
تقرير بي دبليو سي: نقلة نوعية في دور الموارد البشرية بتنمية الاقتصاد القطري
Al Sharq
توصلت بحوث شركة بي دبليو سي في الشرق الأوسط إلى أن وظائف الموارد البشرية في يومنا هذا تشهد انتقالًا ضرورياً من المحافظة على استمرارية العمل خلال الجائحة إلى التطرّق
توصلت بحوث شركة بي دبليو سي في الشرق الأوسط إلى أن وظائف الموارد البشرية في يومنا هذا تشهد انتقالًا ضرورياً من المحافظة على استمرارية العمل خلال الجائحة إلى التطرّق لأولويات العالم الرقمي ما بعد الجائحة. وفي دولة قطر، تمامًا كسائر الدول الأخرى، تعد عملية الانتقال تدريجية ولكن حتمية. وفي هذا السياق، يقول ديفيد شواريز، المدير المسؤول في قسم الاستشارات الخاصة برأس المال البشري والتنظيم: "لطالما كانت وظائف الموارد البشرية في قطر محصورة بالتعاملات التقليدية، إلا أننا أصبحنا نرى عبر السنوات القليلة الماضية، رغبةً في تحويل الموارد البشرية إلى وظيفة مضيفة للقيمة تصقل المواهب وتنمّي القادة. ولأغراض هذا التحوّل، تنظر فرق الموارد البشرية في استكشاف التقنيات الرقمية التي يمكنها المساعدة، بدءًا من التطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي وصولًا إلى قنوات المحادثة التفاعلية ومنصات القدرات الرقمية. وقد تسارعت وتيرة هذا التحوّل خلال الجائحة." ولعبت الجائحة دوراً رئيسياً في هذا الإطار، إلا أن تسارع وتيرة التحوّل تزامنت مع مستوى أعلى من تقبّل التقنيات الرقمية المرتبطة بالموارد البشرية في صفوف صنّاع القرار، وتقديرٍ كون هذه التقنيات آمنة. فعلى سبيل المثال، إن الحوسبة السحابية والتطبيقات المتصلة بها نالت بدايةً حصتها من المقاومة والنقاش على صعيد القطاع العام في قطر، إلا أنها لقيت في نهاية المطاف نسبة أعلى من القبول الذي حصل بشكل تدريجي. وعلّق الدكتور عبدالعزيز الحر، مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية، قائلًا: "إننا نعمل على إدخال التقنيات الرقمية في الأنشطة التي نزاولها وفي كيفية أدائها، كما أن سفارات دولتنا تعتمد الرقمنة أكثر فأكثر، وحاليًا نرى الدبلوماسية الرقمية تسود في مختلف أرجاء العالم من حولنا... وفي المعهد الدبلوماسي، شهدت برامج القدرات المتعلقة بالمنصات الرقمية اهتمامًا وقبولًا هائلين." وأفاد قادة وظائف الموارد البشرية بالتغييرات الرئيسية التي تُطلب منهم كجزء من عملية التحوّل الرقمي، وهي كالتالي بالترتيب من حيث الأولوية: تغيير ثقافة وعقلية العمل، وصقل المواهب والمهارات في المجال الرقمي، ورقمنة الممارسات المرتبطة بالأفراد، وإرساء طرق عمل جديدة مدعومة بالتقنيات الرقمية. وقد قدّم نجاح العمل عن بُعد، صورةً جديدة حول مكان وكيفية تأدية العمل وإنجازه بالشكل المناسب. كما أظهرت البحوث التي أجرتها شركة بي دبليو سي الشرق الأوسط حول الانطباعات والتصرّفات المرتبطة بالعمل عن بُعد، أن المسؤولين التنفيذيين والموظفين يتشاركون وجهة النظر حول مستقبل أكثر مرونة بكثير ما بعد الجائحة، إلا أن عدد قليل منهم مستعد للتخلي عن المساحة المكتبية تمامًا. وتتمثل العوامل الرئيسية للنجاح، اعتماد مقاربات عمل تختلف فيها متطلبات الحضور الشخصي أو العمل عن بُعد للموظفين بحسب الأدوار والمناصب. بالنسبة إلى العاملين، فقد رفعت الجائحة مستويات الجهد والقلق في حياتهم. حيث إن الموظفين الذين أبلغوا عن مستويات أقل من الإنتاجية كانوا أكثر عرضة للإشارة إلى صعوبة إرساء توازن ما بين العمل والواجبات المنزلية، إضافةً إلى مواجهة تحديات في التعاون مع زملائهم أو في الوصول إلى المعلومات المطلوبة. وفي هذا الصدد، قال مايانك ساكسينا، المدير المسؤول في قسم الاستشارات في شركة بي دبليو سي في قطر: "إن هذه المسألة تطرح تساؤلات مهمة بالنسبة إلى قادة الموارد البشرية في قطر. هل القيمة التي يتم تقديمها للموظفين مناسبة لواقع ما بعد الجائحة الذي نعيشه، في ما يتعلّق بالمردود المالي، والمنافع، والصحة والسلامة؟ هل يتم اتخاذ الخطوات الكافية والمناسبة لتدريب الموظفين على مهارات تحصّنهم للمستقبل؟ هل يتم اتخاذ إجراءات عمل كافية لتلبية احتياجات النساء ومجموعات الموظفين الأخرى التي تحتاج إلى الدعم على صعيد السلامة؟"