
باحثة أمريكية بجامعة سيراكيوز لـ الشرق: قطر نجحت في تأمين خطط تحقيق الأمن الغذائي
Al Sharq
أكدت د. ناتالي كوك، أستاذ دراسات قسم الجغرافيا والبيئة بكلية ماكسويل للمواطنة العامة بجامعة سيراكيوز بنيويورك، والباحثة المتخصصة في الجغرافيا السياسية وأبحاث الأمن
أكدت د. ناتالي كوك، أستاذ دراسات قسم الجغرافيا والبيئة بكلية ماكسويل للمواطنة العامة بجامعة سيراكيوز بنيويورك، والباحثة المتخصصة في الجغرافيا السياسية وأبحاث الأمن الغذائي والتعمير والرياضة وارتباط الأمن الغذائي بالاستدامة، والتي قامت بزيارات عديدة إلى قطر ضمن أبحاثها الخاصة لدراستها «الأبعاد الجيوسياسية للأمن الغذائي.. التجربة القطرية نموذجاً»، والتي اعتبرت فيها أن تجربة نجاح قطر الاستثنائية في الأمن الغذائي محل دراسة أكاديمية، معتبرة أن شركة "بلدنا" تجربة ممتازة كشفت تضافر الجهود الإدارية والتخطيطية مع دعم التنمية المحلية في سنوات عصيبة ميزت النجاحات القطرية العديدة في شتى مجالات الأمن الغذائي المختلفة، معتبرة أن الطفرة النوعية التي حققتها شركة "بلدنا" منذ إنشائها ومحدودية نشاطها في 2014 إلى النقلة النوعية التي حققتها عام 2017 وأرباحها القياسية في 2021 وبما تبع ذلك من تعدد أنشطتها بعد تأمين الاحتياجات القطرية من الألبان في ظروف حُجم فيها وفرة الخيارات والإمدادات، مؤكدة أن هناك عناصر ميزت تلك التجربة على وجه التحديد بأنها كشفت نجاح الإرادة الوطنية بصورة قياسية وقدرة قطر على كافة التحديات العديدة ما جعلها نموذجاً في تحقيق نجاحات اقتصادية ذات طابع وطني برغم كل المعوقات والمشقة في سبيل الوصول إلى تلك النتائج المبهرة، مؤكدة على أن الرؤية الوطنية للتنمية التي دشنتها الإدارة القطرية كانت من أبرز الملاحظات في زيارتها لقطر ودراسة تجربتها المميزة في الأمن الغذائي. ◄ تجاوز العقبات وأكدت الباحثة د. إيميلي كوك، أستاذ دراسات قسم الجغرافيا والبيئة بجامعة سيراكيوز بنيويورك أن قطر أيضاً عززت مفهوم السيادة فيما يتعلق بالأمن الغذائي، والأطر الوطنية المرتبطة بتحقيق التنمية الداخلية، وذلك وفق توجيهات من القيادة القطرية الرشيدة، التي أكدت على استطاعة قطر التكيف وتجاوز العقبات؛ وبصفة خاصة مع تعجيل خطط النمو الاقتصادي والتنمية المحلية، لتحقق قطر إنجازاً إيجابياً بتمكنها من تحقيق فائض إيجابي في الموازنة مقارنة بالسنوات السابقة، كما أن هناك عوامل عديدة وفرتها قطر من أجل ازدهار صناعة الألبان في البلاد، تغلبت فيها على العقبات في سبيل ذلك، وهو ما أثبتته أرقام أرباح شركة بلدنا والتي بلغت خلال الربع الأول من العام الجاري 182 مليون ريال قطري، كما حققت الشركة صافي ربح قوي قدره 44 مليون ريال قطري (+54٪ معدل نمو مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق)، وهو ما يمثل هامش صافي ربح بنسبة 24٪، كما تعززت الكفاءة وارتفعت الإنتاجية في عملية التصنيع، بالإضافة إلى تقليل هدر المبيعات من خلال الضوابط والأنظمة المحسّنة، كما تم التحكم في ضبط النفقات العامة وجميع هذه الإجراءات عملت على المساهمة في تعزيز الأرباح، ولكن كل هذا لم يكن يخلو في بدايته من التحدي وهو ما وفرته قطر عبر تدعيم محطات التحلية وعمل أنظمة التبريد على الكهرباء المبنية على صناعة الغاز الطبيعي الوفير في قطر في العمليات التنظيمية لشركة بلدنا، كما استثمرت الدوحة أيضاً في الإنتاج في الخارج، وخاصة في السودان وتنزانيا، لتأمين إمداداتها من العلف، كما وجهت القيادة الحكيمة في قطر استثمارات خاصة كبيرة في صناعة الأغذية؛ حيث يزداد الإنتاج المحلي أربعة أضعاف مقارنة بالأعوام الماضية، وفي حين أن الدوحة كانت تستورد 85 في المائة من خضراواتها؛ باتت تأمل الآن في إنتاج 60 في المائة خلال السنوات الثلاث المقبلة، ولعل الأهم من ذلك هو أن البلاد أصبحت الآن مكتفية ذاتيا في منتجات الألبان، حيث اعتمدت في السابق على الواردات بنسبة 72 في المائة من المعروض، ما يؤكد وجود تقدم هائل في معدلات النمو المحلية القطرية. ◄العلاقات التجارية وأوضحت د. إيميلي كوك أن قطر تتطلع لمواصلة تطوير صناعتها الغذائية، مع مواصلة شبكة علاقات تجارية أكثر تنوعاً ومرونة بكل تأكيد، كما أنها