تحديات «السوشيال ميديا».. خطر على حياة أبنائنا
Al Arab
اعتادت عقولنا على ربط كلمة تحدٍ بشيء إيجابي قوامه العزيمة والإصرار وتخطي الصعاب، إلى أن ترجمها بعض المراهقين بصورة خطأ وأصبحت مجموعة من ألعابهم مغلفة بالتحدي،
اعتادت عقولنا على ربط كلمة تحدٍ بشيء إيجابي قوامه العزيمة والإصرار وتخطي الصعاب، إلى أن ترجمها بعض المراهقين بصورة خطأ وأصبحت مجموعة من ألعابهم مغلفة بالتحدي، الذي يصل في بعض الأحيان إلى إيذاء النفس، وهو ما جعل كثيراً من الأهالي في حالة خوف دائم على أبنائهم من أن يصيبهم مكروه نتيجة الانجراف وراء مثل تلك الألعاب. ويؤكد المختصون أنه تماماً كما هي الحال في عالم الموضة، تأتي «تريندات» وتخرج عن الأنماط بسرعة كبيرة، وهناك ما يبدو رائعاً في لحظة ما وقد يبدو بغيضاً في اللحظة التالية، لذلك تتغير «تريندات» الفيديوهات ذات الشعبية باستمرار وتظهر اتجاهات جديدة كل مرة، فإذا كنت مبدعاً وترغب بالمزيد من الإعجابات ولكي يتم التعرف إليك افتراضياً فعليك مواكبة هذه الـ «تريندات» وهذه المفاهيم السطحية وعن سبب الانجراف وراء التقليد الأعمى والخروج عن المألوف لتحديات المراهقين، يوضح المختصون أن هناك أسبابا رئيسة وأخرى ثانوية للتقليد السلبي والانجراف في دوامة تحديات الـ «سوشيال ميديا» منها: • الانتماء إذ يبحث الأطفال والمراهقون بشكل دائم عنه مع مجموعات خارج حدود المنزل، فيقومون بالتقليد للحصول على هذا الانتماء. • هناك البعض ممن يبحثون عن تكوين صورتهم الذاتية وهويتهم فيقومون بالتجريب من خلال تقليد سلوك أصدقائهم أو المشاهير. • ولا نغفل أهمية حصد الإعجابات وزيادة المشاهدات عند المراهقين فيلجأون إلى إنشاء بعض مقاطع الفيديوهات الخطيرة للحصول على المزيد من الإعجابات والمتابعين، وتعد التحديات طريقة سهلة للحصول على هذا الهدف، كونه أكثر جذباً وتشويقاً. • وهناك أيضاً تأثير الأقران إذ عملت وسائل التواصل الاجتماعي على تضخيم تأثيرهم، لتصبح أكثر خطورة بكثير مما كانت عليه من قبل. • ثم يأتي الشعور بعدم الرضا عن الذات وهو ما يؤدي إلى هذا التقليد الأعمى. • وضعف مهارة بعض المراهقين والأطفال في تقييم المخاطر يدفعهم لهذا التقليد غير المدروس. • ونجد كذلك من يرى في هذه التحديات التسلية والإثارة، خاصةً عندما لا يرون الأثر السلبي في الناس الذين يتعرضون للأذى. كل ذلك يفرض على الأهل تكريس المزيد من الوقت والطاقة والكثير من الاهتمام لسؤال فلذات أكبادهم: «أرني، أخبرني، واشرح لي ماذا يعني ذلك؟ ما شعورك عندما ترى ذلك؟» لمعرفة ما يدور في ذهنهم، وكيف يقيّمون ما يشاهدونه على منصات التواصل الاجتماعي والتي يتعدد محتواها ويختلف ويتنوع بشكل مخيف، فربما قد يشكلون طوق النجاة في هذا العالم الافتراضي الحائر، والذي أدخل الأسر في دوامة كبيرة وجعل من حتمية انتباهها واجباً ملزماً في زمننا هذا».