بعد فقدها لسمعها بالحمى.. فريق طبي قطري بغزة يعيد السمع لطفلة بزراعة قوقعة
Al Sharq
فرّت الدّمعةُ من عينيّ أم زينا السلفيتي، حين ألقى الطبيب في جمعية أطفالنا للصُّمّ على مسامعِها خبر فقد السّمع بشكل كامل عند صغيرتها ذات العام ، لقد
فرّت الدّمعةُ من عينيّ أم زينا السلفيتي، حين ألقى الطبيب في جمعية "أطفالنا للصُّمّ" على مسامعِها خبر فقد السّمع بشكل كامل عند صغيرتها ذات العام ، لقد رفضت تصديق حديثه تمامًا، فقبل فترةٍ قصيرةٍ كانت زينا تسمع وتنطق فتُطربَها بكلمات "ماما.. بابا وغيرهما". انطلقت لمستشفى سمو الشيخ حَمَد للتأهيل والأطراف الصناعية وكلّ أملِها أن يدحض الطبيبُ نتيجة فحصِ سابقِه، لكنهم أكّدوا لها صدقّ الخبَر بعد إجراء فحص دقيق. انهارت أم زينا، وتركت العنان لدموعِها تعبّر عن صدمتِها وشديد حزنِها، حتى دعتها مديرة قسم السمع والتوازن في مستشفى حمد بحنوّ لأن تكفكف دموعها لأن الدموع لن تعيد السمع لابنتِها وأن ابنتها بأمس الحاجة لها الآن فيما سيقوم المستشفى بدورِه على أكملِ وجه. تروي أم زينا "للشرق":" كانت تلك الكلمات أُولَى درجات السلم الذي صعدتُه برفقة صغيرتي في مستشفى حمد، حتى وصولي لنهايته بعودة زينا للسمع والنطق والاندماج مع صديقاتها في رياض الأطفال.
وتقول:" وُلِدت زينا فتاة طبيعية لا تعاني من أي مشاكل صحيّة، كانت كالجورية تفوح بضحكاتها عطرًا ينعش البيت ويرسم فيه كل خطوط السعادة حتى أصيبت بحمّى شديدة، فقدت إثرها السّمع". وتضيف:" لولا رحمةُ الله ثم عطاء قطر لما استطعتُ أن أقف وأستمر معها حتى النّهاية، فأنا مهما استخدمتُ من مصطلحاتٍ لوصفِ هولِ الصدمةِ التي وقعت على قلبي لما حلّ بصغيرتي لن أُفلِح، وأنتم لن تتخيلوا أو تشعروا". أمر واقع ورضا بعد ثلاثة أيامٍ من تلقّي الصدمة لَمْلمتِ الأم نفسَها وبدأت تزور مستشفى سمو الشيخ حمد باستمرار للمتابعة وفق خطةٍ وضعها لها الطاقم الطبي، تعبر أم زينا:" كانت الخطةُ مدروسةً بعلمٍ وخبرةٍ كبيرة، فلا عشوائية ولا تجريب، إنما نظامٌ بالمستشفى ومتابعة دقيقة أبهرتني وأشعرتني بأهمية المكان الذي حظيَتْ صغيرتي بالعلاج فيه، وامتلأ قلبي بالثقة أمام طمأنتِهم ودعمي نفسيًا". في مستشفى حمد تم تركيب سماعات لزينا لتجربة إن كانت الصغيرة ستستفيد من خلالها أم لا، قبل أن يتم الإقرار باحتياجِها لعملية زراعة قوقعة بعد أن لم تؤدِّ السماعات الغرض في 6 شهور. توضح:" في شهر فبراير عام 2018 أجرى الفريق الطبي القطري عملية زراعة قوقعة لابنتي زينا، ثم تابع المستشفى معها كل ما يخص التمييز والإدراك والنطق، وقدموا لي خطة لاتباعها كي يبقى التواصل والتدريب والتكامل مستمرًا بيني والمستشفى". وتشير إلى أن المستشفى لم يترك وسيلةً لإعادة ابنتها لطبيعتها إلا واستخدمها، تشرح:" هذا ينطبق على كل المرضى في المستشفى، ومن بين تلك الوسائل إطلاق المستشفى لمسابقة "الأم المثالية" حيث يتم تكريمها ليكون ذلك دافعًا وتشجيعها لها كي لا تيأس ومن أجل الاستمرار في المتابعة مع الأبناء في البيت وفق ما يطلب المختصون في المستشفى، لضمان تحقيق أكبر تقدم في صحة المريض". وأخيرًا لقد باتت زينا تميز وتدرك وتنطق الحروف، تصف الأم:" لا أحد يمكنه تخيّل شعوري حين كانت زينا تنطق حرفًا جديدًا، كنت كمن يمتلك الدنيا، وكان ذلك يدفعني للمواصلة". بلغت زينا اليوم الست سنوات، لا تشكو من أي مشاكل في السمع أو النطق، تذهب لرياض الأطفال وتعود وقد حفظت وفهمت وكتبت وقرأت، كل حياتِها قائمة على ذلك الجهاز الذي وضعه الأطباء القطريون لها فعادت لها حياتها من جديد "لقد باتت كمن يسمع دبيب النمل، ولا يغيب عنها أي شيء". وتحكي أم زينا:" ذلك الجهاز لا يغيب عنها دقيقة فهو أغلى ما تملك، إنه حياتُها كلها، ذات مرةٍ تعطلت قطعة فيه، فحين ذهبنا لإصلاحِه ومضى على ذلك ساعتان لم تتوقّف زينا عن البكاء، لم تحتمل أن يكون بعيدًا ًاعنها". الشكر كله تقدمه أم زينا لقطر، تشكر الله ليل نهار على ما آل إليه حالٌ ابنتها ثم تقدم جزيل الشكر لدولة قطر ولمستشفى سمو الشيخ حمد الممول من صندوق قطر للتنمية والذي وجدت فيه ضالّتها " لا أدرِ ما الذي كنت سأفعله لو لم يكن هناك مستشفى في قطاع غزة اسمه "مستشفى سمو الشيخ حمد" يقدم لنا تلك الخدمة العظيمة، والذي سأبقى ممتنة له كلما نظرت لابنتي وهي تستمع لأصوات العصافير من النافذة كل صباح وتركض وتلعب وتضحك وتكتب وتقرأ وتنطق وتعلو بأعلى صوتها".