بطولة كأس العرب "قطر 2021": لبنان يواصل رحلة البحث عن لقب صعب المنال
Al Sharq
تمثل المشاركة في نهائيات كأس العرب لكرة القدم /قطر 2021/ للمرة الرابعة تواليا والثامنة من أصل عشر نسخ نجاحا كبيرا للبنان، لكنه يريد هذه المرة اجتياز دور
تمثل المشاركة في نهائيات كأس العرب لكرة القدم /قطر 2021/ للمرة الرابعة تواليا والثامنة من أصل عشر نسخ نجاحا كبيرا للبنان، لكنه يريد هذه المرة اجتياز دور المجموعات بعدما خرج مبكرا من المسابقة في النسخ الثلاث الأخيرة. منتخب لبنان الذي يحتل المركز الـ92 عالميا، سيواصل خلال مشاركته في البطولة المقررة في الدوحة بين 30 نوفمبر الجاري و18 ديسمبر المقبل، ملاحقة حلمه في ملامسة لقب طال انتظاره، ويعتبره الكثيرون صعب المنال في ظل مشاركة أبرز المنتخبات العربية. وحقق لبنان فوزه الأول في كأس العرب عندما استضاف النسخة الأولى قبل ثمانية وخمسين عاما، وهز حينها شباك المنافس منتخب الكويت بستة أهداف في ظهوره الأول بالمسابقة التي شهدت احتلاله المركز الثالث، وهو المركز الأفضل حتى الآن في مشاركاته السبع الماضية. ويقدم التشيكي إيفان هاسيك الذي تعاقد معه الاتحاد اللبناني لقيادة المنتخب في كأس العرب والتصفيات الآسيوية النهائية لكأس العالم /قطر 2022/ ومن بعدهما كأس آسيا 2023، مستويات جيدة مع المنتخب في الفترة الأخيرة خاصة في ظل معرفته باللاعبين اللبنانيين . وقال هاسيك فور توليه المهمة أواخر يوليو الماضي، إن الهدف الأول للبنان في مهمته الجديدة هو الحفاظ على حظوظه في التأهل إلى مونديال قطر والتقدم في التصفيات، فضلا عن تقديم عروض قوية في كأس العرب تحفظ فرص الفريق للوصول إلى الأدوار النهائية، وأيضا في نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2023. وسيلعب لبنان في المجموعة الرابعة القوية إلى حد كبير، والتي تضم أيضا مصر الفائزة باللقب مرة واحدة، والجزائر بطلة أمم إفريقيا الأخيرة، والسودان الذي شارك أيضا في النسخ الثلاث الأخيرة من البطولة. وخاض لبنان مباراة واحدة أمام الجزائر من قبل وانتهت بالتعادل الإيجابي (2-2)، فيما التقى مع مصر في ست مواجهات خسر في خمس وتعادل مرة، بينما تواجه مع السودان في ثلاث مناسبات خسر مرتين وتعادل مرة. وتملك مصر والجزائر أفضلية فنية على لبنان، كما أن السودان ليس بالمنافس السهل، لذلك في التأهل إلى الدور الثاني سيكون من الإنجازات الكروية التي قد يحققها المنتخب اللبناني خلال الفترة الأخيرة. لكن في المقابل لا يوجد في كرة القدم مستحيل أو منتخب مرشح بقوة للتأهل دون غيره على أرض الواقع، وربما يكون بوسع لبنان الاستفادة من قوة خط دفاعه الذي لم يسمح سوى بدخول ثلاثة أهداف في مرماه على مدار أربع مباريات في التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال قطر، والذي يحتل فيها المنتخب المركز الثالث برصيد خمس نقاط في المجموعة الأولى خلف إيران وكوريا الجنوبية. وجاء هدفان من الثلاثة عندما فاز لبنان (3-2) أمام سوريا، وهو ما يعني أن مرمى لبنان استقبل هدفا واحدا فقط في ثلاث مباريات بالتصفيات الآسيوية النهائية.. لكن سيكون لبنان مطالبا بتطوير قوته الهجومية لأنه لم يسجل سوى 14 هدفا في جميع مباريات العشر بالتصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، في المقابل مني مرماه خلال هذه المباريات بأحد عشر هدفا. وأظهر لبنان خلال مواجهة جيبوتي في التصفيات التمهيدية المؤهلة لكأس العرب أفضلية هجومية كبيرة، وصنع الكثير من الفرص المحققة، لكنه سجل هدفا واحدا كان كفيلا بحصده بطاقة التأهل إلى النهائيات. وستتوقف القوة الهجومية للبنان بشكل كبير على مستوى كل من جوان العمري وحسن معتوق مهاجم الأنصار صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب، ومحمد قدوح مهاجم العهد الذي سجل خمسة أهداف في المباريات الأربع الأولى في بطولة الدوري اللبناني. ومن المرجح أن تكون أهداف محمد قدوح هي النقطة الفاصلة في مشوار لبنان سواء بالتأهل للدور الثاني أو بالخروج المبكر، لكنه سيكون مطالبا مثل باقي زملائه بضرورة تطوير مستواه إلى الأفضل.
