تلفزيون قطر.. 52 عاما من التنوير
Al Sharq
مرت أمس الذكرى الـ 52 لانطلاق تلفزيون قطر، والذي نشأ في 15 أغسطس عام 1970 بالأبيض والأسود لفترة تتراوح بين ثلاث وأربع ساعات يوميا بواسطة جهاز إرسال صغير، وذلك من
مرت أمس الذكرى الـ 52 لانطلاق تلفزيون قطر، والذي نشأ في 15 أغسطس عام 1970 بالأبيض والأسود لفترة تتراوح بين ثلاث وأربع ساعات يوميا بواسطة جهاز إرسال صغير، وذلك من ملحق مبنى إذاعة قطر مكون من 9 غرف واستوديو صغير، إلى أن لحقه التطور بالبث ملوناً مطلع يوليو عام 1974، وذلك باضافة محطة البث الملون بمبنى التلفزيون الجديد بواسطة القناتين 9 و11، حيث تم إقامة استوديو كبير وصلت مساحته إلى 600 متر، لتسجيل اللقاءات والندوات، إضافة إلى برامج الأخبار والأطفال والمنوعات. وما بين بواكير النشأة والتطور في المرحلتين الأولى والثانية لتلفزيون قطر. تتوقف الشرق عبر استطلاع عدد من الإعلاميين عند تفاصيل هاتين المرحلتين، وطبيعة البرامج التي كان يشهدها التلفزيون آنذاك، والتي اتسمت بالعمق والجرأة، فاستحوذ على إثرها على نسب عالية من المشاهدة، ليس في قطر وحدها، ولكن في المنطقة والدول العربية. سعد الرميحي: استحوذ منذ نشأته على نسب مشاهدة عالية يؤكد سعادة السيد سعد بن محمد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، والذي سبق أن تولى مديراً لتلفزيون قطر، أنها لمناسبة سعيدة أن يتم الاحتفال بمرور 52 عاماً منذ إطلالة تلفزيون قطر على الساحة الإعلامية، وذلك خلال شهر أغسطس عام 1970، ليصبح هذا الجهاز بعد ذلك رافداً مهمًا من روافد الثقافة والسياسة والفنون والرياضة، ليس في الخليج وحده، ولكن في الدول العربية. ويقول: إن تلفزيون قطر استطاع من خلال ما كان يقدمه من برامج منوعة وأفكار جريئة، أن يفرض نفسه على الساحة الخليجية، فاستحوذ إثر ذلك على نسب عالية من المشاهدة، لدرجة أن الكثيرين كانوا يقولون إن تلفزيون قطر أيام الرطوبة كان إرساله أكثر وضوحاً في دول الخليج، وهذا إن دل فإنما يدل على أن هذا الجهاز كان يحظى بمتابعة كبيرة من لدن المشاهدين، وهو ما يدل أيضاً على حرص قيادة الوطن الغالي والكوادر التي عملت فيه على أن تقدم طوال هذه السنوات كل ما هو مفيد، وكل ما هو قيم للمشاهدين. ويتابع سعادة السيد سعد الرميحي: إنه من هنا، فإن المشاهدين ما زالوا يستحضرون العديد من البرامج والمسابقات والمسلسلات التي أثرت شاشة التلفزيون، وتركت بصمات مباركة وجميلة طوال هذه السنوات، كانت ومازالت محفورة في ذاكرة الناس. موجهًا التحية في ذلك لكل من حمل مسؤولية الإعلام القطري، ولكل من ساهم في تطور تلفزيون قطر منذ النشأة، وحتى اليوم، مترحماً على من انتقل إلى الدار الآخرة، ومتمنيًا الصحة وطول العمر، لكل من هم على قيد الحياة. كما وجه سعادته التحية إلى القيادة الحالية للتلفزيون، ووصفها بأنها تتمتع بدرجات عالية من الإخلاص والوطنية والكفاءة، والحرص