
انتخابات الرئاسة في ليبيا طريق إلى الوحدة أم تعميق للانقسام؟
Al Sharq
من المقرر أن تشهد ليبيا انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر المقبل، لكن تصاعد الخلافات بين الأطراف السياسية في البلاد حول قانوني الانتخابات، بالإضافة إلى التحركات
من المقرر أن تشهد ليبيا انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 ديسمبر المقبل، لكن تصاعد الخلافات بين الأطراف السياسية في البلاد حول قانوني الانتخابات، بالإضافة إلى التحركات الاحتجاجية الرافضة لترشح سيف الإسلام القذافي واللواء المتقاعد خليفة حفتر للانتخابات الرئاسية، قد يهدد إجراء الانتخابات المرتقبة في موعدها المحدد. ونقلت وسائل إعلام ليبية، كلمة متلفزة للواء المتقاعد خليفة حفتر حيث أعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المرتقبة نهاية العام. وقال إن ترشحه للانتخابات "ليس طلباً للسلطة أو بحثا عن مكانة، بل لقيادة شعبنا في مرحلة مصيرية نحو العزة والتقدم والازدهار". وشدد حفتر في كلمته التي توجه بها إلى الشعب الليبي، على وحدة ليبيا واستقلالها، داعيا إلى "ممارسة دورهم بأعلى درجات الوعي والمسؤولية وتوجيه أصواتهم حيث يجب أن تكون". وفي 2019، شن حفتر هجومًا على العاصمة طرابلس مستعينا بمرتزقة ومقاتلين أجانب من أجل إسقاط حكومة الوفاق الوطني آنذاك. ومن جهته، عاد سيف الإسلام القذافي إلى الواجهة السياسية في ليبيا بعد نحو 10 أعوام من مقتل والده العقيد معمر القذافي إبان ثورة 2011، التي أنهت نظام حكمه، حيث أعلنت مفوضية الانتخابات قبولها أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية، كما تناقلت منصات التواصل الاجتماعي، الأحد الماضي، صوره داخل فرع المفوضية في سبها جنوبي البلاد، وهو يقدم ملف ترشحه شخصيا، في حين سارعت المحكمة الجنائية للتذكير بأن أمر بالقبض على سيف الإسلام القذافي منذ عام 2011 ما زال ساريا، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وأفادت مصادر محلية، بأن القذافي لم يستوف إجراءات ملف ترشحه لخوض السباق الرئاسي. وقالت مصادر للجزيرة، إن وكيل سيف الإسلام عرض على المفوضية خضوع موكله للفحص الطبي في مكان من اختياره، بما يخالف إجراءات الترشح المنصوص عليها لدى مفوضية الانتخابات. وسيف الإسلام كان من أبرز المدافعين عن نظام والده خلال الثورة، وأصدرت المحكمة الدولية في مايو 2011، مذكرات تطالب باعتقاله، بينما صدر في ليبيا، حكم ضده بالإعدام رميا بالرصاص إلى جانب آخرين من رموز النظام السابق، بتهمة ارتكاب "جرائم حرب"، لكنه خرج من السجن في "عفو عام" عام 2016. * تحركات احتجاجية وأثار ترشح حفتر وسيف الإسلام القذافي غضبا شعبيا في ليبيا أدى إلى إغلاق عدد من مكاتب للمفوضية، حيث شهدت بعض المناطق مظاهرات واقتحامات لعدد من مقار المفوضية. وتنديدا بقبول أوراق ترشح سيف الإسلام، أعرب المجلس البلدي لمدينة مصراتة غربي ليبيا، "رفضه التام والقطعي للانتخابات في صورتها الحالية المَعِيبة، التي تُرسخ لوأد الحرية وعودة الاستبداد"، واتهم المفوضية بـ"التآمر" على الشعب الليبي، وطالبها بـ"الاعتذار حتى لا تحيد عن أهدافها، وتعلن رفضها التام لترشح من كان جزءا من معاناة الليبيين". ومن جهته، أشار رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، إلى أن قانون الانتخابات البرلمانية "معيب ومصاغ لخدمة مرشحين محددين"، حيث قال "خرجوا بقوانين مفصلة لشخصيات، ولا يمكن أن نرضى بهذا القانون المعيب". وأضاف أنه سيعلن عما إذا كان سيرشح نفسه للرئاسة "في اللحظة الحاسمة"، لافتا إلى أن قرار ترشحه من عدمه في يد الشعب الليبي. وفي وقت سابق، نقلت رويترز عن مصادر مقربة من الدبيبة اعتزامه الترشح رغم تعهده، عند تسلمه مهامه في فبراير الماضي بأنه لن يشارك في الانتخابات المقبلة.