ولن تكون هناك فرصة أفضل من نهائيات كأس العرب لإبراز قدرات المدرب التشيكي إيفان هاسيك للتعبير عن نفسه وإظهار قدراته التدريبية قبل خوض المراحل الحاسمة من التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، وكذلك نهائيات كأس آسيا 2023 في الصين. ويعتمد تفكير هاسيك على أن الأسلوب الخططي يأتي في المقام الأول، ثم البحث عن لاعبين بقدرات فنية مناسبة لذلك في المركز الثاني، وتولى المسؤولية خلفا للمدرب الوطني جمال طه، حيث بدأ في تطوير أداء الفريق . وخلال أربع مباريات تولى فيها المدرب التشيكي الإدارة الفنية للمنتخب اللبناني خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال، حقق الفوز في مباراة على مضيفه السوري (3-2)، وتعادل في مباراتين أمام مضيفيه العراقي والإماراتي سلبيا، وخسارة مرة واحدة بصعوبة كبيرة أمام مضيفه الكوري الجنوبي بهدف في الثلث الأخير من المباراة. وإذا قدمت لبنان عروضا جيدة في كأس العرب بالدوحة، فإن ذلك سيزيد من ثقة المدرب التشيكي الذي يبدو على أعتاب تحقيق إنجاز كبير بتأهل لبنان لمونديال قطر مباشرة أو التأهل إلى المحلق المؤهل على الأقل في ظل احتلاله المركز الثالث في التصفيات الآسيوية النهائية. ويتبقى للمنتخب اللبناني خمس مباريات على ملعبه في التصفيات الآسيوية أمام كل من إيران (11 نوفمبر)، الإمارات (16 نوفمبر)، كوريا الجنوبية (26 يناير 2022)، العراق (1 فبراير) ، سوريا (24 مارس) تواليا، ومباراة وحيدة خارج ملعبه أمام إيران (29 مارس)، وتحقيق نتائج جيدة في مبارياته التي ستقام على ملعبه قد يجعله يخطف إحدى البطاقتين المؤهلتين إلى المونديال مباشرة. وستعتمد لبنان على المهاجم محمد قدوح مهاجم العهد لبلوغ الدور الثاني عشر في نهائيات كأس العرب الشهر المقبل، خاصة في ظل احتمالية غياب كل من باسل جرادي المحترف بفريق هايدوك سبليت الكرواتي وهلال الحلوة المحترف بفريق فولفسبورج الألماني صاحب هدف التأهل إلى نهائيات كأس العرب عن المشاركة. وسيكون قدوح الذي خاض أكثر من تجربة احترافية في الدوريين السعودي والعراقي، مطالبا بالتعبير عن امكانياته الكبيرة، خاصة في ظل تسجيله لثلاثة أهداف فقط خلال المباريات العشر في تصفيات كأس العالم. ويملك مهاجم العهد البالغ من العمر 28 عاما، سرعة فائقة فإنه يتحرك بذكاء بدون كرة ويملك قوة بدنية وقدرة على تسديد الكرة من مسافات بعيدة، كما يستطيع تسجيل الأهداف في مرمى أي فريق وليس فقط من أي مكان في الملعب وهو ما منح لبنان ثقة كبيرة في تصفيات المونديال وقبل انطلاق كأس العرب في ظل ارتباط شهرتها باللجوء إلى الدفاع وعدم قدرتها على تسجيل الكثير من الأهداف. ويستهل المنتخب اللبناني مشواره في المجموعة الرابعة من منافسات كأس العرب بمواجهة صعبة أمان نظيره المصري أحد المرشحين لحصد اللقب، قبل أن يصطدم في المرحلة الثانية بنظيره الجزائري المرشح هو الآخر للقب، قبل أن يختتم مواجهاته في الجولة الثالثة بمواجهة نظيره السوداني. ويعد لبنان ضمن خمس دول ساهمت في إخراج بطولة العرب للنور، وكان للبنان الدور الأبرز باستضافة النسخة الأولى من بطولة العرب التي شهدت مشاركة خمسة منتخبات فقط، وهي بجانب لبنان منتخبات تونس البطلة، سوريا الوصيفة، والكويت صاحبة المركز الرابع، والأردن التي حلت خامسة. وشارك منتخب الأرز في بطولة العرب سبع مرات من أصل تسع خلال أعوام (1963 لبنان)، (1964 الكويت) ، (1966 العراق)، (1988 الأردن)، (1998 قطر)، (2002 الكويت)، و(2012 السعودية)، وغاب في مناسبتين فقط عامي (1985 السعودية)، و(1992 سوريا). ويعد منتخب لبنان ثاني أكثر المنتخبات مشاركة في البطولة مناصفة مع الكويت برصيد سبع مشاركات، بعد الأردن برصيد ثماني مشاركات بعد غيابه عن النسخة الأخيرة في السعودية (2012). ولعب لبنان 27 مباراة في بطولة كأس العرب، حيث فاز في ثماني مباريات وتعادل في سبع مباريات وخسر 12 مرة، وسجل لاعبوه تاريخيا 37 هدفا، في حين تلقت شباكهم ـ38 هدفا. ويعد أفضل مركز للبنان في بطولة العرب، هو الذي حققته في النسخة الأولى التي استضافتها عام 1963، حيث حققت المركز الثالث ولم يسبق لها أن توجت باللقب أو وصلت إلى المباراة النهائية، لكنها حلت في المركز الرابع عامي 1964 و1966، في حين خرج في كل النسخ المتبقية من دور المجموعات. وكان أكبر فوز لمنتخب لبنان في بطولة العرب على حساب الكويت (6-صفر) في 31 مارس عام 1963 خلال النسخة الأولى ، فيما كانت أكبر هزيمة أمام ليبيا (1-6) في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في 10 أبريل عام 1966.