اليوم العالمي للمتبرعين بالدم: شارك في الجهد وأنقذ الأرواح
Al Sharq
تحتفل دولة قطر مع مختلف دول العالم في الرابع عشر من يونيو كل عام باليوم العالمي للمتبرعين بالدم ، وهي مناسبة سنوية تهدف إلى رفع مستوى الوعي بضرورة المواظبة على التبرع
تحتفل دولة قطر مع مختلف دول العالم في الرابع عشر من يونيو كل عام باليوم العالمي للمتبرعين بالدم ، وهي مناسبة سنوية تهدف إلى رفع مستوى الوعي بضرورة المواظبة على التبرع به ضماناً لجودة ما يُوفر من كمياته ومنتجاته المُتبرع بها ومستوى توافرها ومأمونيتها لمن تلزمهم من المحتاجين والمرضى.
وجاء اختيار منظمة الصحة العالمية لهذا اليوم من كل سنة لتكريم المتبرعين بالدم في أرجاء المعمورة، وهو يوافق يوم ميلاد الطبيب النمساوي كارل لاندستا ينر، مكتشف نظام فصائل الدم، الذي نال جائزة نوبل بسبب هذا الاكتشاف. وسيتم الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام تحت شعار : " التبرع بالدم بادرة تضامن. شارك في الجهد وأنقذ الأرواح" وذلك لشد الانتباه للدور الذي يؤديه التبرع بالدم في إنقاذ الأرواح وتعزيز التضامن داخل المجتمعات. ويهدف الاحتفال بهذه المناسبة الى شكر المتبرعين بالدم في العالم والعمل على إذكاء الوعي على نطاق أوسع بشأن الحاجة إلى التبرع بالدم بانتظام دون مقابل وإبراز الحاجة إلى الالتزام بالتبرع بالدم على مدار السنة للحفاظ على الإمدادات الكافية وتحقيق إتاحة نقل الدم المأمون أمام الجميع في الوقت المناسب، والاعتراف بقيمة التبرع الطوعي بالدم دون مقابل في تعزيز التضامن المجتمعي والتماسك الاجتماعي، والترويج لهذه القيمة وإذكاء الوعي بضرورة زيادة الاستثمار من جانب الحكومات لبناء نظام وطني مستدام وقادر على التكيف للإمداد بالدم، وزيادة جمع التبرعات بالدم من المتبرعين دون مقابل . كما يشمل الاحتفال نشر بعض قصص الأشخاص الذين أنقذ التبرع بالدم أرواحهم على مختلف وسائل الإعلام، من أجل تحفيز الأشخاص الذين يتبرعون بالدم بانتظام على مواصلة التبرع بالدم، وتحفيز الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة والذين لم يتبرعوا بالدم من قبل على البدء في ذلك. وتشمل الأنشطة الأخرى التي من شأنها أن تساعد على الترويج لشعار اليوم العالمي للمتبرعين بالدم لهذا العام الاحتفالات لتقدير المتبرعين، والحملات على وسائل التواصل الاجتماعي، والبث الإعلامي الخاص، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تصور الأفراد المتبرعين بالدم إلى جانب الشعار، والاجتماعات وحلقات العمل، والأحداث الموسيقية والفنية التي تقام لشكر المتبرعين بالدم والاحتفال بالتضامن، وتلوين المعالم الشهيرة باللون الأحمر. وتبذل الجهات الصحية المسؤولة عن التبرع بالدم بدولة قطر جهودا مقدرة لتوفير مشتقات الدم وخدمات نقل الدم للمرضى بالدولة بهدف المساهمة في إنقاذ حياتهم وتأمين الاحتياجات الأساسية بالدولة من مشتقات الدم والبلازما. ويشكل نقل الدم الآمن ومشتقاته أحد أهم الجوانب التي يركز عليها نظام الرعاية الصحية بدولة قطر ،وهو ما يساهم بصورة كبيرة بإنقاذ أرواح الكثيرين وتحسين صحة ونوعية حياة العديد من المرضى يوميا. ويعتبر مركز قطر للتبرع بالدم التابع لمؤسسة حمد الطبية، الجهة الصحية الوحيدة المسؤولة عن توفير إمدادات الدم لدولة قطر بأكملها بما في ذلك جميع المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة، ويعتمد المركز بشكل كامل على موارد محلية لإمدادات الدم والتي يوفرها متبرعون متطوعون دون الحصول على مقابل نظير التبرع، حيث توقف المركز عن استيراد الدم ومشتقاته من الخارج من عام 1987، وقد نجح المركز بجذب آلاف المتبرعين بالدم سنوياً ويتطلع لضم والتحاق المزيد من الأشخاص لقوائم المتبرعين بالدم لديه.
