بمناسبة اليوم العالمي للتصوير.. خبراء: قطر كرمت المبدعين وعززت دور الفنون
Al Sharq
يحتفي العالم، غدا /الجمعة/، بالصورة والمصورين وفنون التصوير وعلومه وأدواته، ويستعيد في 19 أغسطس من كل عام تراث هذا الاكتشاف الإنساني، ويتأمل حاضره وآفاق مستقبله
يحتفي العالم، غدا /الجمعة/، بالصورة والمصورين وفنون التصوير وعلومه وأدواته، ويستعيد في 19 أغسطس من كل عام تراث هذا الاكتشاف الإنساني، ويتأمل حاضره وآفاق مستقبله في /اليوم العالمي للتصوير الفوتوغرافي/، لاسيما أن الصورة أداة للمعرفة والتوثيق ومصدر للحقائق حول المجتمع، والطبيعة، وعنوان للجمال، والمنفعة. وبهذه المناسبة، نوه مسؤولون وخبراء ومبدعون، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، بجهود قطر ودورها الرائد في رعاية فنون التصوير والمصورين والجوائز المرموقة التي خصتهم بها، وألقوا الضوء على الإنجازات الرفيعة للمصورين القطريين محليا وإقليميا ودوليا، واستعدادات المؤسسات والمبدعين للتعبير عن مكنونات النهضة الاجتماعية والثقافية والفنية في قطر خلال استضافتها لفعاليات كأس العالم FIFA قطر 2022. ولعل من أهم الجهود التي تعكس التطور في هذا المجال، وتواصل الأجيال في خدمة التنمية الثقافية والفنية في الدولة، مهرجان قطر للصورة " تصوير" الذي يمثل امتدادا للعطاء ويتضمن برنامجا غنيا بالفعاليات يشمل المعارض و/جوائز الشيخ سعود آل ثاني /التي تحتفي بإبداعات المصورين وهواة التصوير في قطر والعالم، وتكتسب دلالات عميقة تخليدا لذكرى الشيخ سعود بن محمد بن علي آل ثاني وعطائه للثقافة، حيث شغل الشيخ سعود منصب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في قطر من عام 1997 إلى 2005، وأنشأ أول جائزة للتصوير الفوتوغرافي في قطر منذ أكثر من 20 عاما. وأوضح خليفة العبيدلي مدير مهرجان قطر للصورة "تصوير"، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، دور الجائزة والمهرجان في إثراء الحياة الثقافية، وتعزيز أهمية فنون التصوير، قائلا: إن إدارة المهرجان ستعلن في غضون شهرين عن فتح باب التقديم لمسابقة /الشيخ سعود آل ثاني الفوتوغرافية 2023 / التي تنظم بالشراكة مع مؤسسة الشيخ سعود آل ثاني، وتشمل فئتين : الأولى الصورة المفردة ، وهي مسابقة موجهة للموهوبين الشغوفين بالتصوير والطلاب للتعبير عن أفكارهم وعوالمهم من خلال الكاميرا الفوتوغرافية أو كاميرا الهاتف، والتنافس في تقديم أفضل صورة أو مجموعة صور تحمل أفكار فنية وتوثق لحظات مميزة، على أن تختار لجنة التحكيم عشرة فائزين للمشاركة في معرض الجائزة الذي يقام العام المقبل. وذكر أن الفئة الثانية المتعلقة بالمشاريع الفوتوغرافية، فتخصص لها منحة مالية قيمتها 30 ألف ريال تقدم لأفضل المشاريع المقدمة للمسابقة، وتستقطب فئة المصورين المتمرسين والمحترفين ذوي الخبرة الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا لعرض مشاريعهم القائمة أو المشاريع الفوتوغرافية التي يخططون لإنجازها، وتقدم هذه المنحة الدعم المالي إلى جانب الإرشاد والتوجيه من قبل فريقنا المتخصص في هذا المجال. وأكد العبيدلي أن هذه المسابقة تهدف لاكتشاف المواهب الفوتوغرافية، وبناء جسور التواصل بين الفنانين وعرض أفكارهم وتجاربهم الفنية في مختلف أنحاء دولة قطر ومؤسساتها، لافتا إلى أنه تم عرض الأعمال الفائزة والمشاركة في مسابقة العام الماضي في /جاليري الفنون/ في مركز الطلاب في مؤسسة قطر، وردهات مستشفى حمد وبرج الدوحة، حيث سيتم عرض نتائج المسابقة القادمة في أماكن مميزة العام المقبل ليطلع عليها الجمهور. ونوه مدير مهرجان قطر للصورة بأعمال تصويرية متميزة لفنانات فوتوغرافيات قطريات ومقيمات عرضت في إطار الدورة الأولى للمهرجان وهن: الفنانة شاهه الخليفي التي عرضت أعمالها الفوتوغرافية التركيبية في قلعة الريان، والفنانة مشاعل الحجازي التي عرضت أعمالها في أحد البيوت التراثية في منطقة النجادة، والفنانة هدير عمر التي قدمت أعمالها في قلعة الكوت في قلب الدوحة، مشيرا إلى أن هذه الفرص والتجارب تتكرر كل سنتين في مهرجان قطر للصورة "تصوير "بالشراكة مع جائزة الشيخ سعود آل ثاني وهي فرصة مميزة لكل المصورين الموهوبين والمحترفين والهواة. ولفت إلى أنه في ذات الإطار، يعمل مركز قطر للتصوير التابع لوزارة الثقافة على تنمية وتطوير مهارات المصورين المحترفين والانتقال بالمتدربين من مرحلة الهواية إلى الاحتراف