![جريمة في العقار 24.. لماذا شارك الرئيس السادات في اغتيال أمين عثمان؟](https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2021/09/السادات.jpg?resize=1200%2C630)
جريمة في العقار 24.. لماذا شارك الرئيس السادات في اغتيال أمين عثمان؟
Al Jazeera
أُلقي القبض على أعضاء الجمعية السرية بتهمة اغتيال أمين عثمان، وضُبطت الأسلحة، وقد حاول السادات التواصل في الحبس مع أعضاء الجمعية لتغيير أقوالهم، واستطاع بالفعل إقناع البعض.. إليكم القصة من البداية.
في سبتمبر/أيلول 1882، انهزم الجيش المصري الوطني الذي قاده لأول مرة في تاريخ البلاد حتى القرن التاسع عشر الميلادي ضابط مصري فلاح هو أحمد عرابي. لقد قاد عرابي الجيش لإصلاح المنظومة السياسية الحاكمة في مصر، ودعم البرلمان المنتخب، ودافع عن تمثيل الشعب ومصالحه، وسعى لتحسين حياة الموظفين المصريين والفلاحين وتخليصهم من ظلم المحاكم المختلطة التي أنشأها الخديوي إسماعيل بضغط من دائنيه الفرنسيين والبريطانيين والنمساويين والطليان وغيرهم.
وبفضل الجيش المصري الذي التحم مع الثورة المصرية، تخلَّصت البلاد من الخديوي إسماعيل عام 1879، وبفضله أيضا نجحت الثورة العرابية في سبتمبر/أيلول 1881 ضد الخديوي توفيق في تصحيح المسار السياسي والدستوري في البلاد، لكن ما كان لتوفيق، ومن قبله والده إسماعيل، أن يرضى بسلطة الشعب، ومن ثمَّ فإنه طلب تدخُّل البريطانيين الذين استغلوا هذه الفرصة للقضاء على عرابي والجيش المصري الوطني في معارك الإسكندرية والتل الكبير، وبعدها، نُفي عرابي ورفاقه من زعماء السلاح إلى جزيرة سيلان (سريلانكا) نحو عشرين عاما، وأنشأ الإنجليز على أعينهم جيشا جديدا مختلفا كليا عما سبقه جعلوا قيادته العليا كلها من البريطانيين، كما نقلوا تبعية البوليس المصري إلى المفتش العام البريطاني.
لم تقتصر السيطرة البريطانية على الشؤون السياسية والعسكرية والاقتصادية في مصر، بل تعدتها إلى مفاصل الحياة الأخرى كافة، ولطالما اشتكى مصطفى كامل باشا زعيم الحركة الوطنية المصرية من هذه التدخلات وآثارها الخطيرة على مستقبل البلاد، ففي مقال نشره في جريدة "ريتينج" الألمانية بتاريخ 9 مارس/آذار 1898، أكَّد كامل أن "الإنجليز هم القابضون على الحياة المادية والأدبية في البلاد، وفي أيديهم معاول وأشرَاك، ينسفون بالأولى الحياة الأدبية، ويصطادون بالثانية مجهودات الأمة، فإنهم قد أكثروا من المدرسين الإنجليز ليُلقِّنوا العلم لقوم لغتهم العربية باللغة الإنجليزية، ولينسفوا ما بقي من مكارم إسلامية، وأخلاق أهلية، وإحساسات وطنية"[1].