جذور ظاهرة الإسلاموفوبيا بالأندلس.. اعتمدت الإساءة لرسول الإسلام وأجّجت فظائع محاكم التفتيش وأسست لليمين المسيحي المتطرف
Al Jazeera
جدد إعلان مقتل السويدي لارش فيلكس الذي اشتهر برسومه المسيئة إلى النبي (ص) النقاش بشأن ظاهرة الإسلاموفوبيا بالغرب، التي يكشف هذا المقال جذور تشكّلها بحركات اليمين المسيحي المتطرف بالأندلس قبل 1200 سنة.
أعلنت السلطات السويدية مقتل الرسام لارش فيلكس بحادث سير، وهو الذي اشتهر إعلاميا برسومه المسيئة إلى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم؛ فتجدد بذلك النقاش -في الفضاءات العامة- بشأن ظاهرة الإسلاموفوبيا بالغرب وخلطها المستهجَن بين حرية التعبير وجريمة ازدراء الأديان. وهو موضوع حساس جاء هذا المقال لكشف جذوره التاريخية البعيدة ممثلة في نشأة حركات اليمين المسيحي المتطرف بالأندلس قبل 1200 سنة.
فمن المعروف للمهتمين بالدراسات التاريخية المقارنة أن تجربتيْ الحروب الصليبية بالمشرق الإسلامي والتعايش الديني بالأندلس كانتا خطوط تماسّ ساخنة بين الثقافتين الإسلامية والمسيحية، وأن الكثير من مواريث الصور النمطية والذهنية المتكوّنة حديثا عن الإسلام -ولاسيما عند الأوروبيين- لها ظلال تاريخية وجذور داخل ذلك اللقاء الصاخب، الذي تمّ سِلْما في لحظات كثيرة من تاريخ الأندلس الإسلامية، أو في خضمّ الحروب الطاحنة التي دامت قرنيْن في أكناف بيت المقدس.
وإذا كانت الحضارة الإسلامية اشتهرت بأنها تضع التعارف الحضاري سمة بارزة في منهجها؛ فإن التعرف على مواضع الخلل التاريخي تظلّ أولية كبرى داخل سمات هذا التعارف، فمن المفيد معرفيا أن ندرك أن الكثير من جذور الظواهر الحالية التي تدعو إلى الصدام بديلا عن الحوار والتعايش لها جذورها القديمة، وأن بعض الحركات المسيحية المتطرفة التي نشأت ببلاد الأندلس قد تكون إحدى الحواضن الثقافية التي يستمدّ منها فكرياً اليمينُ المسيحي المتطرف المنتشر اليوم بأوروبا، خصوصا على صعيد التصورات والموقف العدائي من المختلف.