تواصل عمليات الإجلاء بمطار كابول وسط أجواء مشحونة
Al Sharq
في ذكرى استقلالها، شهدت أفغانستان مظاهرات في مناطق متفرقة من البلاد، ورفع المتظاهرون من الرجال والنساء العلم الوطني كتحد واضح لسيطرة
في ذكرى استقلالها، شهدت أفغانستان مظاهرات في مناطق متفرقة من البلاد، ورفع المتظاهرون من الرجال والنساء العلم الوطني كتحد واضح لسيطرة طالبان على مقاليد السلطة في البلاد بعد 20 عاما. وتحدث شهود عيان عن اطلاق أعيرة نارية في المناطق، من قبل افراد من طالبان ما أسفر عن سقوط قتلى. في غضون ذلك، تواصل القوات الغربية عمليات الاجلاء عبر المطار العسكري بكابل، وسط أجواء مشحونة بسبب تكدس المدنيين الراغبين في مغادرة بلادهم، بسبب مخاوف من العودة الى ما قبل 2001، رغم ما قدمته الحركة من تطمينات. ويصادف أمس عيد استقلال أفغانستان، الذي يحيي ذكرى معاهدة 1919، التي أنهت الحكم البريطاني في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، وفي هذه الذكرى خرجت مظاهرات في أنحاء متفرقة من البلاد. وتداولت شبكات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو لمتظاهرين رجالا ونساء يرفعون العلم الوطني، هاتفين "علمنا هويتنا". بينما لقى متظاهرون آخرون بمدينة أسد آباد شرقي البلاد، حتفهم حين كانوا يلوحون بالعلم الأفغاني بعدما أطلق أفراد من طالبان النار، ولم تتضح بعد أسباب الوفاة، إن كانت بسبب إطلاق النار أم بسبب التدافع الذي عقبه. وذكرت وسائل اعلام، أن محتجين في بعض المناطق مزقوا راية طالبان البيضاء. ويأتي ذلك بعد يومين من مقتل 3 في احتجاجات مماثلة بمدينة جلال آباد. ولاقت الاحتجاجات في افغانستان، دعما من أمرالله صالح النائب الأول للرئيس أشرف غني، حيث غرد على تويتر، "تحياتي إلى من يرفعون العلم وبهذا يدافعون عن كرامة الأمة". وفي وقت سابق، أعلن صالح أنه لم يغادر أفغانستان وأنه الرئيس الشرعي القائم بالأعمال، بعد فرارغني الى خارج البلاد. *تطمينات طالبان وبهذه المناسبة، قالت حركة طالبان "من حسن الحظ أننا نحتفل اليوم بذكرى الاستقلال عن بريطانيا. في الوقت نفسه، ونتيجة لمقاومتنا الجهادية، أجبرنا قوة عالمية متغطرسة أخرى هي الولايات المتحدة على الفشل والانسحاب من أراضينا المقدسة في أفغانستان". وفي أول مؤتمر صحفي تعقده بعد سيطرتها على كابول، قدمت الحركة وجها أكثر اعتدالا، حيث تعهدت بعدم السماح باستخدام الأراضي الأفغانية ضد الآخرين وباحترام حرية المعتقدات لكل الأفغان، مشددة على أنها لن تسمح لأي أحد بأن يبث نعرات على أساس العرق أو الدين تحت شعار أفغانستان موحدة للجميع. كما تعهدت بمنح المرأة الأفغانية حقوقها الكاملة وفقا للشريعة، وبالسماح لوسائل الإعلام بممارسة عملها بحرية واستقلال. وأكدت أن الفرق ضخم بين طالبان الآن وطالبان وقبل 20 عاما. لكن حسب ما ذكرته وسائل اعلام، فإن طريقة تعامل طالبان مع المحتجين، قد تحدد مدى ثقة الشعب الافغاني في تطميناتها بأنها تغيرت عما كانت عليه قبل عام 2001. *اجلاء مستمر وسط أجواء مشحونة في مطار كابل، تتواصل عمليات إجلاء آلاف الرعايا الغربيين والأفغان، بسبب اطلاق النار وقنابل الغاز والرصاص المطاطي لتفريق المحتشدين. وقتل حوالي 17 شخصا منذ الأحد الماضي في المطار، جراء اطلاق النار والتدافع بين المستميتين في المغادرة عقب وصول طالبان الى مقاليد السلطة في البلاد. وقد تستغرق عمليات الاجلاء وقتا أطول من المتوقع، وهو ما دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن، الى قرار بقاء قوات بلاده في أفغانستان حتى بعد موعد الانسحاب آخر الشهر الجاري، أي حتى إجلاء جميع رعايا الولايات المتحدة إذا تطلب الأمر ذلك. وفي تعقيب على قرار بايدن، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي جريجوري ميك في تصريحات "إم.إس.إن.بي.سي" "نحن بحاجة للتأكد من أن كل فرد من الذين نعرف أنهم عرضوا حياتهم للخطر قد أصبحوا خارج البلاد. إذا كان هذا يعني ضرورة بقاء قواتنا لفترة أطول فيجب أن نفعل ذلك، ولو تطلب الامر أن جلب المزيد من القوات للتأكد من أننا نستطيع إخراجهم بأمان". وكانت القوات الأميركية أغلقت المطارالاثنين الماضي، عقب حدوث فوضى عمت مدرجاته بسبب تدافع المدنيين في محاولات بائسة للفرار من طالبان، لكن أعيد فتح المطار بعد ساعات لتستأنف رحلات الاجلاء التي تسيرها دول عديدة. وأظهرت لقطات مصورة، مئات الأشخاص يركضون لمحاولة، التعلق بجسم طائرة عسكرية وهي بصدد الاقلاع. وأظهرت صور حشودا من الأفغان تنتظر على مدرج المطار بينما وقفت القوات الأمريكية للحراسة، وتأمين عمليات الاجلاء ومنع الفوضى. من جهة أخرى، قدمت طالبان تعاونا لعبورالرعايا الاجانب نحو المطار العسكري، وأطلق افراد من مقاتلي الحركة أعيرة نارية في الهواء أول أمس لتفريق الحشود. ونقلت رويترز عن المسؤول في طالبان، ألقى اللوم على عاتق "خطة إجلاء فوضوية" تنفذها القوات الغربية من أفغانستان، و التي تسببت في حالة من الفوضى. وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إن الازدحام في مطار كابل هو التحدي الأكبر. ومن الصعب التعامل مع الأشخاص اليائسين"، مؤكدا أن طالبان تتعاون في عبور المواطنين البريطانيين والمتعاونين الأفغان نحو نقاط الإجلاء. لكن حسب شهود عيان، فإن مسلحين من حركة طالبان منعوا مدنيين من الوصول إلى مطار كابول أول أمس، بحسب ما نقلته عنهم رويترز.More Related News