ويسهم التبرع بالدم في تنشيط الدورة الدموية ويحفز خلايا نخاع العظم لتجديد نشاطها وزيادة فعاليتها. كما يعمل على تخفيف ضغط الدم وبالتالي يخفف الصداع ويزيد من الحيوية والسلامة، والتبرع بالدم دون مقابل عطاء إنساني، لا يصدر إلا عن الأشخاص المتميزين من كرام الناس وعظماء النفوس، كونه يساهم يومياً في إنقاذ ملايين الأرواح حول العالم وتحسين صحة العديد من المرضى، والارتقاء بجودة حياتهم، فليس بالضرورة أن تكون طبيبا لتنقذ حياة الآخرين ولكن تبرعك بقطرات من دمك قد يحقق الكثير في هذا المضمار. ولضمان إتاحة الدم المأمون أمام كل من يحتاج إلى نقل الدم، تحتاج جميع البلدان إلى المتبرعين بانتظام بالدم طوعاً ودون مقابل، ويعد وجود برنامج فعال للمتبرعين بالدم، يتميز بمشاركة واسعة ونشيطة من جانب السكان، أمراً حاسماً لتلبية الحاجة إلى نقل الدم وقت السلم وفي حالات الطوارئ أو الكوارث، عندما يزداد الطلب على الدم زيادة حادة أو عندما يتأثر الأداء المعتاد لخدمات الدم. ويسهل وجود المناخ الاجتماعي والثقافي المناسب والتضامن القوي، وضع برامج التبرع بالدم الفعالة، وهناك إقرار واسع النطاق بأن التبرع بالدم يسهم في إقامة الروابط الاجتماعية وتعزيز وحدة المجتمع، خاصة وأن عمليات نقل الدم ومنتجاته تساعد على إنقاذ ملايين الأرواح سنوياً، وبإمكانها أن تطيل أعمار المرضى المصابين بحالات مرضية تهدد حياتهم وتمتعهم بنوعية حياة أفضل، وتقدم الدعم لإجراء العمليات الطبية والجراحية المعقدة، كما تؤدي هذه العملية دوراً أساسياً في إنقاذ أرواح الأمهات والأطفال في إطار رعايتهم، وأثناء الاستجابة الطارئة للكوارث التي هي من صنع الإنسان والكوارث الطبيعية، وتعد خدمات الإمداد بالدم التي تتيح للمرضى سبيل الحصول على الدم ومنتجاته المأمونة بكميات كافية من العناصر الرئيسية لأي نظام صحي فعال. وتنتشر عبر العالم أكثر من ثلاثة عشر ألفا وثلاثمائة مركز للتبرع بالدم، وتجمع سنويا ما يعادل 106 ملايين تبرع بالدم إجمالاً. وبالإمكان ضمان توفير إمدادات كافية وموثوقة من الدم المأمون عن طريق إنشاء قاعدة مستقرة ومنتظمة من المتبرعين طوعاً بالدم وبدون أجر، وهؤلاء المتبرعون هم من أكثر فئات المتبرعين مأمونية، لأن انتشار حالات العدوى المنقولة بالدم هي الأدنى بينهم. وهناك حاجة مستمرة إلى إمدادات منتظمة بالدم، لأنه لا يمكن تخزينه إلا لفترة محدودة قبل استخدامه. وهناك حاجة إلى تبرع عدد كاف من الأفراد الأصحاء بالدم بانتظام لضمان بقاء الدم متاحاً في كل مكان وزمان.