وتشجيعهم الى المشاركة في المسابقات المحلية والدولية، والارتقاء بالتصوير وإتاحة الظروف المناسبة لممارسته بالأساليب والوسائل العلمية والفنية والتربوية، وتهيئة السبل والوسائل الكفيلة لأعضاء المركز لممارسة نشاطهم من خلال خطط وبرامج لتنمية القدرات وتحفيز الموهوبين. من جهته، أوضح أحمد خالد الأنصاري، نائب رئيس المركز، في تصريح مماثل لـ/قنا/، جهود مركز قطر للتصوير في رعاية المصورين القطريين وإبرازها في المحافل الدولية وعكس الثقافة والتراث والبيئة في قطر قبل وأثناء كأس العالم FIFA قطر 2022 ، مؤكدا اكتمال الاستعدادات لإطلاق مجموعة من المعارض الفنية الفردية والمشتركة تبرز النهضة الرياضية في الدولة ومعالمها الرياضية خلال شهر سبتمبر القادم بهدف إبراز جماليات ملاعب المونديال والتوثيق لاستضافة قطر للبطولات والمنتخبات والرياضيين والفعاليات الثقافية والإبداعية المصاحبة لكأس العرب FIFA قطر2021. وأفاد بأن المركز ينظم، خلال شهر سبتمبر المقبل، معرضا فرديا للمصور القطري جاسم البوعينين بالمؤسسة العامة للحي الثقافي- كتارا، يعكس جماليات الرياضة ورموزها في قطر. وحول مشاركة المركز أثناء بطولة كأس العالم، قال الأنصاري: خلال فعاليات المونديال في نوفمبر وحتى الختام في ديسمبر القادم يقيم المركز أستوديوهات تصوير توثق للفعالية، إلى جانب معارض فنية فردية ومشتركة، مضيفا أنه في إطار تنمية قدرات المصورين ينظم المركز برامج مشتركة مع مؤسسات الدولة ومنها قطر الخيرية وقطاف التعليمية، كما أبرم اتفاقيات مع شركات التصوير العالمية مثل /كانون، نيكون ، فوجي ، سوني/.
ولأن فنون التصوير هي مزيج من إبداع المصورين وتوظيف الكاميرا، ولأن تاريخ الكاميرا يعكس التطور في مفهوم وثقافة التصوير، أوضح المصور القطري والمحكم الدولي عبدالرحمن عبيدان، في تصريح لـ/قنا/، تلازم الشغف بالتصوير واقتناء الكاميرات القديمة والحديثة في تجربته، فهو يمتلك متحفا خاصاً يضم مجموعة متميزة من الكاميرات القديمة من مختلف الطرازات والماركات العالمية المعروفة يتجاوز عددها 300 كاميرا بمعداتها وملحقاتها، حيث تعكس هذه المجموعة تطور صناعة الكاميرا ومهنة التصوير وفنونه من أواخر عام 1800 م وحتى الآن. وحول بداياته وانتقاله من الهواية إلى الاحتراف في اقتناء الكاميرات، قال عبيدان: كنت أجمع كل ما يتعلق بالتصوير بشكل عام، ولكن في مطلع عام 2000 م اطلعت على مجموعة الشيخ سعود بن محمد بن علي آل ثاني "رحمه الله "من الكاميرات أثناء إعدادنا لترتيبات إطلاق جائزة سعود آل ثاني للتصوير الضوئي، فتأثرت بأسلوبه في اقتناء وجمع الكاميرات وبطريقته في تنظيمها، واخترت طريقة الجمع حسب التسلسل التاريخي لأنها تعطي تصوراً مكتملاً للتطور في صناعة الكاميرا والارتقاء في أدائها من الكاميرات الفيلمية إلى التصوير الرقمي، وتطور أشكالها من الصندوق الخشبي إلى النموذج الإلكتروني وأهم التغييرات في أحجام وأشكال العدسات والفلاشات وإنتاج الألوان في مختلف المراحل من الأفلام إلى الشرائح إلى النماذج الرقمية. وبخصوص أثر هذه التحولات التكنولوجية في شكل الكاميرا وميزاتها على فنون التصوير والمصورين، اعتبر عبيدان أنه لا يمكن إغفال أثر التطورمن حيث جودة الصورة، وتسهيل التصوير في الأجواء والمناخات الطبيعية المختلفة، مبينا أن عمل المصور الفنان الذي يقف خلف الكاميرا وأسلوبه وحساسيته الفنية، تظل هي الأهم، وهي التي تصنع الفرق بين الصورة المبدعة التي تترك أثراً والصورة العادية، فالمصور هو الأصل. وكمحكم في مسابقات التصوير، أنصح المصورين بتطوير قدراتهم الفنية والتعرف على الأساليب القديمة والحديثة وإجادة استخدام الكاميرات القديمة والحديثة، فلكل منها ميزة، ولكن الجانب الفني والإبداعي هو ما يعطي لعمل المصور قيمة وميزة ومعنى. وعن أهم مقتنياته من الكاميرات، قال عبدالرحمن عبيدان: أهمها كاميرا /لايكاM6/ فزت بها في مسابقة /سعود آل ثاني للتصوير الضوئي/ عام 2005 صنعت يدويا وخصيصاً للمسابقة، وهي ذات قيمة مادية ومعنوية كبيرة بالنسبة لي. يشار إلى أن عبدالرحمن عبيدان فخرو، حائز على أكثر من 25 جائزة وميدالية دولية وعربية ومحلية في التصوير والتحكيم، وهو أحد مؤسسي ونائب رئيس الجمعية القطرية للتصوير الضوئي "سابقا" وعضو الجمعية البريطانية للتصوير والجمعية الأمريكية للتصوير وممثل لدولة قطر منذ عام 1995، وعضو الاتحاد الدولي للتصوير " فياب " وممثل لدولة قطر منذ 2003.