على أن يتبوأ تلفزيون قطر المكانة التاريخية التي يستحقها، ليواصل مسيرته الإعلامية المتطورة والجميلة، والتي تليق بمكانته وتاريخه. موجهاً التحية لـ الشرق على استحضارها بهذه المناسبة الخالدة مسيرة الإعلام القطري وريادته. د. حسن رشيد: الانطلاقة شكلت نقلة نوعية في مسيرة الإعلام يصف الناقد د. حسن رشيد نشأة تلفزيون قطر بأنها شكلت نقلة نوعية في مسيرة الإعلام، ليس في قطر وحدها، ولكن في المنطقة والعالم العربي، لافتاً إلى من أبرز علامات ظهور التلفزيون، إيفاد البعثات التلفزيونية إلى الخارج للتدريب، إذ توجهت أول بعثة شبايية إلى الأردن، ومن أفرادها إبراهيم سعد البلم، وعبدالوهاب المطوع ومحمد إبراهيم. ويستحضر عمله الإعلامي في تلفزيون قطر، وأنه كان أول قارئ لنشرة الأخبار، بجانب الإعلامي محمد المعضادي، وإخراج أحمد الطوخي، وكان يتم تقديمها آنذاك مرتين في اليوم، الأولى في المساء، والأخرى قبيل ختام الإرسال. واصفاً مراحل إعدادها بأنها كانت في غاية المشقة، وأنها لم تكن كواقع الحال اليوم، نظراً لاختلاف الامكانات والمعطيات، وأنه رغم ذلك كان يتم تقديمها باحترافية ومهنية إعلامية كبيرة. ويلفت إلى إسهامات التلفزيون في مراحل النشأة والتطور، والمتمثلة في تقديم المسلسلات التاريخية والدرامية، فضلاً عن تقديم العديد من البرامج، والتي كان يستضيف خلالها العديد من الشخصيات العربية، وهو ما عكس صعود جيل إعلامي من الشباب وقتها، سواء في الإخراج أو التقديم التلفزيوني. ويؤكد د. رشيد أن تلفزيون قطر بذلك استطاع أن يكون نافذة إعلامية مميزة خليجياً وعربياً، خاصة وأن مسيرة البداية كانت ناجحة، وأنه حافظ على هذا النجاح، محققاً التطور، رغم كل ما واجهه من تحديات إعلامية، ظهرت تالياً في ظهور القنوات الفضائية. وحول نوعية البرامج التي كان يقدمها تلفزيون قطر مع بدايات النشأة. يصفها د. رشيد بأنها كانت متنوعة للغاية، مستحضراً برنامج الإعلامي الراحل فوزي الخميس، بالإضافة إلى الإنتاج التلفزيوني الآخر، الذي كانت تقدمه الشاشة، من خلال نجوم الإعلام القطري، بمشاركة عدد آخر من الإعلاميين مثل ذهبية جابي، وليلى الأطرش، ووجدي الحكيم، وغيرهم ممن ساهموا وتركوا بصمة كبيرة على شاشة تلفزيون قطر، فأصبح له السبق الإعلامي، محققاً بذلك نسباً عالية من المشاهدة محلياً وخليجياً وعربياً. د. عبدالله فرج: مسيرته عطرة منذ بدايات النشأة إلى التطور يقول الإعلامي الدكتور عبدالله فرج المرزوقي: إن مسيرة تلفزيون قطر مسيرة عطرة، كالعود والمسك، الذي تظل رائحتهما تشتم على مدى العصور، وأنه كلما زار مبناه، كلما شعر بعبق تلك الروائح العطرة لمسيرة التلفزيون. متذكراً الزميلات والزملاء من الإعلاميين، الأحياء منهم والأموات، حيث أمضى معهم جل حياته. ويضيف إنه منذ نعومة أظفاره، وهو يرتبط بالإعلام القطري، إذ كانت بدايته في إذاعة قطر عام 1973، إلى أن انتقل إلى التلفزيون