
بايدن: نتشارك مع روسيا الرغبة في بناء الاستقرار العالمي
Al Sharq
علت نبرة التهدئة -امس- عقب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومستشار ألمانيا أولاف شولتز وتأكيدهما ضرورة الحوار لحل الأزمة الأوكرانية، فيما قال الرئيس الامريكي جو
علت نبرة التهدئة -امس- عقب لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومستشار ألمانيا أولاف شولتز وتأكيدهما ضرورة الحوار لحل الأزمة الأوكرانية، فيما قال الرئيس الامريكي جو بايدن في كلمة مساء أمس إن الولايات المتحدة وروسيا تتشاركان الرغبة في الاستقرار العالمي، لكنه أكد أن واشنطن وحلفاءها مستعدون لفرض عقوبات على روسيا اذا تحركت ضد اوكرانيا. وقال ان الاجتياح الروسي لاوكرانيا لا يزال محتملا وأن امريكا لم تتحقق بعد من ان الوحدات الروسية عادت الى مواقعها. وعقب لقائه مع مستشار ألمانيا، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يريد حربا سببها أوكرانيا، بعد أسابيع من التوتر الذي أججه انتشار واسع للقوات الروسية على حدودها، إلا أنه لم يخف مخاوفه من استمرار السعي لانضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" حاليا أو مستقبلا. وقال بوتين -في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني عقب مباحثات مطولة بينهما في موسكو- "هل نريد حربا أم لا؟ بالتأكيد لا، لهذا السبب قدمنا اقتراحاتنا لعملية تفاوضية". وأضاف الرئيس الروسي أنه بحث مع المستشار الألماني الضمانات الأمنية، وأكد استعداد موسكو لمواصلة تصدير الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا. وقال بوتين إن بلاده أُبلغت بأن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي في المستقبل القريب، لكن موسكو لا تعتقد أن هذا ضمان جيد بما يكفي، وتريد حل المسألة برمتها الآن. وطالب بوتين الناتو بحسم مسألة ضم أوكرانيا إليه، معربا مجددا عن رفضه لمقولة إن الناتو حلف دفاعي سلمي، وقال إن الناتو قصف بلغراد في يوغسلافيا السابقة من دون تفويض من مجلس الأمن. في المقابل، رفض شولتز رأي بوتين، وأكد أن الحلف كان يقصد آنذاك منع وقوع إبادة جماعية، ورد بوتين -بدوره- بقوله إن هناك "إبادة جماعية" في شرق أوكرانيا اليوم. من جانب آخر، قال شولتز إنه اتفق مع بوتين على حل النزاع مع أوكرانيا ضمن صيغة النورماندي، وشدد على أن توسع الناتو شرقا ليس مطروحا للنقاش حاليا، داعيا الرئيس الروسي إلى إجراء حوار مباشر حول الصراع الأوكراني. وأشار المستشار الألماني إلى أنه إذا تم التصديق على الاعتراف بدونيتسك ولوهانسك جمهوريتين مستقلتين، فسيشكل ذلك انتهاكا لاتفاقية مينسك، وفق تعبيره. بدوره، أعلن الإليزيه أن الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي اتفقا -خلال اتصال هاتفي- على ضرورة التحقق من الانسحاب الروسي من حدود أوكرانيا. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أكدت أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أبلغ نظيره الروسي سيرجي لافروف بأن الولايات المتحدة لديها مخاوف مستمرة بخصوص قدرة روسيا على غزو أوكرانيا وتحتاج إلى رؤية "وقف تصعيد يمكن التحقق منه والوثوق به". وتحدث الوزيران هاتفيا بعد أن قالت روسيا إن بعض قواتها عادت إلى قاعدتها بعد تدريبات بالقرب من أوكرانيا وقال الرئيس فلاديمير بوتين إنه مستعد لمواصلة الحوار. لكن الدول الغربية لم تؤكد بعد أنها لاحظت انخفاضا في الحشد الروسي البالغ قوامه 130 ألف جندي بالقرب من حدودها مع أوكرانيا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في بيان إن بلينكن أبلغ لافروف بأن واشنطن ملتزمة بالسعي إلى حل دبلوماسي "للأزمة التي تسببت فيها موسكو"، وبأنه يتطلع إلى رد روسيا المكتوب على اقتراحات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشأن الأمن الأوروبي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف شدد على ضرورة مواصلة العمل معا ودعا إلى حوار عملي بشأن الأمن، لكنه قال لبلينكن إن "الخطاب العدواني" الذي تضخمه واشنطن غير مقبول. دونيتسك ولوهانسك ووجه النواب الروس -امس - نداء إلى الرئيس فلاديمير بوتين يدعونه فيه إلى الاعتراف باستقلال المناطق الانفصالية الأوكرانية المؤيدة لروسيا والمدعومة من موسكو، والتي تشهد مواجهة مع الجيش الأوكراني في شرق هذا البلد منذ 8 سنوات. وقال رئيس مجلس النواب فياتشيسلاف فولودين "النداء الموجه إلى رئيس روسيا حول ضرورة الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين سينقل إليه فورا"، موضحا أن الوثيقة أقرت خلال جلسة عامة لمجلس الدوما. بدورهما، أدان كل من البرلمان الأوكراني والاتحاد الأوروبي تصويت مجلس الدوما الروسي على الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوهانسك في إقليم دونباس. والاعتراف بتلك المنطقتين سيشكل نهاية عملية السلام في شرق أوكرانيا واتفاقات مينسك التي تم التوقيع عليها بفضل وساطة فرنسية وألمانية، والتي تنص على عودة هذه المناطق -على المدى البعيد- إلى سيادة كييف. وجاءت الخطوة الروسية بالتزامن مع إعلان موسكو بدء سحب بعض قواتها من الحدود الأوكرانية والعودة إلى قواعدها بعد انتهاء تدريبات عسكرية مع بيلاروسيا. تحذيرات مستمرة ورغم إعلان موسكو عن سحب جزء من قواتها، فإن الخارجية البريطانية قالت إن القوات الروسية يمكن أن تصل إلى كييف بسرعة كبيرة جدا إذا غزت أوكرانيا. وقالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس إنه لا يزال من المرجح بشكل كبير أن تغزو روسيا أوكرانيا، وقد يكون ذلك وشيكا. وأشارت الوزيرة إلى أن الحكومة في حالة تأهب لأي عمليات سرية في الأيام القليلة القادمة. وأضافت تروس لشبكة "سكاي نيوز" أنه إذا دخلت القوات الروسية إلى أوكرانيا، فسيمكنها الوصول إلى العاصمة كييف سريعا، مشيرة إلى أن "توقيت الهجوم قد يكون وشيكا". وأوضحت الوزيرة أنه "لا يزال لدينا وجود دبلوماسي في كييف، لكن جزءا من فريقنا انتقل إلى غرب أوكرانيا".