ونتيجة لجهود مؤسسات الدولة الثقافية المختلفة، تبوأ العديد من المصورين القطريين مكانة مرموقة في مجال التصوير محلياً ودولياً، من بينهم المصور جاسم أحمد محمد المهندي، الحاصل على 6 جوائز وميداليات عربية ودولية، والذي أكد في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، الدور الريادي لدولة قطر والمصورين القطريين في مجال التصوير الفوتوغرافي في دول مجلس التعاون، وعمقنا العربي ومحيطنا الدولي من خلال رعايتها لأكبر مسابقة في قيمتها المادية والمعنوية وحجم المشاركات "جائزة سعود آل ثاني للتصوير"، فضلا عن الدور المميز للجمعية القطرية للتصوير الضوئي /سابقا/، التي تعتبر من أوائل الجمعيات في هذا المجال في دول المنطقة، والمعارض الفردية والجماعية المميزة التي أقامها المصورون القطريون ومشاركاتهم في المعارض العربية والدولية وإحرازهم لجوائز عالمية مرموقة. وتبرز هذه الريادة أيضا من خلال عضوية قطر في الإتحاد العربي للتصوير الضوئي، والإتحاد الدولي للتصوير "فياب" والجمعية الأمريكية للتصوير الضوئي، مضيفا "لقد حققنا اعترافاً دوليا بدور قطر في هذا المجال، وتلقينا إشادات بهذا الدور وبالحراك الثقافي والأنشطة المتميزة، حيث كان لجهود المصورين الرواد حسين الجابر ومحمد المناعي وعبدالرحمن عبيدان دور رائد في تحقيق تلك الإنجازات والمكانة المتميزة في مجال التصوير حيث مثلوا لنا قدوة من خلال أعمالهم ورعايتهم للموهوبين وحرصهم على مكانة التصوير وتميزه في قطر". وتابع المهندي قوله "في اليوم العالمي للتصوير، نستعيد هذا الدور وهذه المكانة، لتكون محفزا للجميع لمواصلة العطاء من الجيل الجديد المبشر والقادر على تحمل المسؤولية والانطلاق إلى آفاق أوسع فالتحدي كبير والمجال واسع أمام الجميع للإبداع فيه، وبالتدريب المستمر وتطوير القدرات والتحفيز المادي والمعنوي تتحقق الغايات المنشودة، فالمصور الموهوب هو فنان حباه الله القدرة على تمييز التفاصيل الجميلة في المجتمع والطبيعة وتوثيقها بواسطة الكاميرا وتقديم أعمال فنية ذات قيمة ونفع للمجتمع". وحول تجربته الشخصية وما حققه من إنجازات، قال المهندي: لقد شغفت بفن تصوير الوجوه "البورتريه" والطبيعة، لأنه بالنسبة لي يعكس أبعاد روحية في حياة الشخصيات والمجتمعات وجانب من مكنوناتها الثقافية، وبحمد الله، حققت إنجازات دولية بلغت 6 جوائز من بينها 3 ميداليات ذهبية في جائزة /الهازبلاد الدولية للتصوير/ وكانت حافزا معنويا كبيرا بالنسبة لي لمزيد من العطاء ولتقديم أعمال جديدة في هذا المجال. يشار إلى أن جاسم المهندي أمين سر الجمعية القطرية للتصوير الضوئي/سابقا/ وعضو الأمانة العامة للاتحاد العربي للتصوير الفوتوغرافي، شارك في معارض محلية وعربية ودولية، وفي عضوية لجان تحكيم مسابقات تصوير عربية ودولية منها: مسابقة اليوم الوطني للتصوير ومهرجان صيف قطر ومسابقة /مؤسسة قطر /للتصوير الفوتوغرافي والمعرض السنوي العاشر للتصوير الضوئي بسلطنة عمان ومراقب لجنة تحكيم /مسابقة آل ثاني للتصوير الفوتوغرافي الدولية/ سابقا.