وجاء تفجير مطار كابول ليجعل الأوضاع المعقدة أكثر تعقيداً بكثير مما هي عليه، وتوجيه أصابع الاتهام وتأجيج فتيل المواجهة كان الهدف الرئيسي لهذا التفجير الإرهابي، وهو أمر عموماً تقع مسؤوليته الأمنية على عاتق الجانبين ولكن في خضم كل تلك الفوضى والأحداث المتسارعة لم يكن اختراق الحواجز الأمنية من قبل متطرفين وإيجاد ثغرات في النقط التأمينية للمطار وحتى الوصول إلى أقرب نقطة للقوات الأمريكية لم يكن سيناريو مستبعداً، خاصة إن هناك فشلا استخباراتيا عميقا للجانب الأمريكي بكل وضوح فيما يتعلق بالمشهد الأفغاني وأخطأت تقديراتهم الخاصة بسقوط كابول ما جعل عملية الإجلاء تتم بهذه الوتيرة المتسارعة بأجوائها الفوضوية، كما أن التهديدات الأمنية تزايدت بكثرة في ضوء كل هذا والخطر الإرهابي كان وما زال حاضراً حتى اللحظة لإشعال مواجهات وبدء توجيه الاتهامات وتحريك فتنة اشتباك بين القوات الأمريكية وقوات طالبان، فتذهب التفسيرات إلى أنه صحيح أن القوات الأمريكية مسؤولة الآن عن تأمين المطار، ولكن طالبان التي تسيطر على البلاد الآن هي التي تحدد من يملك إمكانية الوصول للمطار، ولكن ما مصلحة طالبان في ذلك؟ منطقياً ليس بالشيء الكثير بل على العكس تماماً، فالموعد النهائي يقترب في غضون أيام معدودات وأمريكا تفهمت مطالب الحركة في ضرورة الالتزام بالموعد رغم الضغوط التي واجهها الرئيس بايدن من حلفائه في أوروبا. ◄ خسائر أمريكية ويتابع جيف هارلينج الخبير العسكري الأمريكي في تصريحاته لـ الشرق: إنه صحيح إنه كانت هناك تعهدات من البيت الأبيض والرئيس بايدن بأن أفراد الخدمة العسكرية الأمريكية لن يتعرضوا لأي هجوم حتى الموعد النهائي، ولكن هذه المعطيات كانت وفقاً للتفاهمات العسكرية ما بين القوات الأمريكية وحركة طالبان، وبالرجوع إلى بداية التنسيق العسكري الأمني بين الجانبين في أكثر من هدنة لوقف إطلاق النار والتي ساهمت في إنجاح اتفاق 29 فبراير بين ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان، فإنها كانت تشهد أيضاً أعمال عنف وأعمال إجرامية وكان يتم التنسيق ما بين الجانبين لتقويض ذلك وليست الأعمال الإرهابية جلها من مسؤولية طالبان خاصة حينما تجري الأمور في صالحها أو بوجود توجهات متشددة بداخلها نحو القوات الأمريكية، ووجدنا أن نسبة الخسائر في الأرواح منذ اتفاق 29 فبراير بداخل صفوف القوات الأمريكية قد تقلصت للصفر في عدد الشهور التي أعقبت اتفاق الانسحاب قبل تطور الأحداث كما شاهدنا، وأمريكا ليست بحاجة لشبهات استخباراتية قائمة على نظريات المؤامرة، فلا مبرر على الإطلاق ما تحتاجه أمريكا لإبقاء قواتها بل كان هدف الرحيل الرئيسي هو حماية أفراد الخدمة العسكرية ووضع حد للخسائر في الأرواح التي بلغت آلاف خلال عقدين من تاريخ الانخراط العسكري الأمريكي في المشهد الأفغاني. ◄ مشاهد مؤسفة واختتم جيف هارلينج الخبير الأكاديمي المتخصص بالعلوم العسكرية والسياسية تصريحاته موضحاً: إنه بكل تأكيد جاءت التفجيرات وما خلفته من ضحايا في مشاهد مؤسفة ومؤلمة لمشاهداتها خاصة وإن الأوضاع في المطار كانت صعبة ومعقدة بما يكفي بإضافة تلك المأساة إليها، وما يجعل الأزمة أكثر استفحالاً هو أن عدد القوات الأمريكية المتواجدة الآن لتأمين مطار كابول بات من الواضح أنها لا تتناسب مع قدر التهديدات والمخاطر الأمنية، فما الحل إذن؟ هل بإبقاء العدد الحالي من القوات في انتظار تفجير جديد أم بإرسال مزيد من القوات إذا كان هذا ممكناً من الأساس والمخاطرة بأرواحهم أيضاً في ظل أوضاع تتصاعد في لحظات ولا يدري أحد أبعادها حتى اللحظة، لا يوجد لدى فريق الأمن القومي أي حلول لن تكون صعبة ومعقدة وما أضافته الأحداث الأخيرة تعقد من الصورة بشكل أكبر.More Related News