عام 1977، ليعين فيه رسمياً في 8 مايو عام 1978، للعمل مذيعاً وقارئاً لمواجيز الأخبار، ما يجعل مسيرته الإعلامية حافلة بالعطاء، على مدى أكثر من أربعة عقود. ويتابع: عندما انطلق تلفزيون قطر بالأبيض والأسود، انبهر به الجميع، واستطاع من خلال عمق ما كان ولايزال يقدمه من استقطاب المشاهدين، والذين كانوا يعرفون المذيعين جميعاً حق المعرفة. مستحضراً نجوم التلفزيون آنذاك من أمثال الراحل فوزي الخميس، والراحلة ليلى الأطرش، والإعلامية ذهبية جابي، وغيرهم، ممن كانت لهم بصمات واضحة في مسيرة النشأة والتطور لتلفزيون قطر. ويلفت إلى أن البرامج التي كان يقدمها التلفزيون تنوعت منذ البداية لتشكل برامج للأطفال وأخرى فنية وثقافية، فضلاً عن البرامج الدينية، ومنها البرنامج الديني الذي كان يقدمه بعنوان "تأملات في سور القرآن الكريم"، وكان البرنامج الأول بالتلفزيونات العربية، الذي يُذاع على الهواء مباشرة، لمدة ساعة ونصف الساعة تقريباً. كما يستحضر د. المرزوقي أول البرامج التي قدمها في تلفزيون قطر، والتي كانت بدايتها برنامج "دنيا الأطفال"، و"عالم الحيوان"، و"هذا المساء"، وتوالت مسيرته الإعلامية بعد ذلك، لتتواصل حتى اليوم، ليتولى الإشراف على البرنامج التدريبي لمبادرة "إعلام يتجدد"، مستهدفاً في ذلك تدريب جيل من حملة الرسالة الإعلامية، وذلك في ربط واضح، بين معاصرته لجيل الرواد، وبين صعود جيل إعلامي جديد. د. ربيعة الكواري: ظل مرتبطاً بالمجتمع القطري في جميع مراحله يؤكد د. ربيعة الكواري، أستاذ الإعلام المساعد بجامعة قطر، أن تلفزيون قطر منذ انطلاقه عام 1970 بالأبيض والأسود، ظل محافظاً على تطوره، وتجلى ذلك عام 1974، عندما انتقل إلى البث بالألوان، وأن هذا الجهاز تمكن منذ مسيرته من تقديم مئات المذيعين والمذيعات مثل فوزية الصالح ويوسف الإبراهيم وعبدالوهاب المطوع ومحمد ابراهيم وغيرهم. ويتابع: إن أكثر ما يلفت الانظار أن التلفزيون منذ بواكير النشأة وفي جميع مراحله، ظل مرتبطاً بالمجتمع القطري، معبراً عن هويته، وحريصًا على الاقتراب من المشاهدين، بإبراز ثقافتهم، بالإضافة إلى تناول قضاياهم. لافتاً إلى أنه تشرف بتقديم برنامج بعنوان "الشباب والصيف" عام 1987، عندما كان متعاونا مع التلفزيون آنذاك، واستهدف البرنامج خدمة هذه الشريحة من الشباب، لتناوله همومهم، والتعبير عن أحلامهم وطموحاتهم. كما يشير إلى أن ظهر التلفزيون كان تأثير أكبر وأقوى في المجتمع، من تأثير الإذاعة التي نشأت عام 1968، وذلك لبثه بالصوت والصورة في آن، وهو ما مكنه من استقطاب المشاهدين عن طريق عمق ما كان يقدمه من برامج، مثل برامج الأطفال، التي كانت تقدمها فوزية الصالح. ويقول: إن أغلب من ظهروا في هذا البرنامج، أصبحوا من كبار الشخصيات بعد ذلك، كما كان التلفزيون حريصاً على تقديم المسلسلات الهادفة، بمشاركة كبار الفنانين، وأن هذه الأعمال حظيت بنجاح كبير في أوساط المجتمع.