استفادت من التحديات الوطنية، ليس فقط بزيادة الاستثمار في الإنتاج الغذائي المحلي، فقد دفعت أيضاً لإعادة معايرة سريعة للعلاقات التجارية القطرية، فقد سارع الحلفاء في المنطقة إلى توطيد العلاقات مع قطر، حيث قدموا منتجات وموارد غذائية طازجة عن طريق الجو، منذ ذلك الحين، عززت قطر علاقاتها التجارية مع عديد الدول العالمية، والدور الكبير في تحسن العلاقات والتعاون المشترك منذ بيان قمة العلا أول العام الجاري ما ساهم في استعادة العمل المشترك والروابط الإيجابية التي تجمع قطر بكل من السعودية كعلاقة تاريخية مثلما جاء في التصريحات الدبلوماسية الرسمية للمسؤولين القطريين، وأيضاً زيادة أفق التعاون الثنائي بين قطر ومصر في الفترة الأخيرة والتعاون المشترك في عدد من الملفات، كان أبرزها احتواء التصعيد في غزة، واستمرار لجان التباحث المشترك ما بين قطر والإمارات والبحرين لتوطيد العلاقات الإيجابية، وعلى الصعيد الداخلي عززت قطر موقعها كأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم لإنشاء خطوط تجارية بحرية جديدة مع كبار مصدري الأغذية، بما في ذلك الهند؛ وهو ما جعل قطر في وضع مثالي عموماً للتغلب على التحديات العالمية. ◄رؤية إيجابية ولفتت د. إيميلي كوك إلى أن نجاح قطر في التكيف الإيجابي عبر منظومتها في الأمن الغذائي أمر سيعزز التنمية المحلية بصورة كبيرة في المستقبل، كما أن المصالحة الخليجية واستعادة أنشطة مجلس التعاون الخليجي، مكنا من استعادة المناقشات الدورية بين الدول الخليجية في صياغة رؤية مشتركة لخطط الأمن الغذائي المستقبلية، وهو ما دفع أيضاً المسؤولين بقطر إلى إعطاء ملامح مستقبلية عديدة للمرحلة الثانية من برنامج الأمن الغذائي الذي اعتمدته الهيئات والمؤسسات القطرية منذ 2008 ومرحلة التطور في 2012 إلى الخطة الحالية التي بدأت من العام الماضي وتستمر لتتلاقى مع رؤية التنمية الوطنية في البلاد قطر 2030، كما أن قطر نجحت بصورة مميزة في تأمين أي أبعاد مستقبلية تقوض إستراتيجيتها الخاصة بالموارد الغذائية، وجاءت جائحة كورونا والتحديات العالمية العديدة لتكشف أبعادا كثيرة نجحت قطر في تأمينها، كما نجحت قطر في إضافة عنصر التنوع فيما يتعلق بإمدادات الغذاء الخارجية ما جعل البلاد تقيم علاقات مميزة ومهمة للغاية مع العديد من دول العالم وخاصة في مجال التوريدات والبضائع، كما أن ذلك دفع إلى النظر إلى الإنتاج المحلي بنظرة أكثر شمولاً عبر تبني الدولة لتحقيق تنمية حقيقية في الإنتاج الحيواني والزراعي ومنتجات الألبان والموارد الغذائية. ◄ سياسات رشيدة وأكدت د. ناتالي كوك أن كلا من الحكومة القطرية والمجتمع الصناعي يتخذان خطوات نحو دعم الزراعة ومنتجات الأعلاف وزيادة نسبة إنتاجية الدولة المحلية، كما تخطط بعض السلطات المحلية لحظر استخدام المياه الجوفية لإنتاج الأعلاف بحلول عام 2025، مما يتطلب من المنتجين استخدام المياه المعالجة بدلاً من ذلك والاحتفاظ باستخدام المياه الجوفية لإنتاج المحاصيل، وهي خطوات من أجل التأمين المستقبلي حتى لا تؤثر معدلات النمو الهائلة بتبعات سلبية على البيئة، وفي هذا الصدد يعتمد عدد من الشركات أيضا ما يسمى بالممارسات "الدائرية" لتحقيق استخدام أكثر كفاءة للموارد؛ فقامت شركة Agrico، وهي منتج رئيسي للخضراوات، بتوسيع عملياتها في مجال الزراعة المائية العضوية، وهي خطوة أفادت الشركة أنها أدت إلى خفض استهلاك المياه بنسبة 90 في المائة، كما أن خطط المشروعات الحالية التي بدأت منذ 2018 وإلى 2023 شملت مشروعات عديدة ومميزة للغاية حسب لقاءاتي مع المسؤولين المختصين شملت 11 مشروعا لإنتاج الخضراوات من خلال البيوت المحمية المبردة، كما أن هناك مبادرة لإنشاء 4 مشاريع لإنتاج الأعلاف الخضراء، ومشروعين لإنتاج الأعلاف المركزة، بالإضافة إلى مشروعين للاستزراع السمكي، ومشروعين اثنين لاستزراع الروبيان، للتوسع في الإنتاج المحلي للسلع والمنتجات الزراعية والغذائية تحقيقا للاكتفاء الذاتي، في حين شهد القطاع الزراعي طفرة إنتاجية كبيرة ساهمت في وصول دولة قطر إلى مرتبة متقدمة في تحقيق الأمن الغذائي بدعم الدولة واجتهاد القطاع الخاص، ما ساهم في ارتفاع إنتاج المحاصيل الزراعية.More Related News